"جراكن على دواب يجرها الأطفال.. أوانى على رؤوس السيدات.. ملابس تغسل فى مياه الترع.. صنابير تشتاق لقطرات من المياه"، مشاهد مؤلمة يعيشها أكثر من 15 ألف نسمة مقيمين بـ 28 عزبة بمناشى أبوصير التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف.
على مدخل عزبة الطحاوى التابعة لمناشى أبو صير بمركز الواسطى، تجد العشرات من سيدات وبنات القرية يتجمهرون أمام إحدى طلمبات المياه، حاملين الأوانى الكبيرة والجراكن، فى انتظار دورهن للحصول على القليل من المياه الباطنية، حتى يستطعن عمل إفطار أسرهن فى الشهر الكريم.
وعلى قنطرة صغيرة أمام الطلمبة حملت "دعاء" ذات الثمانية أعوام جركن مملوء بالمياه على رأسها لتختلط المياه المتساقطة من الجركن بعرقها المنصب على وجهها وهى مبتسمة قائلة، "مفيش ميه عندنا فى البيت خالص، ووالدتى ست كبيرة وصايمة، وأرسلتنى لكى أحضر لها القليل من المياه لتتمكن من تحضير إفطار يومنا لوالدى وأخواتى الثلاثة الذين يعملون باليومية فى أحد الحقول القريبة من العزبة.
مشهد تزاحم السيدات على طلمبة المياه أعاد لها مشهد "شادية" فى فيلم "شىء من الخوف" عندما تحدت الجميع وفتحت لقريتها هويس المياه لتروى الأرض العطشانة، هكذا تبسمت لنا صفاء محمود أحمد – 35 سنة وهى تتحدث قائلة، "هو فين المحبس المقفول ده، طالما، مفيش مسئول حاسس بينا، يعرفونا فين المحبس وإحنا نفتحه، لينا 60 يوم مفيش نقطة ميه نزلت من الحنفية، وبقينا عايشين فى مجاعة".
وأضافت "صفاء" أن المياه مقطوعة من القرية منذ شهرين، دون إبداء المسئولين أى أسباب، مشيرة إلى أنه قبل الشهرين كانت المياه تأتى فى فترة المساء فقط، لكن الوضع اختلف الآن فلا تأتى صباحا أو مساء.
من جانبه أكد المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف، أنه خاطب وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر واتصال تليفونياً بنائب الوزير المهندس أسامة عسران للتوصل لحل سريع ونهائى لمشكلة المياه، وضمان عدم تكرارها مستقبلا، خاصة مع تزايد معدلات الاستهلاك وارتفاع درجات الحرارة بدخول موسم الصيف.
وأوضح المهندس حسن زكى رئيس قطاع الكهرباء، أثناء زيارة المحافظ لمحطة مياه أشمنت، بأنه قد تم اتخاذ بعض الإجراءات الفنية اللازمة لرفع الجهد بالقدر المناسب لتشغيل المحطات من خلال رفع مغير الجهد إلى النقطة 18، وهى أعلى نقطة بالمحول الرئيسى، علاوة على نقل أحمال من على المحول المغذى للمحطات.