بالصور.. "العطش" يضرب المحافظات.. قرى البحيرة تعانى من انقطاع المياه منذ شهرين.. ووقفة لأهالى 8 قرى أمام المحافظة بالدقهلية.. و"جراكن" العريش والشيخ زويد فارغة.. وأزمة الكهرباء تهدد طلاب الثانوية

تسود حالة من الغضب بين المواطنين، بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الشرب والتيار الكهرباء صاحبة قيام الأهالى بقطع الطرق والتجمهر للمطالبة بعودة المياه والكهرباء مرة أخرى لمنازلهم.

ففى البحيرة، سادت حالة من الغضب العارم بين أهالى العديد من القرى، ومنها الطيرية التابعة لمركز كوم حمادة بالبحيرة وسيدى غازى بمركز كفر الدوار، وقرية كوم الناجى مركز كفر الدوار أيضا، وقريتى الوفائية والبستان بمركز الدلنجات والخزان بدمنهور وفيشا بالمحمودية بسبب استمرار أزمة انقطاع مياه الشرب عن القرى لمدة شهرين متواصلين. ومن جانبه، طالب حمدى الفخرانى أحد أهالى قرية كوم الناجى محافظ البحيرة بسرعة التدخل لحل تلك الأزمة التى مازالت تتصاعد بشكل يومى ومسئولى شركة المياه لا حياة لمن تنادى.

وأكد جمال السعدنى أحد الأهالى، أن انقطاع مياه الشرب عن الأهالى وضعفها فى بعض الأحيان يعد كارثة بكل المقاييس، مضيفا أن الآلاف من مواطنى قرية الطيرية بمحافظة البحيرة والعديد من أهالى القرى المجاورة لم يعد بإمكانهم الحصول على كوب مياه للشرب فى ظل تصاعد أزمة انقطاع المياه عن القرية والتى استمرت لمدة شهرين. وفى ذات السياق، أكد محمد أبو العلا المحامى أنه بالرغم من الأشعار والكلمات الجميلة التى وصفت مصر بأنها هبة النيل، وبالرغم من كون محافظة البحيرة تحتضن أحد فروع النيل (فرع رشيد)، إلا أن أهلها لم يكونوا يعلمون أنهم على موعد مع العطش وتلوث مياه الشرب بسبب تهالك البنية التحتية، وعجز المسئولون عن توفير مياه الشرب لأغلب مدن وقرى المحافظة وليس فى هذه القرى فقط وإنما المشكلة فى أغلب قرى المحافظة، فهذه الأزمة يعانى منها المواطن البحراوى ومستمرة حتى الآن. وأطلق أهالى قرية ريدة التابعة لمركز المنيا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الشرب دون إبداء أسباب، ورغم آلاف الشكاوى، فإن ذلك لم يجد نفعا، لتستمر مأساة أهالى القرية مع الانقطاع المتكرر، والذى يكاد يكون شبه يومى لساعات طويلة، هذا إلى جانب سوء حالة المياه وتغيير لونها وطعمها. يقول أحمد شعبان موظف: عندما لم تجد الشكوى أخذنا كأهالى قرية نسعى لمعرفة أسباب الانقطاع، ففوجئنا أن القرية، والتى يزيد تعداد سكانها عن 30 ألف نسمة، تعمل بمحبس واحد عمومى، وباقى المحابس لا تعمل، ما يتسبب فى الانقطاع المتكرر للمياه، وأضاف شعبان أن شبكة المياه الرئيسية بالقرية متهالكة، والمواسير الحديد تلقى الصدأ والسموم فى مياه الشرب ما يتسبب فى انتشار الأمراض. وأضاف منتصر محمد سائق: تسببت المياه الجوفية فى قيام الأهالى بهجرة منازلهم، خاصة فى جنوب القرية. وذكر أن أصحاب المال هدموا المنازل وأعادوا بناءها، بينما الفقراء تركوها لحين إصلاح مواسير المياه. أما سيد فاروق مزارع فقال: تقدمنا بالكثير من الشكوى لشركة المياه، ليس فقط بسبب انقطاع المياه المتكرر وإنما بسبب تلوث مياه الشرب وتغيير طعمها ولونها وكثرة الشوائب بداخلها، ولفت إلى أن كثيرا من أهالى القرية أرجع ذلك إلى سوء حالة مواسير الصرف التى تهالكت ولم يتم صيانتها أو تغييرها منذ عشرات السنين. أما مصطفى رجب أحد أهالى القرية قال إن المياه الجوفية التى تظهر بين الحين والآخر تأكل المنازل وتهددها بالانهيار، وأضاف: كلما ظهرت المياه بشكل كبير يجتمع أهالى القرية، ونقوم بردمها لكن المياه لا تنقطع وتقدمنا بكثير من الشكاوى لكن محدش بيسمع. وأعلن العديد من أبناء قرى عرب محجوب، الحلو، عثمان رمزى، عويلى، مليكة الكبرى، لوليا، وأبو حسين، بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، دخولهم فى اعتصام مفتوح، أمام مبنى ديوان محافظة الدقهلية، احتجاجًا على انقطاع مياه الشرب بتلك القرى. وقال أحمد صبيح من قرية عرب محجوب "نفضل صايمين طول النهار، وفى الآخر نبحث عن فنطاس مياه ملوث نشرب منه، يرضى مين، هل المسئولين يرضيهم إنهم يشربوا المياه الملوثة اللى بنشربها". وأضاف "صبيح" منذ أبريل الماضى والمياه لم تدخل منازلنا، والحياة أصبحت مستحيلة، كيف نكون فى بلد النيل ولا نجد شربة ماء، حتى فى رمضان لا يوجد مسئول واحد يقوم بعمله، أو يشعر بالناس، ولن نسكت على هذا الوضع وسوف نطلق "ثورة الجراكن قريبًا". فيما أعلن أبناء القرى المتجمهرون أمام باب 6 بمبنى ديوان محافظة الدقهلية، أنهم لن يبرحوا مبنى ديوان محافظة الدقهلية، حتى تعود المياه من جديد لقراهم. كما سيطرت حالة من الغضب على أهالى مدينة نجع حمادى، على خلفية استمرار انقطاع مياه الشرب عن معظم مناطق المدينة مع عدم إعلام الأهالى بانقطاع مياه الشرب. ومن جانبه قال مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا، إن الانقطاع جاء نتيجة عطل فى خط الطرد بجوار الكوبرى الجديد تحت الإنشاء بمدينة نجع حمادى وجارٍ العمل على إصلاحه، وتم إخطار مجلس مدينة نجع حمادى، ليعلن الأهالى عن انقطاع المياه لتدبير احتياجاتهم. وأفاد عدد من الأهالى بأن انقطاع المياه أدى إلى شلل فى الحياة اليومية لجميع المنازل التى لم تصلها المياه ولم يتم الإعلان عن قطع المياه عن المدينة، ليقوموا بتدبير احتياجاتهم ولا يعرف الأهالى إلى متى يستمر انقطاع المياه، فيما لجأ الأهالى إلى شراء المياه المعدنية بكميات كبيرة ما يعد عبئا على الأهالى فى شهر رمضان الكريم.

وتابع اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، ظاهرة تكرار مشكلة ضعف وانقطاع مياه الشرب والتى شهدتها بعض المناطق بالمحافظة فى مطلع شهر رمضان المبارك. وقد وجه اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان، المهندس محمد مرسى رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان، بمرور لجان فنية متخصصة خلال الـ48 ساعة القادمة على المحابس الرئيسية للتأكد من وجودها، وفى حالة تواجدها يتم التأكد من صلاحيتها الفنية للعمل ومدى كفاءتها وتأمينها ضد أى محاولات لغلقها أو تعطيلها عن أداء دورها فى تدفق وتوزيع مياه الشرب داخل هذه المناطق. وأوضح محافظ أسوان أنه سيعقب ذلك خطة مرور عشوائى على 100% من هذه المحابس من قبل المسئولين بالشركة، بالتعاون مع رؤساء الوحدات المحلية، لمتابعة عمل هذه اللجان وللاطمئنان على انتظام وتدفق مياه الشرب فى جميع الأحياء السكنية بالمدن وأيضاً داخل القرى. وأكد اللواء مجدى حجازى أنه بالتوازى سيتم تشكيل لجان فنية أيضاً من المهندسين والفنيين بالشركة الذين لهم سلطة الضبطية القضائية من إدارتى المخالفة والأمن بالشركة بالتعاون مع الوحدات المحلية للمرور على أى وصلات خاصة بمياه الشرب تستخدم فى الزراعة أو أى أغراض أخرى لا تمس احتياجات المواطنين اليومية من المياه وتؤثر على انتظامها والتأكد من قانونية هذه الوصلات فى إطار اللوائح واشتراطات التعاقد سواء كانت لها عدادات أو وصلات خلسة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على كل نقطة مياه. وناشد مجدى حجازى مواطنى المحافظة بالمشاركة الإيجابية لدعم هذه الجهود الجارية للمعالجة الفورية لظاهرة ضعف وانقطاع مياه الشرب، من خلال الإبلاغ عن أى حالات خاصة بوجود مشاكل فنية بالمحابس الرئيسية أو وجود حالات مخالفة تقوم بتغذية المزارع من المياه، مطالباً بسرعة الاتصال على الخط الساخن لشركة مياه الشرب على رقم 125 أو غرفة عمليات المحافظة على خطوط 2483115 أو 2483116 لمساعدة اللجان الفنية المشكلة فى عملها الميدانى. وكشف محافظ أسوان أنه عقد اجتماعات مكثفة مع اللواء سيد العشرى رئيس الهيئة القومية والمهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لسرعة تنفيذ الحلول العاجلة مع مشاكل انقطاع مياه الشرب ببعض المناطق بالمحافظة، بجانب سرعة إنهاء مشكلة الكسور المتكررة لخط الطرد الخاص بمحطة الكرور لمعالجة الصرف الصحى من خلال الحل العلمى الذى وضعه المكتب الاستشارى التابع لكلية الهندسة بجامعة أسوان والمتمثل فى تعديل مسار خط الطرد لمسافة 1.5 كم لتفادى المسار الحالى الذى يتكرر فيه الكسر بسبب طبيعة التضاريس الصخرية بالمنطقة، وهو الذى سيقضى بشكل جذرى على المشكلة. وأرسل أهالى مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، 100 تلغراف لمجلس الوزراء، ولوزارة الكهرباء، يشكون من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالمناطق المختلفة بالمدينة. ومن جانبه، قال المعتصم منصور من شباب المدينة، إن التيار الكهرباء ينقطع بطريقة متكررة فى مناطق مختلفة بالمدينة، مؤكدا أن عند عودة التيار الكهربائى يكون الجهد غير منتظم مما تسبب فى إتلاف الاجهزة الكهربائية المختلفة بأغلب المنازل. وأكد همام فتحى الشهير "همام القصير"، أن أهالى المدينة أرسلوا قرابة 100 تلغراف لمجلس الوزراء ووزارة الكهرباء يشكون فيها من الانقطاع المتكرر، مناشدين المسئولين بحل الأزمة والتدخل الفورى.

كما خاطب أحمد أبو حليل عضو مجلس النواب عن دائرة وسط البحر الأحمر، الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، يطالبه فيه بالتدخل السريع لحل ازمة ارتفاع والانخفاض المفاجئ للجهد التيار الكهربى مما أدى إلى تلف عدد كبير من الأجهزة الكهربائية بالمدينة. وأضاف البرلمانى أحمد أبو خليل فى خطابه الموجة لوزير الكهرباء، والذى حصل انفراد على نسخة منه، أن انخفاض وارتفاع الجهد فى التيار الكهربائى، أدى إلى خسائر فادحة لأهالى المدينة بسبب تلف أغلب الأجهزة بعدة مناطق مختلفة، مؤكدا أن ذلك غير أن التيار الكهربائى ينقطع لساعات متصلة مع الأخذ بالاعتبار أن ارتفاع درجة الحرارة وصيام رمضان وامتحانات الثانوية العامة. فيما طالب عضو مجلس النواب حمادة غلاب وكيل لجنة الطاقة والبيئة، الحكومة إيجاد حل فورى سريع وجذرى لأزمة مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، لانقطاع التيار الكهربائى عدة مرات عن جميع مناطق المدينة السكنية فى أوقات متفرقة فى نهار رمضان، ما تسبب فى تلف العديد من الأجهزة المنزلية، والتضرر الشديد الذى لحق بالأهالى. كما أكد أن فى تلك الأيام التى تشهد مدن كثيرة من بينها مدينة القصير أزمة انقطاع التيار الكهربائى، امتحان طلاب الثانوية العامة، مما يؤثر عليهم. كما تجددت شكاوى الأهالى فى شمال سيناء من انقطاع المياه بعدة مناطق بمراكز بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح، مطالبين بتدخل فورى من المسئولين بالمحافظة وشركة المياه المختصة. وأكد سكان مناطق ضاحية السلام والعبور وعاطف السادات والسمران والصفا ووسط المدينة بالعريش، أن المياه التى تصل فى الخطوط مالحة، وأنهم يشترون جراكن المياه المحلاة بقيمة 5 جنيهات للجركن، مطالبين بمساواتهم بمناطق ساحل مدينة العريش، التى يتم فيها ضخ المياه الحلوة على مدار الساعة، واصفين المشكلة بالمزمنة وتظهر بشكل واضح فى فصل الصيف. وبدورهم، قال أهالى من قرى السادات وسلمانة بمركز بئر العبد، إن المياه لا تصل لقراهم نتيجة خلل فى توزيع المياه بالشبكات، وأنهم اشتكوا للمسئولين دون حل للمشكلة التى يعانيها الأهالى سكان هذه القرى والتجمعات التابعة لها. وفى مدينة الشيخ زويد، وصف الأهالى معاناتهم بالصعبة بعد أن توقف ضخ المياه للمنازل فى الشبكات رغم وجود محطات على ساحل المدينة للضخ لا يتم تشغيلها، وهو ما أجبرهم على الشرب من مياه آبار، وأجمع الأهالى أن عمل المحطات على ساحل المدينة يشهد خللاً بحاجة لتدخل المسئولين بشكل عاجل. وفى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح ومحيط المدينتين، قال السكان إن أزمة المياه عندهم بشكل مختلف، حيث يتعذر سير أى فناطيس لنقل المياه خشية استهدفها، مشيرين إلى أنهم يقطعون مسافات كبيرة لملئ الجراكن التى تكفيهم بعد أن أصبحت المياه لا تصل إليهم، لافتين أن الحل فى حفر آبار بقراهم بشكل أوسع. وبدوره، أوضح مصدر مسئول فى شركة المياه بشمال سيناء، أن الشركة تم دعمها بعدد 46 فنطاس مياه جديد ينتظر أن تساهم فى حل مشاكل القرى المحرومة، مشيراً إلى أنه يصعب تحركات السيارات الناقلة للمياه بقرى جنوب الشيخ زويد ورفح التى تشهد عمليات أمنية، ويتم ضخ المياه داخل مدينة العريش وفقاً لجدول محدد لضخ المياه الحلوة فى الأحياء مع استمرار ضخ مياه الآبار المالحة طوال اليوم.