شهدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، خلال اجتماعها اليوم الاثنين، برئاسة النائب محمد أنور السادات، حالة من الشد والجذب بعد هجوم عدد من أعضاء اللجنة على السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لاسيما بعد تصريح الوزيرة بأنها لا تملك معلومات عن الجالية المصرية فى إسرائيل.
وجاءت تصريحات السفيرة نبيلة مكرم، فى تعقيبها على تساؤل النائب سمير غطاس حول كيفية تعامل وزارة الهجرة مع الجالية المصرية فى إسرائيل، والتى قالت فيها "إنها لا تملك معلومات بعد عن الجاليات المصرية فى إسرئيل، لسه معنديش أى معلومات"، مفاجأة لأعضاء اللجنة حيث علق عليها النائب حسام الرفاعى، بقوله "أنا مش مقتنع بالرد".
وأضافت مكرم، أن وضع المصريين فى إسرائيل ذا طابع خاص والدخول اليها ليس بهذه السهولة فهناك أبعاد سياسية وأمنية لكنى بدأت أيضا فى ملف مهم، وهو ملف المصريين فى أفريقيا.
من جانبه، قال النائب حسام الرفاعى عضو مجلس النواب عن شمال سيناء، تعقيبا على حديث الوزيرة "لست مقتنعا بالرد، خاصة عندما يتم الحديث عن وصول أعداد الجالية المصرية هناك إلى ما يقرب من 63 ألف، وأن هناك قرى بالكامل فى إسرائيل"، مضيفا "صحيح أن هناك اتفاقية سلام لكن إسرائيل هى العدو مفيش هزار".
وشدد الرفاعى، على أهمية عدم السماح بازدواج الجنسية لمن يحمل الجنسية الإسرائيلية، مضيفا "الإشكالية فى أبناء المصريين من الإسرائيليات؛ حيث إنه طبقا للقوانين الإسرائيلية فنجل الإسرائيليه يحصل على الجنسية الإسرائيلية، فهل وقتها يأتى الولد ليرث أرض هنا ولا هنا".
وعلق النائب محمود محى الدين، أمين سر لجنة حقوق الإنسان، بتأكيده على أن من يحصل على الجنسية الإسرائيلية تسقط عنه بقوة القانون الجنسية المصرية، لكن من حق نجل المصرى الذى تروج من إسرائيلية أن يرث فى والده.
تمثلت الواقعة الثانية، فى الانتقادات التى وجهها النائب سمير غطاس، لوجود وزارة الدولة للهجرة حيث قال "معترض على وجود وزارة الهجرة باعتبارها إضافة للورم البيروقراطى الحكومى"، على حد تعبيره، وبالتالى "لا لزوم لها"، مضيفا أن وجود الوزارة دليل على فشل وزارة الخارجية فى التعامل مع ملف المصريين بالخارج.
الواقعة الثالثة، ظهرت بعد حديث النائب محمود محى الدين، أمين سر اللجنة للسفيرة بقوله "الوزيرة تدافع عن نفسها طوال الوقت، وأغلب احاديثها موجها للصحافة، لذلك عليكى التعامل مع كونك جزء من الدولة ومتخفيش".
وهو ما علقت عليه السفيرة بقولها: "أنا ما بخافش، ولو كنت بخاف كنت مشيت من بدرى من الوزارة، ولكننى أحاول فقط أن أوضح الأمر للمشككين فى وجود وأهمية الوزارة، لاسيما أن الوزارة تبدأ بدون إمكانيات ولا هيكل".
وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، إنها تواصلت مع جميع الكيانات المصرية (الروابط- الاتحادات) فى الخارج من أجل معرفة أوجه نشاطها بصفتها أحد أذرع الوزارة التى يمكن الاستفادة منها، لكن لم يرد إلا القليل منهم والكثير منهم هاجم الوزارة.
وأضافت مكرم، أن الوزارة لا تخون الاتحادات والروابط أبدا إنما تريد تنظيم العمل بشكل صحيح، مضيفة "الإشكالية أن هناك المئات من الكيانات والمسميات، وطالما رفعت اسم مصر فى الخارج فيجب على الوزارة معرفتهم، فقد يكون هناك من يكون توجهاته غير توجهات الدولة".
وتابعت مكرم: إنها ليست ضد كثرة الكيانات المصرية فى الخارج لكن الاشكالية تكمن فى الخلافات والاتهامات المتبادلة بين هذه الكيانات بعضها البعض والتى وصلت إلى حد التخوين، فى حين أن هذه الكيانات يجب أن تكون خط الدفاع الأول عن مصر، قائلة "رغم عمل الجهات المصرية فى قضية الطبيبة المصرية فى السعودية سمعنا عن تنظيم كيانات بالخارج وقفة احتجاجية لهذا الأمر.. لابد من التنظيم".
ولفتت مكرم إلى إن المصرى فى الخارج هو الذى يصنع كرامته وذلك من خلال عدم الخروج من البلاد إلا بعقد عمل وشروط معروفه مع احترام الرؤساء فى العمل، وإنه يمشى بما يرضى الله، لافته إلى أنه عندما يحدث مشاكل فالدولة تتدخل.
ونوهت مكرم، إلى أنه بمجرد صدور قرار عودة وزارة الدولة للهجرة، والشكاوى كانت "نازله ترف" على حد وصفها، فتم تشكيل لجنة لبحث شكاوى المصريين بالخارج تجتمع شهرياً برئاسة وزارة الهجرة، ويشارك فيها جميع ممثلى الوزارات لاسيما أن وزارة الهجرة لا تعمل لوحدها.
ولفتت مكرم، إلى إن الحديث عن معامله المصرى فى الخارج أسوء معامله غير صحيح، مضيفة " المصرى بيتعامل معاملة كويسة بالخارج، ومندمج فى المجتمع، ولديه القدرة على التفوق على غيره هناك مستغلا امكانياته الخاصة".
وأضافت مكرم أن الأزمات التى واجهت المصرين بالخارج الفتره الماضية، بعضها تجاوزات من الطرف الأخر وبعضها الأخر اخطاء من المصريين أنفسهم، وهو ما حدث فى ازمتى احتجاز 22 طالب فى السودان و"بصمة الحج".
وتعقيبا على تسأولات اعضاء مجلس النواب بشأن أزمة الطلاب المصريين بالسودان، أكدت مكرم، أن الطلاب اخطأوا فى هذه الواقعة، لافته إلى أنه تم إلقاء القبض عليهم من جانب السلطات السودانية ضمن شبكة مصرية اردنية لتسريب الامتحانات لاسيما أن هذا الامر فى السودان يعد أمن قومي، وبناء عليه تم احتجازهم فى اخد دور رعاية.
ولفتت إلى أنها بمجرد التواصل مع الجانب السودانى تم الافراج عن الطلاب، حيث تم وعدها بالافراج بعد أسبوع من نزولها مصر وماهو ماتم فعليا.
ونوهت الوزيرة إلى أنها تبحث حالياً صيغة لتأمين المصريين العائدين من البلاد التى فيها اضطرابات أو تواجه عدم استقرار كالعراق واليمن وسوريا.
وزيرة الهجرة: لابد من تنظيم عمل الكيانات المصرية فى الخارج