"مينبال" أو التبة العالية، كما ترجم القمص مكاريوس كاهن الكنيسة اسم قريته من القبطية إلى العربية، قرية تقع فى مركز مطاى بالمنيا، يسكن بها ما يقرب من 30 ألف شخص وتضم 13 مسجدا و4 مدارس وكنيسة واحدة، نجحت فى لم شمل سكانها الذين التفوا حولها، ينهلون من أنشطة جمعية الأمير تادرس المشرقى التابعة للكنيسة بعدما عقدت الجمعية اتفاقا مع الهيئة القبطية الإنجيلية إحدى مؤسسات المجتمع المدنى لينطلق بها قطار التنمية، وتصبح نموذجا يحتذى لما حولها من القرى.
فى جمعية الأمير تادرس المشرقى، استقبلنا القمص مكاريوس بملابسه الكهنوتية والشيخ حسن بعمامته الأزهرية، يجاورهما مسئول الهيئة القبطية الإنجيلية بالقرية يشرحون للزوار ما حققته الجمعية التى تأسست منذ سبع سنوات.
يروى القمص مكاريوس تجربته مع الجمعية فيقول، منذ رسمت كاهنا عام 1979 فكرت فى تحقيق تنمية دينية وفكرية واجتماعية وأسسنا جمعية الأمير تادرس تحت شعار "الأسرة فى ننى العين" وكان محور اهتمام الجمعية عدة مجالات بينها محو الأمية ودور الحضانة والندوات التى تحارب الموروثات الخاطئة.
وأضاف: كان لابد أن نهتم بالصحة فى القرية فأنشأنا مستوصفا طبيا يستقبل أطباء فى التخصصات المختلفة ومن خلال المستوصف عالجنا أمراضا كثيرة وساعدتنا الهيئة الإنجيلية من خلال القافلة المتخصصة فى أمراض العيون ولوحظ انتشار فيروس c فى القرية، وبعد مسح شامل تبين أن 25% من السكان مصابون بالمرض، مستكملا: أولت الجمعية اهتماما بالفتيات المقبلات على الزواج فعملن على محو أميتهن وتنميتهن فكريًا وقدمنا مشروعات صغيرة من خلال قروض بالتعاون مع الهيئة القبطية الانجيلية وعملنا معا فى مشروع الزراعة الذى قدم برامج تنموية ومستلزمات إنتاج وخلافه.
أما الشيخ حسن معاذ إمام وخطيب مسجد القرية، فيؤكد أن علاقته الطيبة بالقمص مكاريوس ساهمت فى تقريب الكثير من وجهات النظر وحل المشكلات بين المسلمين والأقباط، لافتا إلى أن المسلمين حموا الكنيسة من الاعتداءات فى الفترة التى تلت فض اعتصامى رابعة والنهضة، كما نجحت الجمعية فى التقريب بين الشباب من الجانبين بعدما سافروا فى رحلات لزيارة الأماكن الأثرية بالقاهرة.
وتابع الشيخ حسن: لم يكن الشباب المسلمون يدخلون إلى الجمعية باعتباره "عيب" وحاليا يتسابقون على الاشتراك فى الأنشطة، وبدأ الشباب يتوافدون من خلال منتدى حوار الثقافات وتم تكوين بيت العائلة المصرية هنا، مشيرا إلى أن لجنة حوار الثقافات فبدأت غرس روح الانتماء والمواطنة حتى أن لفظ مسلم ومسيحى ذاب من بيننا، وعقدنا ندوات عن المواطنة والحب للوطن.
من جانبه قال ممثل الهيئة القبطية الإنجيلية، إن الهيئة تعمل على انتخاب ممثلين من كل فئة عن برامج التنمية التى تديرها فيتم انتخاب من 7 لـ9 أفراد يشاركون الجمعية فى إدارة المشروع، لافتا إلى أن الهيئة منحت قروضا للمشروعات الزراعية وساهمت فى إعادة إنتاج السماد الحيوانى بالإضافة إلى مشروعات المشاغل اليدوية وتأهيل الفتيات المقبلات على الزواج.
وفى تجربة مماثلة، عملت جمعية الأسرة المسلمة على تبنى مشروعات شبيهة بحى غرب بمدينة المنيا بالتعاون أيضا مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، حيث عملت على مساعدة المزارعين الصغار فى بيع وتسويق المحاصيل عن طريق إلغاء احتكار التجار والوسطاء وتفعيل الشراكات مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى.