بالصور.. "انفراد" يرصد معاناة أهالى عزبة المفتى مع العطش.. عشرات الأهالى يجوبون الأحياء بالأوانى والخزانات بحثا عن المياه.. الحاجة فتحية: نشرب مياه "الطلمبة "الملوثة لعدم وجود بديل

على مدار أكثر من شهرين لم تتوقف شكوى أهالى إمبابة وبالتحديد فى عزبة المفتى من انقطاع المياه، مما يعيق قضاءهم لأنشطتهم اليومية سواء الشرب أو طهى الأطعمة أو حتى النظافة الشخصية، وعلى الرغم من رحلات طرق الأبواب التى قطعها الأهالى ما بين مكاتب المسئولين فى محطة مياه إمبابة أو مكتب المحافظة لعدة أسابيع على أمل حل أزمتهم وتوفير المياه لأطفالهم إلا أن الحال لم يتغير.

داخل عزبة المفتى يحمل العشرات من الأهالى من فئات عمرية مختلفة الأوانى والخزانات الصغيرة ويطوفون بها الأحياء على أمل العثور على مصدر المياه من أجل القضاء على عطش أبنائهم المستمر منذ عدة أيام بسبب انقطاع المياه بشكل كامل.

تزاحم الأهالى حول خرطوم لنقل المياه من إحدى الطلمبات على الرغم من علمهم بمياهها الملوثة، "عارفين إن المياه مش نظيفة وملوثه بس هنعمل إيه ولادنا بتموت " هكذا بدأت الحاجه فتحية إحدى سكان شارع جمال عبد الناصر فى عزبة المفتى التى وقفت فى طابور طويل يمتد إلى منتصف الشارع من أجل الحصول على المياه من الطلمبة الموجودة فى نهاية الشارع نفسه.

السيدة الخمسينية أكدت أنها لم تجتمع منذ بداية شهر رمضان بأولادها وزوجاتهم على مائدة الإفطار ولم تقم بطهى طعام فى منزلها بسبب انقطاع المياه.

الحاجه رضا محمود من سكان شارع خالد بن الوليد قالت:" منذ 15 يوما ونحن نعانى انقطاع المياه بشكل كامل، وهو ما دفعنا للتوجه إلى شركة المياه فى إمبابة، وقمنا بتحرير شكوى ووعدنا القائمون على الشركة بانتهاء الأزمة خلال 24 ساعة على أقصى تقدير ولكن هذا لم يحدث حتى الآن".

وأضافت: " لو معانا فلوس نشترى مياه معدنية كنا اشترينا بس هنعمل إيه احنا ناس غلابة نموت من العطش يعنى".

أما " أم آية" فقالت إن انقطاع المياه دفع أولادها الصغار إلى انتظار المياه المتساقطة من مبردات "التكييف" وشربها للتغلب على العطش، لافتة إلى أن الجوع يسهل السيطرة عليه حتى ولو بتناول الخبز فقط على عكس العطش: "هناكل عيش حاف لكن العطش هنعمل فيه إيه".

وفى سياق متصل، قالت أم أحمد إن أزمة المياه تسببت فى ترك زوجة ابنها لمنزل الزوجية بصحبة أولادها الخمسة بسبب انقطاع المياه المستمر، مطالبة بضرورة الإسراع فى حل أزمة المياه وعدم اكتفاء المسئولين بالتصريحات الإعلامية.

وعلى الرغم من الشكوى المستمرة من انقطاع المياه إلا أن المفارقة أن رسوم المياه كانت تصل للمنازل بشكل منتظم وتتراوح ما بين 500 و700 جنيه، وهو ما تؤكده تهانى إحدى سكان العزبة بقولها إن أزمة المياه ليست وليدة اللحظة، حيث تعانى عزبة المفتى من عدم انتظام المياه منذ فترة طويلة قاربت على ثلاثة أشهر ولكنها تفاقمت منذ 5 أيام، حيث تم قطعها بالكامل وعلى الرغم من معاناة السكان مع المياه إلا أن الفواتير الباهظة بحسب تعبيرها كانت تصل بانتظام للمنازل، الأمر الذى عبرت عنه بقولها: "نفسنا الميه تبقى منتظمة فى البيوت مثل الفواتير"، متسائلة لماذا تحرص الحكومة على تحصيل مستحقاتها من الأهالى ولا تلتفت لالتزاماتها تجاه السكان.

وفى شارع بنى محمد أحد أحياء العزبة تجسدت معاناة الأهالى مع انقطاع المياه بتأكيد إحدى الأهالى هناك والتى رفضت ذكر اسمها " إن قريبا لها توفى ولم يجدوا مياه لتغسيله".