"أيادى تتلف فى حرير".. هنا قرية المجفف أصل صناعة الفخار بالشرقية.. إبداع فى صناعة الكانون والماجور.. "الصنايعية" حافظوا على المهنة من الإندثار.. وعم شعبان يشرح مراحل صناعة الأوانى الفخارية.. فيديو وصو

مهنة تعبر عن تاريخ مصر ورثها المصريون عن أجدادهم الفراعنة، تمسكوا بها رغم مشقتها وأتقنوها، إنهم صناع الفخار فى قرية المجفف التابعة لمركز ديرب، بمحافظة الشرقية، التى كانت رمزا لصناعة الفخار فى خمسينات القرن الماضى وأشهر قرية برع أبنائها فى تصنيعه. التقى" انفراد"، بعدد من عمال "الفواخير" الذين يحولون الطين إلى إبداعات فنية عالمية تقاوم الاندثار، على بعد أمتار من المبانى وسط الزراعات والحقول تجد أقدم صنايعى فخار يمارس مهنته فى هدوء فى مكان معروف لدى أبناء قرية المجفف بإسم "الفاخورة"، جميع من عاش بهذه الأرض له معها ذكريات محفورة فى الوجدان، حيث كانت للقرية سمعة طيبة وشهرة واسعة فى تصنيع الفخار وترويجه بمحافظات القناة وذلك حتى التسعينات، وفى الفترة الأخيرة ترك العديد من أصحاب المهنة حرفتهم فيما لا يزال العم "شعبان" معتزا بمهنة والده ومتمسك بها ويبدع فيها ويعاونه فى ذلك العم "أحمد" مساعد معه. ويروى العم شعبان سليم 62 عاما، قصة حرفته اليدوية، قائلا، صناعة الفخار من أقدم الصناعات اليدوية على وجه الأرض، وتعتمد فى الأساس على الإبداع والحساسية الفنية للصانع الذى يمكث ساعات متواصلة لإنتاج أشكال فنية مختلفة، لافتا إلى أنه تعلم المهنة من والده الراحل، حيث كان من أمهر صناع الفخار بالشرقية، ومعروف وسط التجار بمهارته الفائقة وكانت المحافظات تتهافت على عمله. وتابع: المهنة حاليا تأثرت كثيرا، وكنا قديما نصنع كل شئ من الفخار لكن حاليا أصبح الزبون يطلب نوعية معينة من الفخار مثل الزير وماجور العجين، موضحا أن الفخار هو أفضل شيء للطهى وشرب المياه لأنه صحى ونقى ومصنوع من الطين، والمياه التى تودع بالفخار تكون أنقى من الفلتر، ويرى أن صناعة الفخار فن يجب الحفاظ عليه. وعن المراحل التى يمر بها الفخار، قال العم "شعبان"، إن المرحلة الأولى هى تحضير "التراب" ولازم يكون تراب أصفر، والمرحلة الثانية هى تصفيته من الشوائب العالقة به عن طريق تخميره فى أحواض تسمى ( مبلة ) وخلطه بالماء ومزجه بالماء جيدا ثم تصفيته بغربال مخصص لذلك، ويتم تصفيته فى حوض واسع قليلا يسمى "المصطاح"، ويترك أيام على حسب طبيعة الجو لتجفيف الماء منه ويصبح صلب بعض الشيء حتى نستطيع حمله ووضعه داخل الفاخورة ليكون فى الظل، والمرحلة الثالثة وتسمى مرحلة "اللف" وهى عبارة عن تليين الطين ودخوله فى بعضه عن طريق الضغط عليه بواسطة اليد لأن الطين يحتوى قطع طرية وأخرى جامدة ويتم مزجهم فى بعض ليكون كتلة واحدة متجانسة، ويتم عمل الطين على هيئة اسطوانات طويلة تسمى "عمدان" لتبدأ المرحلة الأهم وهى مرحلة العمل والتشكيل، ويتم عمل أشكال متعددة منه مثل الزير والكانون، ثم تأتى مرحلة " الحريق". وسرد أحمد ابراهيم محمود، 47 عاما، ويعمل مساعدا للعم شعبان، إنه تعلم المهنة من الصغر، وكانت قريته أصل صناعة الفخار قديما، حيث كانت المنتجات تحمل على أكثر من 22 سيارة للسفر إلى محافظات مصر، لكن حاليا أصبح الطلب عليها قليلا، كما أنهم متخصصون فى صناعة الزيار والمواجير والكوانين، وفى كل مكان بالشرقية معروف بصناعة نوع معين من الفخار، فقرية كفر الشاويش تصنع الأزيار، وقرية المشهدى تصنع حجر الشيشة، والزنكلون تصنع قواديس الحمام، ويتم التبادل فيما بينهم.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;