تستغل إسرائيل مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" للترويج لأفكارها المغلوطة والخبيثة، لاستقطاب شباب الوطن العربى والإسلامى، وغزو العقول العربية ببث شائعات ومزاعم فى كل ما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى، وعلى رأسها أن إسرائيل دولة تسامح دينى، ويعيش فيها الجميع بدون أى اضطهاد.
بدأت دولة الاحتلال معركة غزو العقول منذ فترة طويلة من خلال الناطق باسم جيشها "أفخاى أدرعى" الذى يجيد استخدام اللغة العربية بطلاقة بل ومعظم لهجاتها، وخاصة اللهجة العامية المصرية، وهو ما يظهر فى الكثير من المنشورات التى يبثها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" ووصل عدد المتابعين له حتى كتابة تلك السطور حوالى 950 ألف شخص.
يأتى هذا فى وقت تعددت فيها الحروب والجبهات بين إسرائيل ومحيطها العربى، ويعد أخطر تلك المواجهات هى التى تستهدف عقل ووعى الشباب العربى، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فى معارك لا تحرك فيها قطعًا عسكرية، ولا تخسر فيها قطرة دم واحدة.
وتحاول إسرائيل باستمرار استقطاب الشباب المصرى والعربى، عبر تلك الوسائل، فقد بثت العشرات من الصفحات بـ"اللغة العربية" منذ سنوات قليلة لترسيخ صورة إيجابية مزعومة عنها داخل ذهن الشباب العربى والمصرى خاصة، فيما يعتبر عملية "غسيل عقول"، لتتحول إسرائيل مع الوقت من عدو فى ذهن الأجيال الصاعدة لصديق ودولة غير معادية.
صفحة "أفيخاى"
ومن بين صفحات إسرائيل باللغة العربيةـ تتربع صفحة المتحدث الرسمى باسم الجيش الاحتلال التى يتفاعل معها عشرات الآلاف من شباب الوطن العربى بسبب المنشورات الاستفزازية التى ينشرها من حين لآخر، فمرة يهنئ المسلمين بيوم الجمعة، ومرة بالأعياد الدينية، كعيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى، ومرة بشهر رمضان المعظم، وغيرها من المناسبات، كى يتسنى له التوغل داخل عقول الشباب العربى، وصنع صورة لإسرائيل منافية للواقع.
صفحات إسرائيل بالعربية
وهناك صفحات أخرى بثتها إسرائيل خلال الفترة الأخيرة منها صفحة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، وصفحات أخرى لمؤسسات حكومية إسرائيلية، ويقع البعض من الشباب فريسة لصورة إسرائيل الزائفة، وأخبارها المفبركة والتهنئات بالمناسبات الإسلامية المختلفة التى يطلقها أدرعى وغيره كوسيلة لاستمالة قلوب الشباب العربى.
استقطاب الشباب المصرى
وتأتى كل تلك الصفحات فى مواقع التواصل الاجتماعى التى تطلقها تل أبيب باللغة العربية لاستهداف الجمهور العربى بصورة عامة والمصرى بصفة خاصة، وتلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن والاستخبارات فى تل أبيب دورا كبيرا فى هذا الشأن، من أجل تأسيس كيان ووجود إسرائيلى بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى شبكة الإنترنت بصفة عامة وتجنيد عملاء لها ورصد توجهات الشباب فى المنطقة ومحاولة تحليل أفكارهم.
استخدام السوشيال ميديا للإيقاع بالشباب
وتسعى إسرائيل بشكل ممنهج، لتحقيق أهداف استراتيجية لها، باستخدام تكنولوجيا العصر بعد انتشار "السوشيال ميديا" بدرجة هائلة بين الشباب، وذلك من خلال هذه الصفحات المكثفة التى تبثها باللغة العربية لاختراق الشباب العربى والمصرى وخاصة المحبطين منهم، وإبهار المشاركين فى هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية، وصاحبة تاريخ وحق فى أرض فلسطين.
آخر استفزازات أفيخاى
وكانت آخر محاولات الاستفزاز التى ينشرها أفيخاى على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" نشره مقطع فيديو يظهر فيه وحوله عدد من جنود الجيش مدعيا أنهم مسلمون.
وكان اللافت للنظر خلال مقطع الفيديو خلفية الحائط التى يجلس أمامها أفيخاى، إذ نقش عليها صورة الهرم الأكبر فى الجيزة، وقال خلال الفيديو: "أتوجه لجميع المسلمين فى العالم بالتهانى والتبريكات بشهر رمضان الكريم وأخص بالذكر مسلمى إسرائيل وخاصة مسلمى جيش إسرائيل".
وأضاف أفيخاى: "إن هذا الشهر الفضيل الذى يحمل فى طياته معانٍ تستوقف كل إنسان فهو شهر الرحمة والتجدد والصبر والإيمان، ويأتى هذا العام والمنطقة بل والعالم يعيش على واقع ظاهرة الإرهاب التى تمثل ليست لإسرائيل فحسب بل لجميع دول المحيط أزمة كبيرة.. وأنا أعتقد أن أعداء إسرائيل باتوا يعرفون أن بالإرهاب والعنف لن يستطيعوا النيل من إسرائيل وعزيمة الشعب"على حد قوله.
موضوعات متلعقة..
- بالفيديو.. أفيخاى أدرعى يستفز المصريين ويحتفل برمضان وفى الخلفية "الهرم"
- بعد "إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إسرائيل فى مصر".. تل أبيب تطلق صفحة "المسلمون فى إسرائيل" لاختراق صفوف الشباب العربى.. الدولة العبرية تستغل مواقع التواصل الاجتماعى لتلميع صورتها
- "السوشيال ميديا".. فخ إسرائيل لاصطياد الشباب المصرى.. دولة الاحتلال بدأت معركة غزو العقول بـ"أفخاى أدرعى" وتعليقاته العامية.. وانتهت بدعوة سفارتها لدى القاهرة لـ"رحلة وهمية" إلى تل أبيب