نجحت قوات "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج فى التقدم نحو وسط مدينة سرت التى يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابى، وتقدمت القوات، التى يشكل أبناء مدينة مصراتة قوامها الرئيسى، نحو المدينة مدعومين بغارات من سلاح الجو وراجمات الصواريخ للقضاء على عناصر التنظيم وإحكام السيطرة على المدينة الإستراتيجية.
وارتفع عدد قتلى قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، منذ انطلاقها الشهر الماضى حتى الآن، ضد تنظيم داعش إلى 117 قتيلا، وأكثر من 300 جريح.
وكان 13 عنصرا من قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسى الليبى قد لقوا مصرعهم أمس وأصيب 40 جراء الاشتباكات مع تنظيم "داعش" بمدينة سرت.
داعش" خسر مساحات كبيرة من الأراضى
وأعلنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسى الليبى، أن تنظيم "داعش" الإرهابى خسر مساحات كبيرة من الأراضى التى كان يسيطر عليها داخل مدينة سرت، وأن تواجده الحالى بات محصورًا فى مساحة 20 كليو مترا مربعا فقط من الأرض.
وتدور معارك شرسة بين القوات الموالية للسراج وعناصر التنظيم المتطرف الذى لجأ للقناصة فوق مبانى مدينة سرت، ومحاولة التخفى بين المدنيين لزرع العبوات الناسفة التى تعيق تقدم القوات، والدفع بالسيارات المفخخة لإفشال أى محاولات للتقدم.
فيما أعلنت قوات البنيان المرصوص سيطرتها على ساحل سرت البحرى ومنطقة السواوة السكنية شرق المدينة، وحصر عناصر تنظيم داعش الإرهابى فى منطقة لا يزيد قطرها عن 5 كم وهو ما يعد انجازا يحسب للقوات التى من المحتمل أن يواجه استراتيجية جديدة لداعش، وهى لجوءه لحرب العصابات التى تكون مرهقة للقوات.
وتنتشر القوات التابعة للمجلس الرئاسى بين مدخل مدينة سرت الغربى ووسط المدينة مدعومة بالسيارات رباعية الدفع والمحملة براجمات الصواريخ ، فيما تستمر قوات البنيان المرصوص فى عمليات إطلاق النار الكثيف على أماكن تمركز عناصر داعش داخل المدينة لتسهيل مهمة عناصر الاستخبارات التى تقوم بجمع المعلومات.
السيارات المفخخة والقناصة أبرز أدوات داعش
وأبرز المعوقات التى تواجه قوات البنيان المرصوص هو السيارات المفخخة والقناصة التى تتبع عناصر داعش وهو ما تسبب فى مقتل 117 عنصرا من القوات التابعة للمجلس الرئاسى وإصابة العشرات منهم منذ انطلاق العملية فى 12 مايو الماضى
ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية التقدم الذى أحرزته القوات الحكومية الليبية ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابى بـالـ"مشجع"، فيما قال الناطق باسم البنتاجون بيتر كوك فى مؤتمر صحفى :"نحن نراقب الوضع عن كثب وما نراه يشجعنا"، مشيرًا إلى أن التقدم فى سرت يشير إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تتقدم على غرار القوات التى تدعمها.
يذكر أن المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية تمكن من الوصول إلى العاصمة طرابلس 30 مارس الماضى ويتخذ من القاعدة البحرية فى أبو ستة مقرا له، ويحظى فائز السراج بدعم دولى لبسط نفوذه وسيطرته على المدن الليبية والقضاء على تنظيم داعش الإرهابى، فيما يواصل عضوا المجلس الرئاسى على القطرانى وعمر الأسود مقاطعتهم للمجلس الرئاسى لتباين الرؤى حول القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول ركن خليفة حفتر.
فيما شنت القوات المسلحة الليبية هجوما على عناصر تنظيم "داعش" الإرهابى على مدينة درنة وتقوم عناصر قوات الجيش الليبى بتوسيع عملياتها فى مدينة بنغازى لحسم المعركة التى طالت فى المدينة بسبب كمية الألغام الكبيرة التى زرعها عناصر التنظيم المتطرف فى شوارع مدينة بنغازى.
وأصدر القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول ركن خليفة حفتر أوامره باقتحام قوات الجيش الليبى لمدينة سرت معلنا عن معركة سرت الكبرى لتحرير المدينة من عناصر التنظيم المتطرف، فيما أكد المتحدث العسكرى للجيش الليبى اشتباك عناصر القوات المسلحة مع أى قوات لا تقاتل تحت راية الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر وهو ما ينذر بقتال مباشر بين القوات الحكومية التابعة لحكومة الوفاق الوطنى والجيش الليبى بقيادة الفريق خليفة حفتر.