تواصل شركات البترول العالمية العملاقة منافستها على استخراج البترول والغاز من المياه العميقة فى مياه مصر الإقليمية بالبحر المتوسط، ومناطق مصر البرية من خلال سرعة الانتهاء من خطة حفر الآبار الاستكشافة والتنقيب وتنمية الحقول المكتشفة، وإجراء عمليات البحث السيزمى لمناطق الامتياز.
وأصبحت مناطق البحر المتوسط وعلى رأسها مناطق حقول شمال الإسكندرية التابع لشركة بى بى البريطانية، ومنطقة امتياز شروق التى يقع فيها حقل ظهر التابع لشركة إينى الإيطالية من أهم الامتيازات التى تتنافس عليها الشركات بعد تحقيق أكبر للغاز فى المياه العميقة باحتياطيات 30 ترليون قدم مكعب من الغاز.
ويعد تسريع وتيرة العمل والإنتاج وضخ الاستثمارات بمثابة وثيقة التزام وتأكيد من الشركات الأجنبية على تواجدها وحرصها على استثمار المزيد من أموالها فى مجال البترول والغاز فى مصر، وهو ما أكدته شركة بى بى أمس الخميس، عقب إعلانها عن كشف مهم جديد للغاز الطبيعى فى منطقة تنمية جنوب بلطيم شرق دلتا النيل .
وتم حفر البئر "بلطيم أس. دبليو-1" فى مياه بلغ عمقها 25 مترًا ووصل عمق الحفر الإجمالى إلى 3750 مترًا، حيث تم اختراق طبقة صخور رملية عالية الجودة حاملة للغاز سمكها 62 مترًا فى عصر الميسينيان، ويعتبر الكشف، الذى يبعد عن الشاطئ مسافة 12 كيلومترا، تجمعًا جديدًا على نفس نمط حقل نورس الذى تم اكتشافه فى شهر يوليو 2015 وينتج حاليًا 65 ألف برميل معادل من البترول فى اليوم. وسوف يتطلب الكشف المزيد من أعمال التقييم لتحديد احتياطياته الإجمالية.
وأعرب هشام مكاوى الرئيس الإقليمى لبى بى فى شمال إفريقيا عن سعادته بالنتائج التى حققتها البئر بلطيم إس. دبليو-1، حيث إنه يعتبر الكشف الثالث الذى يتحقق على نمط حقل نورس، وتؤكد الاحتمالات لتكوين الميسنيان وما يحتويه من موارد غازية مهمة فى المنطقة.
وأضاف مكاوى قائلاً: "إن خطتنا تقوم على الاستفادة من البنية التحتية القائمة والتى من شأنها تسريع تنمية الكشف وتعجيل بدء الإنتاج المبكر منه. والإعلان عن هذا الكشف الجديد هو مثال آخر على التزام بى بى بالبحث عن موارد جديدة لتوفير إنتاج الغاز المهم لمصر".
وتمتلك بى بى حصة بنسبة 50% فى عقد تنمية جنوب بلطيم، بينما تمتلك شركة إينى، من خلال شركتها التابعة أيوك، الـ50% الأخرى، وقامت بحفر البئر شركة بتروبيل، وهى شركة مشتركة بين أيوك والهيئة المصرية العامة للبترول.
وأوشكت شركة إينى الإيطالية على إنهاء عمليات حفر البئر الرابعة، بعد الانتهاء من حفر الآبار الثلاثة الأولى فى إطار خطة التنمية لحفر 6 آبار، لوضعها على خريطة الإنتاج لبدء الإنتاج المبكر فى نهاية عام 2017، بمعدل إنتاج مليار قدم مكعب يومياً من الغاز، يصل بعد حفر واستكمال الـ14 بئراً الأخرى إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً فى نهاية عام 2019 باستثمارات تقدر بحوالى 12 مليار دولار تصل إلى 16 مليار دولار على عمر المشروع.
وأكدت وزارة البترول، أن حفر الآبار الثلاثة الأولى أعطت نتائج ومؤشرات إيجابية للغاية، وتؤكد أن الكشف ظهر فى التركيب الجيولوجى الجديد الحامل للهيدروكربونات، والذى لم يتم اكتشاف الغاز فيها من قبل سواء فى مصر أو فى منطقة البحر المتوسط، ستكون منطقة واعدة وستؤدى إلى تحفيز الشركات العالمية لضخ الاستثمارات وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى المنطقة ويفتح أفاقاً جديدة لاكتشافات أخرى تسهم فى زيادة معدلات احتياطى وإنتاج مصر من الغاز الطبيعى .
وكان وزير البترول والثروة المعدنية قد تفقد يوم 6 يونيو جهاز الحفر البحرى سايبم 10000 الذى يقوم بحفر آبار التنمية لحقل ظهر بمنطقة شروق البحرية على مسافة 200 كيلو متر من سواحل بورسعيد فى المياه العميقة بالبحر المتوسط على عمق 4100 متر، كما تفقد موقع المحطة البرية لمعالجة إنتاج حقل ظهر، والتى تم البدء فى أعمال تجهيزها فى شهر مارس الماضى، وجارى تنفيذ أعمال الأساسات العميقة وتصنيع حوامل المواسير الحديدية من خلال شركة بتروجت المقاول العام للمشروع .