بدأت المحادثات الاستكشافية بين الأحزاب الألمانية، يوم الجمعة بعد الانتخابات البرلمانية فى برلين، للبدء فى تشكيل الحكومة التى لابد أن تتألف من 3 أحزاب وفقًا للنظام البرلمانى، بعد أن أظهرت نتائج الفرز النهائى للأصوات تشتت المشهد السياسى بتآكل تدريجى لرصيد الأحزاب الكبيرة وصعود الأحزاب التى كانت إلى عهد قريب توصف بالصغيرة، وأسفرت عن فوز الحزب الاشتراكى الديمقراطى بفارق ضئيل عن التحالف المسيحى، حيث حصد الاشتراكيون الديمقراطيون 25.7 % من الأصوات فى حين تراجع التحالف المسيحى، الذى تنتمى إليه المستشارة ميركل، إلى مستوى قياسى، ولم يحصل إلا على 24.1% من الأصوات بعد 16 عاما فى الحكم.
وكان المرشحان الرئيسيان لمنصب المستشارية، أولاف شولتز وأرمين لاشيت قد أعلنا سعيهما لقيادة الحكومة المقبلة، وفى الوقت الذى يتمتع فيه شولتز بفرصة أفضل لقيادة الحكومة الجديدة، إلا أن الدستور الألمانى يتيح أيضا لثانى أكبر حزب فى البرلمان إمكانية قيادة الحكومة، إلا أن استطلاعات الرأى الألمانية تميل لكفة تشكيل الحزب الاشتراكى الديمقراطى الحكومة.
وبعد المحادثات الأولى، التى دعا فيها الحزب الاشتراكى الديمقراطى، بصفته الفائز فى الانتخابات، حزب الخضر أولاً ثم اليسار، وبعد أسبوع جيد من انتخابات مجلس النواب، اجتمعت الفرق الاستكشافية من الحزب الاشتراكى الديمقراطى وحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى أولاً لاستكشاف أوجه التشابه وحيث توجد اختلافات قد تتعارض مع العمل الحكومى المشترك.
وأعلن المتحدث باسم الحزب الاشتراكى عدم البوح بأي مما يحدث فى الاجتماعات، ولكن الاستكشافات ستكتمل بحلول منتصف أكتوبر وفقًا لتصريحاته، إذا استمرت المفاوضات فى طريقها، يجب أن يكون مجلس الشيوخ الجديد فى مكانه فى ديسمبر.
كما التقى الخضر واليسار، الذين يعرفون بعضهم البعض جيدًا بالفعل من الائتلاف الحكومى المشترك بين الأحمر والأخضر، لكنهم يختلفون حول بعض النقاط المهمة، مثل الاستفتاء على مصادرة شركات الإسكان الكبيرة فاليسار مؤيدون، بينما الخضر أكثر تشككًا.
فيما أعلن الحزب الاشتراكى الديمقراطى والحزب الديمقراطى الحر عن أول اجتماع استكشافى لهما بعد ظهر يوم الاثنين.
ويعد الحزب الديمقراطى الحر هو أصغر محاور من حيث نتائج الانتخابات، لكنه قد يكون حاسمًا إذا لم توافق العمدة الحاكم المعين فرانزيسكا جيفى على استمرار التحالف مع حزب الخضر واليسار، ومن الناحية النظرية، بإمكان الاشتراكيين الديمقراطيين أن يحكموا بالاشتراك مع CDU وFDP وكذلك مع الخضر .
وفى الأيام المقبلة سيكون هناك عدد من الجولات الاستكشافية، ومن المتوقع أن يجتمع الاتحاد الديمقراطى المسيحى والخضر يوم الخميس ؛ حيث يريد الخضر وFDP أيضًا أن يجتمعوا معًا، لكنهم لم يتفقوا بعد على متى، وكان حزب الخضر قد اقترح الثلاثاء لذلك، لكن الحزب الديمقراطى الحر ألغاه وفقًا لمتحدث باسم الحزب لأسباب تنظيمية فقط .
ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات بمشاركة الحزب الاشتراكى الديمقراطى يوم الأربعاء، حيث يريد الاشتراكيون الديمقراطيون الاجتماع مرة أخرى مع حزب الخضر، ومن المقرر أيضا عقد اجتماع ثان بين الحزب الاشتراكى الديمقراطى واليسار.