لا تزال القارة السمراء رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة ومقوماتها التى تجعلها فى مصافى الدول المتقدمة، تعيش فى فقر مضجع وحياة بائسة ويواجه الملايين من أهلها المرض والجوع والموت بسبب سوء التغذية والصراعات الدامية التى تجتاح العديد من دول القارة.
ومن بين المناطق التى تشهد كارثة إنسانية ضخمة لا تلقى بال العالم ويواجه سكانها الموت بأنفسهم، منطقة "بحيرة تشاد" حيث أصبح لا يمر يوم دون أن يلقى طفل حتفه بسبب سوء التغذية، والفقر والمجاعة التى تضرب المنطقة التى تضم حوالى 4 دول.
9 مليون شخص فى حاجة لمعونات
وحسب تقرير صادم نشرته اللجنة الدولية لـ"الصليب الأحمر"، اليوم الأحد، وحصل "انفراد" على نسخة منه، فأنه يوجد أكثر من 9 ملايين شخص فى حاجة ماسة إلى المعونة فى منطقة بحيرة تشاد فى أفريقيا، مشيرة إلى أنه قد فر أكثر من 2.4 مليون شخص من ديارهم فى 4 دول هى النيجر وتشاد، والكاميرون ونيجيريا، بسبب النزاع الدامى الذى دام 6 سنوات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.
ويتواصل اليوم تدهور الأوضاع بتلك المنطقة، خاصة فى شمال شرق نيجيريا، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية التابعة له تزيد من حجم أنشطتها الإنسانية فى أنحاء المنطقة.
عجز خطير فى الأغذية
وقال دومينيك ستيلهارت، مدير عمليات اللجنة الدولية: "يوجد عجز خطير فى الأغذية، ولا نكاد نتصور حجم الجوع فى بعض المناطق التى لم تصلها المعونة الإنسانية حتى الآن، ويعانى الأطفال معاناة استثنائية، ولا يمر يوم دون أن يلقى طفل حتفه بسبب سوء التغذية".
وكانت سلسلة من الهجمات فى منطقة "ديفا" بالنيجر خلال الأيام القليلة الماضية قد أفضت إلى هروب نحو 50 ألف شخص من ديارهم.
فرار المئات من شمال نيجيريا
وفى شمال شرق نيجيريا، لا يزال المئات من النازحين يفرون إلى مختلف المناطق بحثاً عن المأوى والغذاء، وفى حالات عديدة، يدفع النزاع الدائر فى أنحاء المنطقة الناس إلى الهرب فى مناسبات عديدة، ما يزيد مما يتعرضون له من مشقة ويجعل حياتهم فى حالة شديدة من انعدام الاستقرار، كما يهجر معظمهم ديارهم تاركين كل شيء وراءهم، مفتقدين ضرورات الحياة الأساسية.
وأقدمت اللجنة الدولية وجمعيات الهلال الأحمر المحلية، منذ بداية العام الجارى على توزيع الغذاء لأكثر من 300 ألف نازح وعائد فى نيجيريا، والكاميرون، والنيجر، بينما حصل 15 ألف نازح على مأوى مخصص لحالات الطوارئ فى ولايتى "أداماوا" و"بورنو" بنيجيريا.
وفى ظل الوصول المحدود إلى خدمات الرعاية الصحية، تقدم الفرق الجراحية التابعة للجنة الدولية الدعم إلى مستشفيات "ديفا" و"مايدوجوري"، وقد تلقى أكثر من 800 مريض، معظمهم جرحى حرب، علاجا عاجلا منقذا للحياة منذ يناير 2016.
معاناة بسبب النزاع
ومع تزايد أعداد الأشخاص الذين يلقى القبض عليهم بسبب النزاع، تتزايد الضغوط على خدمات الاحتجاز، وتقوم اللجنة الدولية بزيارة المحتجزين فى مختلف أنحاء المنطقة لرصد معاملة المحتجزين وظروف الاحتجاز، ويشمل ذلك معالجة حالات سوء التغذية.
وقال ستيلهارت: "نحن واحدة من المنظمات القليلة الموجودة على الأرض التى تتمتع بالقدرة على سرعة العمل، ويزداد وصولنا إلى المتضررين من النزاع، بحيث أصبحنا نصل إلى المزيد والمزيد ممن هم فى أشد الاحتياج. علينا أن نقدم المزيد من المعونة، خاصة الغذاء، وإلا لقى المزيد من الناس حتفهم".