استيقظت مدينة إسطنبول التركية من جديد اليوم الثلاثاء ثانى أيام شهر رمضان الكريم على انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة لقوات الشرطة فى منطقة بيازيد، وأسفر عن وقوع 11 قتيلا من بينهم 7 شرطيين كما أصيب 36 شخصا، ثلاثة منهم بجراح بالغة.
وسارعت بعض الأطراف التركية إلى الإشارة بيد الاتهام لحزب العمال الكردستانى، حيث قال خبراء إن أسلوب تنفيذ اعتداء اليوم يشبه أسلوب حزب العمال الكردستانى، وزاد من هذه الاحتمالات وقوع الانفجار عقب ساعات قليلة من هجمة شرسة للطيران التركى على قواعد لحزب العمال الكردستانى حيث أعلنت هيئة الأركان التركية استهداف مقاتلات اف-16 هذه القواعد فى وقت متأخر الاثنين.
وأوضحت صحيفة "تركيا بوست" أن الهجوم تم بسيارة مفخخة، كانت مركونة على جانب الطريق، استهدفت حافلة لقوات الشرطة التركية، الأمر الذى أدى إلى تضرر عدد من المنازل وسيارات المدنيين، وزاد من حدة المخاوف فى البلاد التى شهدت سلسلة من الاعتداءات نسبت إلى إرهابيين ومتمردين أكراد.
ووصل إلى منطقة الانفجار عدد كبير من سيارات الإسعاف والفرق الطبية وقوات الأمن، وقال حاكم اسطنبول واصب شاهين أن الإرهاب الغادر قتل سبعة شرطيين وأربعة مواطنين فى اعتداء بالسيارة المفخخة التى استهدفت شرطة مكافحة الشغب، لافتا إلى أن الاعتداء الذى تم فى حى بيازيد الذى يقصده عشرات آلاف الأشخاص كل يوم أوقع 36 جريحا، ثلاثة منهم فى حالة حرجه، وتابع أن القنبلة التى يتم التحكم بها عن بعد انفجرت قرابة الساعة الخامسة فجرا.
وأعلن وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو بعد الاعتداء أن "تركيا ستواصل مكافحة الإرهابيين، فى إشارة إلى حزب العمال الكردستانى، وداعش بقوة".
وقال لشبكة "تى ار تى" الرسمية التركية "نرى أن هؤلاء الإرهابيين لا ضمير لهم ويستهدفون الأبرياء خلال شهر رمضان.
ويعتبر هذا التفجير هو السادس منذ بداية العام 2016 الذى يضرب تركيا، والتى تعيش منذ عدة أشهر فى حالة إنذار بسبب سلسلة غير مسبوقة من الاعتداءات المنسوبة إلى تنظيم داعش أو إلى ناشطين أكراد مما أدى إلى تراجع السياحة بشكل كبير، واستهدف اعتداءان انتحاريان مناطق سياحية فى إسطنبول ونسبا إلى تنظيم داعش فى 19 مارس، فجر انتحارى نفسه فى شارع رئيسى فى قلب إسطنبول مما أدى إلى مقتل أربعة سياح أجانب هم ثلاثة إسرائيليين وإيرانى.
وفى يناير الماضى، أسفر اعتداء انتحارى نسب أيضا إلى تنظيم داعش عن مقتل 12 سائحا المانيا فى الوسط التاريخى لأكبر مدينة فى تركيا، إلا أن السلطات تشتبه فى الإعتداءات التى تستهدف الشرطة بتورط المتمردين الأكراد الذين يخوضون نزاعا مسلحا ضد الجيش فى جنوب شرق البلاد ذى الغالبية من الأكراد.
وفى 12 مايو، أصيب ثمانية أشخاص من بينهم عسكريين عند انفجار سيارة مفخخة بالقرب من ثكنة عسكرية فى الشق الآسيوى من إسطنبول، وأعلن حزب العمال الكردستانى مسئوليته عن الهجوم.
ونفذ اعتداءان آخران بالسيارة المفخخة فى فبراير ومارس فى أنقرة وأوقعا نحو ستين جريحا وتبنتهما حركة "صقور حرية كردستان" المتطرفة المنشقة عن حزب العمال الكردستانى الذى يخوض نزاعا مسلحا منذ العام 1984 أوقع أكثر من 40 ألف قتيل.
وفى إبريل حذرت الولايات المتحدة رعاياها من "التهديدات ذات مصداقية" ضد السياح فى إسطنبول، وانطاليا، وتضرر قطاع السياحة الذى بلغت عائداته 31,5 مليار دولار (27,9 مليار يورو) بشكل مباشر من حملة الاعتداءات تجسدت بتراجع ملحوظ فى عدد الحجوزات للصيف المقبل.