جميل سعيد لـ "انفراد": لست محامى "نظام مبارك".. مقتنع ببراءة صفوت الشريف الشريف وزكريا عزمى و"رشيد".. رفضت الدفاع عن أحمد عز فى "تراخيص الحديد".. وشروط الإفراج توافرت فى حق"هشام طلعت مصطفى"

أكد "جميل سعيد" المحامى، فى حوار لـ"انفراد" أن رموز نظام مبارك ليسوا كلهم ابرياء، فى حين ان هناك عدد كبير منهم تعرض للظلم ، مؤكدا ان مبارك لم يعرض عليه الدفاع عنه، ولكنه رفض الدفاع عن "احمد عز" حتى لا تتعارض قضيته مع قضية "رشيد محمد رشيد" وزير التجارة الاسبق الذى اقتنع ببرأته، كاشفا انه لا ينوى الترشح لمنصب نقيب المحامين، وغيرها من القضايا المهمة التى تطرق اليها الحوار.

ونسأله فى البداية عن الاسباب الحقيقية وراء تركة للقضاء والعمل فى المحاماة؟ فى البداية، انا اتخرجت من كلية الحقوق فى عام 1967 بتقدير عام جيد جدا، وتم تعيينى فى النيابة العامة فى 4 فبراير 1968 بنيابة شرق القاهرة الكلية، ثم تدرجت بالعمل فى النيابة العامة ،حتى تم تعيني بمحكمة جنوب القاهرة الابتدائية، وتدرجت فيها حتى وصلت الى درجة رئيس محكمة من فئة "أ"، وتركت القضاء لانتقل للعمل فى المحاماة عام 1983، وكان ذلك بمجرد وصولى الى اول مربوط مالى لقاضى، حيث قررت أن اعمل بشكل حر فى مهنة المحاماة، ورغم ان القضاء والمحاماة جناحى العدالة ، الا اننى اعشق تلك المهنة.

شهرتك ذاعت فى المحاكم بسبب القضايا الكبيرة التى دافعت فيها ومنها قضايا نظام مبارك، هل يسعدك ما يطلقه عليك البعض بـ محامى نظام مبارك؟ هذا التصنيف غير منطقى وغير واقعى وغير مقبول وظالم ، فلا افهم ماذا يعنى تصنيف المحامى بانه محامى مجموعة معينة دون باقى المتقاضين، فالمحامى عندما يستدعى للدفاع عن احد المتهمين لا ينظر الى صفته، انما ينظر الى القضية من وجهة النظر القانونية، من حيث التحقيقات التى تمت فيه وامر الاحالة والادلة التى ساقتها الى محكمة الجنايات، دون النظر الى هذا فلان او ذاك فلان، كذلك لا ارى فائدة من هذا التصيف إذا كان نظام مبارك كله قد زال من الوجود، علاوة على أن القضايا التى اتهم فيها المحيطين بالرئيس الاسبق حسنى مبارك لم يدافع فيها محامى واحد فقط، ولكن مجموعة كبيرة من المحامين، وكل محامى اختص بالدفاع عن اثنين او ثلاثة، وبالتالى لا يمكن وصفى او وصف غيرى من المحامين بانه محامى رموز نظام مبارك.

وهل عرض عليك مبارك الاشتراك مع فريد الديب فى الدفاع عنه ؟ لم يحدث نهائى، وانا لم ادافع سوى على خمسة فقط من مسئولى نظام مبارك وهم "صفوت الشريف" رئيس مجلس الشورى المنحل و"زكريا عزمى" رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الاسبق ،و"سامح فهمى" وزير البترول السابق و"محمد ابراهيم سليمان" وزير الاسكان الاسبق، و"رشيد محمد رشيد" وزير التجارة والصناعة الاسبق ، ومقتنع ببرائتهم وهؤلاء من كم كبير تم اتهامهم من رموز مبارك .

اذا انت مقتنع بان جميع رموز نظام مبارك ابرياء من التهم المنسوبة اليهم ؟ هذا السؤال يحتوى فى اجابته على شقين ، الاول شق سياسى: وانا ليس لدى خبرة سياسية سواء فى حياتى العملية كلها أو قبلها منذ الجامعة، ولا اجيد الحديث فى شأن السياسية، اما الشق الثانى فهو شق قضائى، والقاضى هو الذى يسال عما اصدره من احكام، لان الحكم عنوان الحقيقة ،فاذا ادان القاضى احدا اصبح مدان، اما اذا براءه فهو برئ مع مراعاة درجات التقاضى والحكم النهائى، ولكن من دافعت عنهم ابرياء .

لماذا تركت الدفاع عن محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان الاسبق ؟ ليس بنى وبين الدكتور محمد ابراهيم سليمان اى خلاف، وانا احترمه واقدره وسرت معه مرحلة طويلة فى الدفاع عنه بعد تقديمه للمحاكمة فى اكثر من قضية ، لكن كان هناك من يزاملنى فى الدفاع عنه، وكان بيننا خلاف فى الرأى القانونى واسلوب التعامل مع الاجراء، وانا لم اتعود ان استأثر برأيي أو افرضه على أحد، ولما استظهرت هذا الخلاف فى وجهة النظر القانونية ووسلية الدفاع، كان خيارى انا ابتعد واترك الدفاع عنه .

ولماذا تخليك عن الدفاع عن رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الاسبق ؟ لم يحدث ذلك، حيث سبق وان قدم رشيد محمد رشيد الى المحاكمة فى ثلاثة جنايات ولم يكن حاضرا ووكلنى للدفاع عنه، وكلفنى بالتوجه الى محكمة الجنايات - رغم قناعته بسلامة موقفه القانونى - لاقدم شيكات مقبولة الدفع بالمبالغ محل المحاكمة فى القضايا الثلاثة، وللاسف لم نكن نستطع ان نترافع عنه فى غيبته امام المحكمة، لان قانون الاجراءات الجنائية لا يسمح للمحامى بالدفاع عن المتهم فى غيبته، كما باشر جهاز الكسب غير المشروع فحص ثروته وباشرت معه كل الاجراءات، وفحص الجهاز ثروته منذ ان كان طفلا وحتى قيام ثورة 25 يناير، وتبين نقاء ثروته وسلامة ذمته المالية لكن رشيد محمد رشيد تقدم بطلب للتصالح فى قضايا الكسب غير المشروع ؟ لا، طلب التصالح الذى قدمه رشيد كان له ظروف اخرى غير قضية الكسب غير المشروع التى انتهت الى سلامة ذمته المالية، طلب التصالح كان بشان واقعة اخر، وافضل عدم الحديث بشأنه .

يتهم البعض الاحكام التى حصل عليها رموز مبارك بالبراءة هى احكام مسيسة وان الغرض اخراجهم من السجون مارايك فى هذا الكلام ؟ الاحكام لا يجوز التعليق عليها الا بالطرق القانونية ، ولا يوجد فى مصر قاضيا واحدا مسيسا، والقضاء المصرى هو انزه قضاء فى العالم، ويقوم عليه اكفاء شرفاء ننحنى دوما لهم احتراما وتقديرا، ولا اقبل من اى انسان او لسان ان يقول ان قضاء مصر قضاء مسيس .

يقول بعض رموز نظام مبارك الذين تصالوا مع جهاز الكسب غير المشروع ولم يرفع التحفظ على اموالهم، ان الدولة تسعى الى تنفيض جيوبهم، فهل هذا حقيقى بعد رفض تصلح موكلك زكريا عزمى ؟ انا محامى لا اجيد الا قانون العقوبات والاجراءات الجنائية ومن قبلهم الدستور، فلا تجرنى الى حديث السياسة الذى لا اجيده، ومن يستطيع الرد على ذلك جهاز الكسب غير المشروع، لانه يعلم لماذا يقبل تصالح ويرفض تصالح اخر .

هل رفضت الدفاع عن رجل الاعمال احمد عز ؟ انا لم ارفض الدفاع عن احمد عز، لكن للاسف عندما ارسل لي من يطلب منى الدفاع عنه ومعه اوراق القضايا المتهم فيها، كنت وقتها اترافع عن رشيد محمد رشيد فى القضية المعروفة بقضية "تراخيص الحديد" وهى ذات القضية المتهم فيها احمد عز ، وكان هناك تعارض فى المصالح و المواقف القانونية لهما .

حصل اللواء احمد رمزى مساعد وزير الداخلية الاسبق لقطاع الامن المركزى على حكم بالبراءة فى قضية قتل المتظاهرين فما هى الاسباب التى ادت الى البراءة من وجهة نظرك ؟ اللواء احمد رمزى لو لم يكن يستحق البراءة ما براءته المحكمة، ولو ما كان يستحق البراءة ما ترافعت عنه وما قبلت قضيته من الاساس، ولكن الحكم عنوان الحقيقة فهو براىء للاسباب التى قدمتها للمحكمة .

الى اين وصلت القضايا المتهم فيها سامح فهمى ؟ حصل سامح فهمى على حكم بالبرأة فى قضية تصدير الغاز لاسرائيل، وليس هناك اى قضايا متهم فيها، وبالتالى تم رفع اسمه من قوائم المتحفظ على اموالهم والممنوعين من السفر الا يقلقك ان يتكرر مع زكريا عزمى ما حدث مع صفوت الشريف فى قضية استغلال النفوذ بعد رفض جهاز الكسب غير المشروع التصالح معه وصدور حكم ضده بالسجن ؟ قضيته زكريا عزمى مطروحة على القضاء ومؤجله للمرافعة، وبالتالى لا يجوز الحديث فيها، اما بالنسبة للقلق فهو مسائلة داخلية انسانية لا يستشعرها المحامى وانما يشعر به من يعيش القضية، وفى النهاية لكل قضية ظروفها ومعطياتها .

اين وصلت أزمة الافراج الصحى عن هشام طلعت مصطفى ، وهل تقدمت للرئيس السيسى بطلب للافراج عنه ؟ هشام طلعت مصطفى توافرت فى حقه شروط الافراج الشرطى عن المسجونيين الذين قضوا نصف العقوبة المحكوم بها، والامر متروك الى الجهات المعنية ان تعمل هذا الافراج، وهو لم يصرح ان اتحدث باسمه فى اى موقع او مكان، ولم اتقدم باى طلب الى رئيس الجمهورى للافراج عنه كما اشيع .

هل حددت محكمة النقض جلسة لنظر طعن اسلام بحيرى على حكم حبسه ؟ بالفعل حددت محكمة النقض جلسة خلال الشهر المقبل لنظر الطعن المقدم اسلام بحيرى وسنقدم المرافعة فيها .

كنت محامى بعض المتهمين فى قضية موقعة الجمل والتى انتهت بالبراءة وعدم الطعن فيها، هل ترى ان هذة القضية اخذت حقها فى البحث والتحرى ؟ هذة القضية لم يطعن على حكم البراءة فيها، ومن حسن الحظ هذة القضية ان قاضيها رئيس الدائرة المستشار مصطفى عبد الله حسن ،وهو قاضى يشار اليه بالبنان، وبذل فيها جهدا سيثيبه الله عنها كثير، ولم يظلم احدا واصدر حكما هو عنوان الحقيقة .

هل تقبل قضية اعترف لك فيها المتهم بارتكابه الجريمة ؟ لن اقبل الدفاع عن اى متهم فى قضية اعترفى لى بارتكابه الجريمة، الا اذا كان مبرره فى ارتكاب هذة الجريمة، اما "الشرف او الاعتبار او الوطن" وفى هذة الحالات الثلاثة ساقبل الدفاع عن المتهم رغم اعتراف بارتكابها، لانه سيكون هناك المبرره الذى يفخر انه ارتكب الجريمة من اجله .

وهل رفض موكل مره دفع اتعابك بعد حصوله على حكم بالبراءة ؟ كثيرا، ولم افعل معهم اى شى سوى انى ابتسم، ولا اقبل ان اشهر بهم ولا اقيم دعوات ضدهم كيف تقدر اتعابك كمحامى، هل بالقضية ذاتها ام شهرة المتهم ؟ المحاماة هى مهنة الدفاع عن المظلوم، وانا منذ ان عملت بالمحاماة لم احدد رقما او قدرا وانما من أتى اليا بدعواه اقبلها اولا، ثم اترك له ان يحدد الاتعاب على حسب امكانياته وقدرته، فهناك صحفى صدر ضده حكم بالمؤبد وقبلت المرافعة عنه، وبعد ان حصل على حكم بالبرأة ولم اتقاضى منه اتعابا .

رغم خبرتك الكبيرة الا انك لم تتقدم بطلب ترشيحك لمنصب نقيب المحامين فلماذا؟ لان من يترشح لنقابة المحامين يتعين عليه ان يكون قد عانى معاناة المحامين الذين بدأوا من الصفر، فكان محامى تحت التمرين، ثم ظل يتدرج حتى وصل الى تكوين مكتب ،اما انا فأتيت فى الثلث الاخير من الطريق وما كنت استشعر ما عاناة الاخرين فى بداية الطريق ونصفه، ورغم ذلك مكتبى مفتوح لكل زملائى، ومن لديه مشكلة فهو فى عين قلبى وفوق راسى، وليس بحاجة الى ان اشغل مقعد فى النقابة حتى ازود عن زملائى واقف خلفهم دفاعا عنهم .