العلاقة بين السينما الغربية والإسلام تحتاج كثيرا من التوقف والتأمل، خاصة أن هوليوود شرعت فى الإعداد لفيلم يتناول حياة القطب الصوفى الأشهر جلال الدين الرومى، وبدأت مخاوف تنتشر حول الصورة التى سيقدمها للفيلم للإسلام على الرغم من كون صناع الفيلم أكدوا أن الهدف هو تقديم صورة مخالفة لما هو موجود فى عقول الغربيين عن الإسلام.
التاريخ يأتى فى صالح التشويه، فالسينما الأمريكية التى لا تفرق بين العربى والمسلم وتضعهم فى صورة واحدة، دائما ما تصفهم بالإرهاب والجهل والتخلف، حتى صار العربى ضمن سلة تضم الهندى الأحمر والروسى والشيوعى باعتبارهم أعداء التقدم والحضارة، وكان لحادث 11 سبتمبر الدور الأكبر فى التأكيد على هذه الصورة، ومن بعدها الحركات المتطرفة التى قامت حركات داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، والأفلام التى تتحدث عن العرب والمسلمين كثيرة منها "الطريق إلى جوانتانامو "لمخرجه البريطانى مايكل ونتر بوتوم و(سيريانا) للأمريكى ستيفن كاجان، وفيلم (جرابافيكا) البوسنى، وفيلم القناص الذى يحكى قصة قناص أمريكى فى أرض العراق.
وهناك مجموعة أفلام عليها خلاف فيبدو أن ظاهرها يحمل درجة من الاعتدال لكن البعض يرون أن هناك مشكلات مثل فيلم "مملكة الجنة "، فمن يشاهد الفيلم دون تفاصيله يتخيل أنه منصف لصلاح الدين والعرب ولكن من يرى الفيلم برؤية تفصيلية واضحة يرى أن فى أول عشر دقائق من الفيلم فكر ة واضحة إلى الفارس العربى، فهو يروى أن حداداَ لا يجيد القتال علمه أبوه فى فتره كيفية استعمال السيف ويموت أبوه وهو ذاهب للأراضى المقدسة يموت من معه يركب الحصان ويمشى به فى الصحراء، حيث يلاقى فارسين عربيين يقول أحدهما هذا حصانى فيرد الحداد ليس حصانك يقول العربى بما أنه بأرضى فهو ملكى، أو ليس إساءة للعربى أنه يستولى على أشياء الغير ويقاتله العربى، ونجد الفارس يراوغ الحداد فى القتال، وهذه الإساءة الثانية: إن الفارس العربى كقطاع الطرق ولا يحارب بشرف ولا يعرف أصول القتال، معنى هذا أن الفروسية عند العرب تعنى عدم العدالة وبدون أصول أخلاقية.
وفى فيلم " النمر والجليد " يتم تصوير شاعر عراقى له صديق أجنبى اختفت زوجته وبعد قيام الحرب وتعب الصديق فى البحث عنها حتى وجدها يصور الفيلم العراقى وهو يصلى فى المسجد ولا يستطيع مساعدة صديقة الأجنبى وعدم القدرة على الوقوف بجانبه وينتهى الفيلم بفكرة واحدة وهى أن العربى ضعيف مستكين لا حول له ولا قوة ولا يقوى على حماية نفسه ولا حماية أحد.
الأنبياء.. والسينما
تظل ظاهرة تجسيد الأنبياء فى السينما الغربية مشكلة كبيرة بين الفريقين، فالمسلمون يعتبرون التجسيد تشويه ومعيب حتى لو التزم الفيلم بالنص الدينى ولم يحرف فيه، لكن الغرب يعتبرون القصص الدينية مادة مهمة ومثيرة فى السينما.
يعتبر فيلم "الوصايا العشر" من إخراج سيسيل دى ميل والذى قدّمه مرّتين، الأولى عام 1924 من بطولة شارلتون هيستون وأعاد تقديمه عام 1956.
كما قدمت السينما العالمية عن النبى موسى عليه السلام فيلماً آخر هو "أمير من مصر" والذى ادّعى لأول مرة أن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج.
ثم فيلم "موسى" عام 1975، وفيلم "The Bible" أو "الإنجيل" عن حياة سيّدنا إبراهيم عليه السلام.
وقد اختار معهد الفيلم الأمريكى "الوصايا العشر" بين أفضل 10 أفلام دينيّة ملحميّة فى تاريخ السينما العالميّة، ومعه أيضاً أفلام "شمشون ودليلة" وكان أيضاً من إخراج "سيسيل دى ميل" و"ملك الملوك" ويحكى عن معجزات السيد المسيح عليه السلام، بـطولـة جيفرى هانتر.
وفى الثلاثينيات برز العديد من الأفلام التى ظهر فيها أنبياء مثل: "أغنية المهد"، و"جحيم دانتى"، و"حديقة الله"، و"الضوء الأخضر"، و"أبناء المدينة".
فى السينما العالمية ثلاثون فيلماً عن المسيح عليه السلام، وشــخصـيّـة السيّد المسيح هى أكثر الشخصيات التى أثارت اهتمام صنّاع السينما العالمية بمختلف اتجاهاتهم، وأكثر الشخصيّات التى تمّ تناولها، حيث أُنتج أكثر من 325 فيلماً تناولت شخصية السيّد المسيح بمختلف لغات وبلدان العالم، وتحتفظ ذاكرة السينما العالمية منها بحوالى 30 فيلماً فقط.
كذلك شخصية النبى موسى عليه السلام كان لها حضور والتى آخر هذه الأفلام كان "Exodus" أو "الخروج من مصر" من إخراج "ريدلى سكوت".