تزايدت أعداد المسلمين بإسبانيا فى السنوات الأخيرة، ويحتفل ما يقرب من مليونى مسلم فى إسبانيا بشهر رمضان الكريم، الذى يبدأ غدا الاثنين، وبدأت الأسر الإسبانية المسلمة فى الاستعداد لشهر رمضان فى احتفالية تسودها عادات وتقاليد قديمة، واشترت الأسر ما يلزمها من توابل ومستلزمات لتحضير الحلويات، وما تحتاجه من أوان منزلية، من المحلات المنتشرة بكل أرجاء العاصمة الإسبانية، مما يخلق انتعاشا لدى أصحابها فى هذا البلد، حيث لا زالت الأزمة الاقتصادية تلقى بضلالها، خاصة على الجاليات الأجنبية المقيمة هنا.
ولا تختلف طقوس رمضان فى مدريد عن غيرها فى باقى مدن إسبانيا، وحيث يبدأ المسلمون إفطارهم بالتمر والحليب، ثم الأطباق والوجبات التقليدية، كما أنهم يترددون على المساجد، البالغ عددها فى هذا البلد، نحو 300 مسجد ومصلى، وأكبرها يوجد فى العاصمة مدريد وهو المركز الإسلامى الثقافى المعروف اختصارا بمسجد "إم ترينتا".
كما تسهم الجمعيات الإسلامية بدورها فى تنشيط ليالى المسلمين خلال هذا الشهر، التى تتوزع بين أداء الشعائر الدينية والإقبال على الدروس والمحاضرات التى يلقيها أئمة ووعاظ بينهم مغاربة جاءوا لتأطير الجالية المسلمة فى الحقل الدينى.
وبدأت هذه المساجد تلفت الأنظار إليها وتتحول إلى أماكن للقاء وتضىء أبوابها ومآذنها احتفالا بشهر رمضان الكريم، وفى أماكن وجود تلك المساجد بدأت تنتشر عادات جديدة لم تكن معروفة من قبل، مثل "موائد الإفطار، ومدارس تعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين حتى لا تضيع لغتهم مع مرور الأجيال".
كما تقوم مؤسسة الدار العربية فى إسبانيا بتنظيم "الليالى الرمضانية" التى تحتفل بها العديد من المدن الإسبانية، مثل مدريد ولاس بالماس وجزر الكنارى، والتى يعرض فيها جميع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك؛ لذلك فتعتبر إسبانيا بوابة الإسلام فى أوربا ومستقبل التعايش والتعاون والحوار.
وأجلت إسبانيا امتحانات الثانوية العامة وامتحانات الجامعات لبعد شهر رمضان الكريم، وذلك بعد طلب الجالية الإسلامية فى إسبانيا لوزارة التعليم الإسبانية بتغيير مواعيد الامتحانات التى تتزامن مع شهر رمضان وعيد الفطر. وأشارت وزارة التعليم الإسبانية أنها تقيم توصيات للمدارس فى سبتة ومليلية بشكل خاص، موضحة أنه وفقا للاتفاقية التى وقعت عام 1992 بين إسبانيا واللجنة الإسلامية فى إسبانيا، فإن الطلاب المسلمين الذين يدرسون فى التعليم الخاص أو العام أو المدعومة، تعفى من الحضور أو عقد الامتحانات فى يوم الجمعة، وذلك لالتزامهم بصلاة الجمعة. والتقى رئيس اللجنة الإسلامية فى إسبانيا الأسبوع الماضى مسئولين من وزارة التربية والتعليم لمعالجة هذه المسألة، واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى.
وفى الوقت الراهن، فهناك 281725 طالبا مسلما فى إسبانيا، وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن اتحاد الجاليات الإسلامية فى إسبانيا (UCIDE) فى 31 ديسمبر 2015، ويوجد العديد منهم فى مناطق الحكم الذاتى، كتالونيا (80743 )، تليها أندلوسيا (44636) ومدريد (37150) وفالنسيا 29781.
ونظرا لشدة درجات الحرارة تزامنا مع شهر رمضان فقد طالب رئيس اللجنة الإسلامية فى إسبانيا رياض تاتارى الشركات التى يعمل بها مسلمون باتباع المرونة فى ساعات العمل، حيث يعانى العمال أثناء الصيام من حرارة الصيف، وأيضا جدد دعوته السنوية بإعفاء العمال من العمل يوم الجمعة وذلك لأهمية صلاة الجمعة بالنسبة للمسلمين خاصة فى شهر رمضان.