مسلم ومسيحى إيد واحدة، احتفالات رحلة العائلة المقدسة تشهد تجمع الأحبة فى رحاب ساحة الكنيسة بين التهليل والفرح تجمع أكثر من مليون زائر على أرض جبل الطير بمركز سما لوط يعلنون التحدى للإرهاب ويرسلون رسائل الحب والسلام بين أطياف الشعب لكل العالم.
حيث اختتمت مساء اليوم الخميس احتفالات السيدة العذراء وودع الزائرون بعضهم البعض على أمل الالتقاء الموسم القادم، ورغم ارتفاع درجة الحرارة إلا أن ذلك لم يمنع الزائرين من الذهاب للاحتفال مع محبيهم، رسائل السلام لا تنقطع من أمام كنيسة العذراء فهى رسائل لا تقتصر على موسم واحد طوال العام إنما هى مستمرة على مدار السنين.
تاريح الدير
قال القس اسطفانوس شحاته كيل مطرانية سمالوط: يحتوى المكان على كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية وكنيسة هروب العائلة المقدسة وهو المكان الذى اختبئوا به طيلة بقائهم بالمنطقة قبل استئناف رحلتهم إلى أسيوط "درونكة" ويوجد مغارة محفورة فى حضن الجبل اختبأت فيها العائلة المقدسة وقت هروبها إلى مصر.
تعود الكنيسة إلى القرن الرابع الميلادى وقد بنتها الملكة هيلانة. ومن يومها والكنيسة مزار الملايين وهى تقع على جبل معروف بين الناس باسم جبل الكف، حيث إن التقليد القبطى يقول إن وقت مرور العائلة المقدسة كادت صخرة أن تقع فسندها الطفل يسوع بيده. كما أن الجبل معروف بجبل الطير وذلك لأنه كان موطن هجرة آلاف الطيور البيضاء الهاربة من شتاء أوربا.
أما القس ثائوفيلوس راعى الكنيسة ومسئول الدير قال لكى تصل للكنيسة هناك سلم من حوالى 127 درجة ورغم وجود طريق للسيارات إلا أن الكثير من الزوار يفضلون الصعود عليه للوصول للكنيسة الأثرية وكنيسة هروب العائلة المقدسة المحفورة فى الجبل، كما تم تعمير الدير فى عهد الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط حيث وصل عدد الكنائس إلى سبع، وأضاف مسئول الدير تستمر الاحتفالات أسبوعا وتنتهى بعيد الصعود ويقيم الزوار طيلة الأسبوع فى المكان لا تستطيع أن تفرق بين الزوار المسيحيين والمسلمين الذين اعتادوا على التبرك من المكان والاحتفال به كل عام، فهو أكبر دليل على النسيج المصرى الواحد دون أى مبالغات.
وفى نفس السياق أجمع كثير من الزوار أن هناك عادة اعتادها الحضور وهى القيام ببعض العادات باعتبارها نذور يوفونها لاستجابة الله بشفاعة السيدة العذراء لمطالبهم، فقد تجد البعض وهو الأغلب يحضرون الماعز ويذبحه وتسليمه إلى الكنيسة إيفاء لنذر معين وتقوم الكنيسة بدورها بتوزيعه على الفقراء من روادها ويوجد أيضا من يقوم بدفع عشوره من أمواله طيلة العام وقد يصل أمور النذور إلى الوصول للدير سيرا على الأقدام والبعض من النساء تقوم بتنظيف درجات الصعود إلى الكنيسة الأثرية بشعر رأسها أو ملابسها وعددها 127 درجة سلم حجرى.
وكان اللواء طارق نصر محافظ المنيا، قد زار منطقة "جبل الطير" والتى تشهد احتفالات ذكرى رحلة العائلة المقدسة، حيث قدم المحافظ التهنئة للأنبا بفنوتيوس، مطران سما لوط، والأقباط بهذه الذكرى الغالية على نفوس كل المصريين.
وكانت المحافظة قد أنشات غرف عمليات الوحدات القروية الواقعة بنطاق مركز سما لوط، وعدد من مديريات الخدمات المنوط بتلك الاحتفالية والتى عملت على مدار 24 ساعة.
ووسط ذلك الزحام تواجدت الأجهزة الأمنية بشكل مكثف لتأمين الاحتفالات والطرق المؤدية إلى المنطقة وتسيير الحركة المرورية منذ بداية الاحتفالات.
وأوضح المحافظ أن تلك المناسبة تلقى الأضواء على الأماكن الأثرية الدينية المتواجدة داخل المحافظة، ومدى عمق الحضارة والتاريخ على أرض محافظة المنيا التى تعطى مثالًا للوسطية والاعتدال والتسامح على مر التاريخ.
بينما أضاف جابر تقى أحد الزائرين أن هذا العام مختلف كثيرا عن العام الماضى من حيث الأجواء والاستقرار الأمنى وروح المحبة التى ظهرت فى الاحتفالات، حيث لم يتم تسجيل أى مخالفات طوال فترة الاحتفال التى استمرت على مدار 6 ايام متواصلة تختتم يوم الخميس بالليلة اليتيمة.
أما رضا شفيق أحد التجار أكد أنه على الرغم من ضعف حركة البيع والشراء هذا الموسم، إلا أن الأجواء كانت مناسبة والجميع استمتع بتواجده داخل الاحتفال، أضاف أتمنى أن تكون الأوضاع أفضل العام القادم، حيث إننا ننتظر الموسم من العام إلى العام، أما اللواء جمال مبار رئيس مجلس مدينة سما لوط قال إن الاحتفالات هذا العام متميزة وتم التحضير والاستعداد لها بشكل جيد أسعد الجميع فقد ندرت الشكاوى وما كان يظهر كنا نتعامل معه بشكل فورى ومباشر.
أما الدكتور على الكيال نائب سمالوط قال إن مشاركة المسلمين للمسيحيين فى احتفالات العائلة المقدسة دليل على المحبة والتسامح ورسائل للعالم أجمع الذى حاول أن يوظف حادث الكرم للاضطهاد الدينى غير أن مسلمى الكرم أنفسهم ومسيحييها شاركوا فى احتفالات جبل الطير وأصبحت لا تفرق بين المسلم والمسيحى.