"صفحات الغش" تهزم "التعليم" فى أول أيام امتحانات الثانوية العامة.. تسريب أسئلة اللغة العربية بعد 20 دقيقة من بدء اللجان.. وإجبار الوزارة على إلغاء اختبار الدين.. وفتح تحقيق عاجل لمعرفة مصدر التسريب

انطلق اليوم، الأحد، مارثوان امتحانات الثانوية العامة "نظام حديث"، للعام الدراسى 2015،2016، وأدى ما يقرب من 560 ألف طالب وطالبة امتحان اللغة العربية، على مستوى الجمهورية، موزعين على 1574 لجنة، فى 4 قطاعات هى "أسيوط والقاهرة والدقهلية والإسكندرية"، وتم إلغاء امتحان مادة التربية الدينية بسبب تسريب الامتحان. وكانت الامتحانات على صفيح ساخن فى أول أيامها، بعد فشل وزارة التربية والتعليم فى مواجهة تسريب امتحانات الثانوية العامة على مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات الغش الإلمترونى، ما اضطر وزارة التعليم لإلغاء امتحان التربية الدينية بسبب تسريبه قبل انطلاق الامتحان فى الثانية عشرة والنصف ظهرا، كما أثبتت الورقة الأصلية لأسئلة امتحان اللغة العربية صحة الورقة المسربة على مواقع التواصل الاجتماعى بعد ثلث ساعة فقط من بدء الامتحان، الأمر الذى يضع وزارة التربية والتعليم فى مأزق.

وحددت وزارة التربية والتعليم موعد إجراء امتحان التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة "نظام حديث" يوم 29 يونيو الجارى، فى آخر يوم من أيام الامتحانات، طبقا للجدول المعلن من قبل وزارة التربية والتعليم.

وأشار طلاب لجنة مدرسة المنيرة الإعدادية بنين لـ"انفراد" إلى سهولة امتحان اللغة العربية، مؤكدين أنه جاء فى مستوى الطالب المتوسط، وأعرب عدد من أولياء الأمور المتواجدين أمام المدرسة عن غضبهم من إلغاء امتحان مادة التربية الدينية.

من جانب آخر، تمكنت غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم لمتابعة امتحانات الثانوية العامة من ضبط 6 تليفونات محمول بلجنة عمر بن عبد العزيز بإدارة السلام التعليمية، وتم تحرير محاضر غش للطلاب واتخاذ الاجراءات القانونية ضد الطلاب ورئيس اللجنة والملاحظين.

وقررت وزارة التربية والتعليم فتح تحقيق عاجل فى واقعة تسريب امتحان مادة التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة نظام الحديث لمعرفة مصدر تسريبه، وكشف مصدر مسئول بالوزارة أنه تم إبلاغ الأمن العام وعدد من الجهات المسئولة للتحقيق فى الواقعة، مشيراً إلى أن الواقعة لأول مرة تحدث رغم اتخاذ الوزارة مجموعة من الإجراءات القانونية لمواجهة الغش.

واستكمالا للمشهد العبثى الذى سيطر على الموقف، سادت حالة من الغضب بين أولياء الأمور، أمام عدد من لجان الثانوية العامة، بعد تأخر الطلاب فى دخول اللجان حتى التاسعة إلا 10 دقائق، بسبب تأخر القائمين على اللجان فى تفتيش الطلاب قبل دخولهم باستخدام العصا الإلكترونية. وقال محمد عبده، أحد أولياء أمور لجنة مدرسة المنيرة الإعدادية بالسيدة زينب، إن عدم السماح بدخول الطلاب حتى التاسعة إلا 10 دقائق أدى إلى توتر الطلاب، بسبب معاناة الطالب فى البحث عن لجنته بعد دخوله المدرسة، الأمر الذى يؤثر على تركيزه فى الامتحان. واشتكى عدد من أولياء أمور مدرسة أم الأبطال الثانوية بنات، التابعة لإدارة الهرم التعليمية، من المشكلة نفسها، موضحين أنه حتى التاسعة إلا دقيقتين كانت الطالبات فى فناء المدرسة، وأعلن أولياء الأمور رفضهم عدم السماح لأبنائهم بالدخول بالتليفون المحمول مع تركه مع الأمن وعدم الصعود به إلى الفصل، لاحتياجهم إليه حتى يطمئنوا على أبنائهم بين الفترتين، حيث يختبر الطلاب فى مادتى اللغة العربية والتربية الدينية ولا يسمح لهم بالخروج بين اللجنتين، قبل أن يتم الغاء امتحان التربية الدينية.

من جانبهم نبه أفراد الأمن المتواجدون داخل اللجان بمدارس السيدة زينب على الطالبات قبل دخولهن اللجنة بعدم اصطحاب التليفونات المحمولة، وتم تجميع العشرات من الأجهزة وتسليمها إلى أولياء الأمور أمام اللجنة قبل دخول الطلاب، وأكد المسئولون عن اللجنة عدم مسئوليتهم عن أية أجهزة أو الاحتفاظ بها، مخاطبين الطالبات، "منقدرش نحتفظ بـ400 جهاز اللى معاه تليفون يسلمه لأهله"، وشهدت اللجنة بكاء من بعض الطالبات خوفا ورهبة من الامتحان.

وأكد مصدر بالتربية والتعليم لـ"انفراد"، تتبع غرفة عمليات الثانوية العامة بديوان عام وزارة التربية والتعليم المشكلة من وزارة الداخلية والاتصالات والتربية والتعليم وفريق مكافحة الغش ورقة الأسئلة لامتحان مادة اللغة العربية، نظام حديث، للتأكد من صحة الورقة المسربة. ومنع رئيس لجنة الثانوية العامة بمدرسة المنيرة الإعدادية بنين، التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية، طالبة من دخول الامتحانات، لتأخرها "45 دقيقة" عن لجنة الامتحان، وحضرت الطالبة فى التاسعة و45 دقيقة. وأكدت ولى أمرها أن ابنتها كانت تتلقى العلاج فى أحد المستشفيات، وطلب منها المسئولون عن اللجنة إحضار ما يثبت صحة كلامها. من جهته حرص الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على التواجد بغرفة عمليات الثانوية العامة، لمتابعة عمل فريق الغش الإلكترونى بعد تداول أسئلة امتحان مادة اللغة العربية لطلاب النظام الحديث بالثانوية العامة. وألقت أيضاً الدروس الخصوصية بظلالها على مارثوان الامتحانات، وقالت والدة إحدى طالبات الثانوية العامة، أمام لجنة المنيرة بالسيدة زينب، إنها تعانى الأمرين بسبب ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، مؤكدة أن زوجها "مخاصمها" من شهرين بسبب تكاليف تلك الدروس. وأضافت والدة الطالبة أمنية على، أن إجمالى المبلغ الذى يتم دفعة نظير الدروس الخصوصية فى الأسبوع يصل إلى ما يقرب من 1700 جنيه، تضم حصص المراجعة وسعر الحصة الأصلية وحجز مكان وملازم، موضحة أنها لكى تستطيع حجز مكان بالقاعة تذهب من الرابعة عصراً وتنتظر حتى الثامنة مساءً، مشيرة إلى أن الطالب الذى لا يلحق مكانا بالقاعة الرئيسية يجلس بقاعة ملحقة ويشاهد شرح المدرس من خلال شاشة عرض. وأشارت والدة الطالبة إلى أن حصة مراجعة مادة الفيزياء وصلت إلى 75 جنيهاً بواقع 150 جنيهاً فى الأسبوع لمادة واحدة فقط، إضافة إلى 40 جنيهاً سعر الحصة العادية قبل مرحلة المراجعة، قائلة، "بقالى شهرين جوزى مش بيكلمنى علشان خاطر مصاريف وفلوس الدروس الخصوصية". وأكدت السيدة، أن الطالب يذهب قبل موعد الدرس بـ" 4 ساعات لحجز كرسى"، وأولياء الأمور يواجهون مافيا مدرسين داخل مراكز الدروس الخصوصية، موضحة أن متوسط مصاريف الطالب يومياً فى الحصة يصل إلى 250 جنيهاً، ما بين شراء ملازم وحجز كرسى وأكل وتصوير ورق إلى غير ذلك، ويصل متوسط مصاريف الطالب خلال العام الدراسى من 50 إلى 70 ألف جنيه دروس فقط، مشيرة إلى أن ابنتها بدأت فى الدروس الخصوصية منذ شهر أغسطس 2015 ومستمرة حتى انتهاء الامتحانات نهاية يونيو الجارى.