لم تكتمل فرحتهم بحلول شهر رمضان المبارك بسبب فقدانهم ذويهم الذين تعودوا وجودهم فى هذه الأيام المباركة بينهم، ومع بداية شهر رمضان فلا زالت الحسرة والألم والحزن هم المشهد المسيطر على أسر شهداء الواجب الوطنى التى طالتهم يد الإرهاب الأسود الغاشم منذ ما يقرب من شهر خلال حادث حلوان الإرهابى، الذى راح ضحيته ضابط و7 من أفراد الشرطة.
وسط حالة الحزن والأسى التقى "انفراد" مع أسر شهداء الواجب ورصد حالتهم فى أول أيام شهر رمضان المبارك بدون ذويهم الذين اعتادوا على وجودهم فى مثل هذه الأيام من كل عام، إلا أنهم استشهدوا إثر الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدفهم.
وفى البداية التقينا أسرة الشهيد أمين شرطة أحمد إبراهيم عبد الله بعزبة الهجانة المعصرة، وأوضح شقيقه محمد إبراهيم أن حالة من الحزن والألم سيطرت على بيت أسرة الشهيد بأكملها لعدم وجود شقيقه بجواره فى هذه الأيام، مضيفا أن أول يوم رمضان كان بمثابة ميتم على منزل العائلة بأكمله، مضيفا أن الشهيد كان اكبر اخوته وهو الذى كان يقوم بجمع العائلة عنده فى أول يوم، موضحا أنه خلال فطار أول يوم فى رمضان هذا العام انتاب والدى الشهيد وزوجته حالة هستيرية من البكاء عندما سألت ابنة الشهيد والدتها " بابا فين يا ماما هو مجاش يفطر معانا زى كل سنة ليه "، لافتا إلى أن مال العالم كله لن يعوضه شقيقه الذى افتقده خاصة فى هذه الأيام المباركة.
ومن جانبها قالت زوجة الشهيد أحمد إبراهيم أن كل الوعود التى صرح بيها المسئولين من وزارة الداخلية خلال الجنازة العسكرية لشهداء الواجب بحلوان لم يتم تنفيذ أى شىء منها حتى الآن، موضحة أن جميع الأوراق الخاصة بإعلان الوراثة بالإضافة إلى أوراق المعاش لم تنتهى حتى الآن بسبب الروتين، مضيفة أن من حق الشهيد وأبسط حقوقه على الدولة التى ضحا حياته من أجلها أن توفر المساعدة لأسرته ليس فى المساعدات المادية والتى وصفتها بأنها لن تعوضها عن فقدانها زوجها بل أن أبسط حقوق أسرته على الدولة تسهيل المعاملات الحكومية وتذليل العقبات والروتين الذى يقف حائلا بينهم وبين إنهاء كل الأوراق الخاصة بإنهاء اعلان الوراثة والمعاش وغيرها من الحقوق التى لم يحصلوا عليها حتى الآن، مضيفة أنها كونها سيدة لا تقوى على إنهاء الأوراق من جميع الجهات الحكومية، مطالبة بتوفير وزارة الداخلية مندوب يقوم بإنهاء كافة المعاملات الحكومية حتى يتمكنوا من صرف مستحقات الشهيد التى لم يحصلوا عليها حتى الآن.
الوضع لم يختلف كثيرا فى منزل الشهيد رقيب أحمد مرزوق بيومى أحد أفراد الشرطة من قوة قسم شرطة حلوان الذين طالتهم يد الغدر أيضا، البداية هنا كانت مع والد الشهيد وشقيقه الذين خلى المنزل عليهم بعد وفاة عائل الأسرة الشهيد أحمد مرزوق، وأوضح والد الشهيد أن حال الأسرة بأكملها غلب عليه طابع الحزن الشديد فى أول أيام شهر رمضان خاصة فى لمة العائلة التى أصبح ينقصها أهم فرد فيها وهو الشهيد الذى لم تغادر صورته زوجته وأبنائه منذ الحادث وحتى الآن.
وأضاف والد الشهيد أن زوجة الشهيد اصابها حالة هستيرية فى أول يوم رمضان، لافتا إلى أن زوجته ظلت تنظر لصورة الشهيد وتنادى عليه وتطالبه بأن يأتى ويفطر معهم ككل عام فى نفس هذا الميعاد، موضحا أن جميع الاهالى بمنطقة عزبة الهجانة لم يقوموا بتعليق الزينة ولا الأنوار احتفالا بشهر رمضان كباقى الأعوام السابقة تضامنا منهم مع أسرة الشهيد وحزنا عليه، مضيفا أن بنات الشهيد حتى الآن ما زالوا يسألون عن والدهم وعن طيلة فترة غيبته ولا يجدوا كلام يردوا به عليهن.
وأضاف والد الشهيد أنه لم يأت أحد من وزارة الداخلية لمواساة أسرة الشهيد فى هذه الأيام المباركة ولو من خلال اتصال هاتفى، مضيفا أن الشىء الوحيد الذى حصلوا عليه هو "شنطة رمضان" التى ترسلها الوزارة للجميع دون أن يكلفوا أنفسهم بالسؤال على أسرة الشهيد وبناته، موضحا أن جميع الوعود التى وعدوا بها من الوزير نفسه لم تتحقق سواء برعاية ابناء الشهيد أو بتوفير فرصة عمل لزوجته حتى تقدر على توفير كافة متطلبات بيتها وبنات الشهيد.
وأشاد والد الشهيد بإلقاء القبض على مرتكبى الحادث والقصاص منهم، مشيرا أنه يرغب فى القصاص العادل الذى وعد به المسئولين، مطالبا القيادات الأمنية بسرعة ضبط المتهمين الأربعة ممن كانوا يستقلون السيارة الأجرة والذين نفذوا بالفعل الحادث الإرهابى.
وفى منزل الشهيد علاء عيد أمين شرطة من قوة قسم شرطة حلوان البكاء والحزن هما المسيطران على المشهد، حيث لم تكف والدة الشهيد علاء عن البكاء عندما تذكرته فى أول أيام شهر رمضان دون أن تجده بجوارها فى هذا اليوم ككل عام، حيث أكدت والدة الشهيد علاء أنها لم تتمالك نفسها فى وقت الإفطار أول يوم رمضان ولم تجد ابنها بجوارها كما اعتادت فى الماضى، موضحة أنه كان الأخ الأكبر بين أشقائه ليس فقط فى السن بل فى كل شىء، لافتة إلى أنه هو الذى كان يقوم بلم شمل العائلة كلها فى مثل هذه المناسبات المباركة ويقوم بتوفير كافة متطلبات منزل العائلة بأكمله، مضيفة أن ابناء الشهيد حتى الأن لم يتناولوا الطعام فى منزل العائلة حزنا على فراق والدهم الذى اعتادوا عليه معهم فى مثل هذه الأيام.
ومن جانبها قالت زوجة الشهيد علاء أن زوجها تركها وهى فى الأشهر الأولى من الحمل، مضيفة أن طفلها سيأتى إلى الدنيا ولن يجد والده بجواره كى يفرح به، موضحة أن حالة الحزن لم تكن فى أول يوم رمضان بل منذ تلقيهم خبر استشهاد زوجها على يد الإرهاب الغاشم الذى حرم طفلها الذى لم يأتى إلى الدنيا بعد من أبيه الذى لم يره، موضحة أنه منذ ذلك الوقت والألم والحزن والأسى لم يفارقوا منزلها وحتى الآن، مشيرة إلى أن جميع المسئولين الذين وعدوا بتكفل ورعاية أسرة الشهيد لم يوفوا بوعودهم الإعلامية، لافتة إلى أن جميع الأوراق الخاصة بحقوق الشهيد لم تنتهى بعد بسبب الروتين الذى يقف عائقا بين أسرة الشهيد وحقه فى الدولة.