نشب خلاف فكرى بين دعاة محسوبين على التيار السلفى، وبين الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر حول مسألة تحديد النسل، وذلك بعدما أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن زيادة معدلات النمو السكانى 2.4 % ليصل إلى91.51 مليون نسمة.
وكعادة السلفيين، يخرجون علينا بفتاوى شاذة وغريبة، حيث أفتى داعية سلفى أن تحديد النسل حرام، مؤكدا أن الدين الإسلامى يشجع على الزيادة السكانية، منتقدا فى الوقت ذاته إرجاع بعض المؤسسات الدولة والتى كان آخرها جهاز التعبئة والإحصاء تعوق التنمية للزيادة السكانية، وواصفًا أى محاولات للتحديد بمحاربة الله.
ورد الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى على انتقادات جهاز التعبئة والإحصاء فى بيان اليوم الاثنين، قائلا :" الأصل فى الإسلام تشجيع التوالد وزيادة أعداد المسلمين لأن الكثرة البشرية مصدر قوة عند العقلاء، ولازالت الدول الواعية تتباهى بكثرة سكانها والدول القوية هى التى تشجع زيادة النسل والدول الفاشلة هى التى تسعى لتحديد عدد سكانها، لأن البشر هم أساس وهدف التنمية ومصدر القوة".
وأضاف "لطفى عامر" فى بيان اليوم الاثنين: "تلجأ الحكومات الفاشلة لتحديد النسل لتبرير فشلها وتلهى شعوبها بالفنون الساقطة والمهرجانات الفاشلة والألعاب" مضيفا: "دعوى تحديد النسل إنما دليل ساطع على فشل الفكر المدنى الليبرالى العلمانى منذ 23 يوليو 1952 وحتى يومنا هذا فالله جل وعلا يمتن على عباده بالنسل ونحن نرفضه يقول تعالى "ويمددكم بأموال وبنين" وفى الأثر "تزوجوا الودود الولود".
وتابع: "العلة يا جماعة ليست فى زيادة النسل وإنما العلة فى كيفية الاستفادة من النسل ففشلنا وعجزنا عن الاستفادة من الطاقة البشرية فإن دولا أوروبية وكندا واستراليا تتسول البشر من دول أخرى وتقنن وتيسر الهجرة لانتقاء أفضل نوعيات الشعوب للاستيطان فيها".
وقال: "مصر تملك من الموارد ما لا تملكه بلاد أخرى ومع ذلك لم نتقدم خطوة للإمام فمصر بسكانها الحاليين يعيشون على اقل من عشر مساحة مصر بمناخها المميز وموقعها الفريد وأراضيها السهلة وصحرائها التى تعوم على مياه جوفية ثم نشكو وضعنا الاقتصادى ونحمل زيادة السكان فشلنا، فإننا نحارب الله ليل نهار ونعالج مشاكلنا بنوعيات بشرية هى نتاج محاربة الله فأنى لنا بالفلاح؟، على حد زعمه.
وأضاف: "إنى أدعو العقول المدنية للتخلى عن كبرهم وأوهامهم الفكرية للتحاور حول التنمية الحقيقية من منظور سلفى فهل فيهم رجال عندهم قدرة على الحوار؟".
ومن جانبه، قال الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى: "الشريعة الإسلامية تُرغب فى انتشار النسل وتكثيره، وتعتبر النسل نعمة كبرى ومنَّة عظيمة منَّ الله بها على عباده، فقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحديد النسل أو منع الحمل مصادم للفطرة الإنسانية التى فطر الله الخلق عليها وللشريعة الإسلامية التى ارتضاها الرب ـ تعالى ـ لعباده.
وأضاف "عبد الحميد" فى بيان اليوم الاثنين :"لا يجوز تحديد النسل مطلقًا ولا يجوز منع الحمل إذا كان القصد من ذلك خشية الفقر، لأن الله تعالى هو الرزاق، أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة كخطورة على الزوجة ونحوه فلا مانع من استخدام وسائل منع الحمل".
وأضاف: "هناك دول كثيرة عدد سكانها قليل جدًّا ورغم ذلك تعانى من الفقر والانهيار الاقتصادى، وهناك دول ذات كثافة سكانية عالية ولكن اقتصادها قوى مثل الصين وأمريكا وروسيا وغيرها".
فيما انتقدت آمنة نصير عضو مجلس النواب، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، الفتوى الصادرة عن الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى التى يحرم فيها تحديد النسل.
وقالت "نصير" فى تصريحات لـ"انفراد": "هناك فارق بين تنظيم النسل وتحديد النسل، فتنظيم النسل لا حرمة فيه وقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان على نفسه بصيرة".
وأضافت "نصير" فى تصريحات لـ"انفراد": "لا مانع من أن تقوم الدولة بحملات توعية بأننا نتحفظ على الإنجاب، فالأمر ليس بالكثرة العددية ولكن بالكيفية".