نقلاً عن اليومى..
غالبا ما يطوى الرئيس عبدالفتاح السيسى الورقة التى بين يديه فى المؤتمرات واللقاءات العامة، ويضعها فى جيبه لكى يحتفظ بها مستقبلا، بعد أن يدون فيها ما يراه من معلومات وبيانات وأرقام، إضافة إلى كتابة ملاحظاته عن اللقاء وما دار فيه.
مواقف متعددة التقطت فيها كاميرات الصحف والفضائيات الرئيس وهو يقوم بتدوين بعض المعلومات أبرزها، عندما كانت الدكتورة هالة يوسف، وزيرة الدولة والسكان السابقة، تشرح فى مؤتمر رؤية مصر 2030 المشاكل التى يتعرض لها الشباب، والظروف النفسية والفكرية الصعبة التى تواجههم، هذا المشهد تكرر أيضا فى لقاءات أخرى منها عندما التقى بالأمهات المثاليات، أثناء تكريمهن فى مقر الرئاسة، حيث أكدت العديد منهن أنه كان حريصا على الاستماع لمطالبهن وكتابتها بنفسه، ولم يختلف الأمر بالنسبة للقائه عددا من المثقفين، حيث كان الرئيس يدون كلام المشاركين فى اللقاء.
أولا: الواقعة الأشهر التى تؤكد اهتمام السيسى وتركيزه فى المعلومات التى يتم ذكرها أمامه ومذاكرته لتفاصيل المشروعات التى يتم العمل عليها، هى انتقاده للبيانات التى عرضها الدكتور جلال السعيد، وزير النقل، أثناء افتتاح عدد من المشروعات فى مدينة بدر، عندما تحدث السعيد عما توصلوا إليه فى مشروع الطرق الجديدة وما تم إنجازه، حيث قام بعدها السيسى بالنداء على اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قائلا: «طريق السويس ميعاده إمتى.. إزاى ننتهى من %75 بس واحنا المفروض من 6 شهور نكون افتتحناه، وشبرا بنها %30 إزاى»، فرد كامل الوزير: «هنراجع الأرقام»، فلم يكن أمام السيسى سوى الرد: «هو انتم ما رجعتوهاش قبل كدا ليه؟ الأرقام تتراجع وتتعرض عليا».
الاهتمام بالتفاصيل وذكرها يشير إلى السبب وراء حرص الرئيس على أن يحمل معه مفكرته فى العديد من اللقاءات والمؤتمرات العامة، فكتابته لما يريد من معلومات تمكنه من العودة إليها فى أى وقت إذا لزم الأمر، وأن يتحدث عنها بعد مرور أشهر طويلة، كما هو الحال أثناء افتتاحه لمشروع الأسمرات، الذى تحدث فيه عن تفاصيل اللقاء الذى دار بينه وبين عدد من الجمعيات الأهلية منذ 10 أشهر لتطوير القرى الفقيرة، فضلا عن حديثه عن مشروع غيط العنب وعدد وحداته التى تصل إلى 1600 وحدة، وتحتاج جميعها إلى فرش وتجهيزات، كون الرئيس يتذكر التفاصيل بهذا الشكل، فهو أمر يشير إلى أن الهدف من تدوينه الملاحظات يؤتى ثماره ويساعده على مذاكرة أوراقه جيدا.
احتفاظ الرئيس عبدالفتاح السيسى بورقة التدوينات يساعده على أن يظل ذهنه حاضرا فى كل ما يقال أمامه، فالمعروف أن تدوين الملاحظات هو أقصر الطرق للتذكير وللربط والتحليل، وتحديد الأفكار وإعادة صياغة المعلومات حتى يتذكر التفاصيل غير المألوفة.
ثانيا: هذه الملاحظات تشير إلى طبيعة شخصية الرئيس، ورغبته فى أن يتابع بنفسه ما يدور حوله ويتأكد منه، وقد تشير أيضا إلى أنه لا يثق سوى فيما لديه من معلومات حتى لا يعتقد البعض أن الرئيس لن يستطيع تذكر تفاصيل المشروعات ومواعيد تسليمها وتكلفتها، كما حدث مع مشروع طريق السويس، خاصة أنه بعد المشروعات التى أعلن عنها وتلك التى افتتحها، لم تعد ورقة الملاحظات هذه مجرد وثيقة رئاسية للتدقيق والإلمام بالمعلومات، وإنما سلاح «ثقة» لدى الرئيس يعكس تركيزه وعدم ارتكانه إلى اطمئنان زائف لعملية «التستيف» التى تسيطر على عقل بعض كبار الموظفين الذين يرفعون شعار «كله تمام» أمام كاميرات التليفزيون.