بعد إعلانات عدد من الإعلانات التى صدر ضدها قرار من جهاز "حماية المستهلك" بالوقف لمخالفتها للقانون وتضمنها إيحاءات جنسية وانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية، وعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخروجها على الآداب العامة واستخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان رقم 4841 لسنة 2005 و5008 لسنة 2005، أصبحت إعلانات رمضان والدراما على رادار المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة لمتابعة ورصد المرأة والأطفال فى كافة البرامج والإعلانات والدراما التى تذاع طوال شهر رمضان .
وفى هذا السياق شكل المجلس القومى للمرأة لجنة خاصة لمتابعة ورصد صورة المرأة فى البرامج والإعلانات والدراما التى تذاع خلال شهر رمضان الكريم، بالتعاون مع طلبة كلية الإعلام جامعة عين شمس، ترتكز مهمتها فى رصد وإعداد تحليل مضمون لدراما رمضان والخروج بتقرير نصف شهرى عن كيفية تناولها لقضايا المرأة، وصورة المرأة التى تم إبرازها سواء سلبية أو إيجابية وملامح هذه الصورة، بالإضافة إلى طريقة العرض، وذلك بهدف الخروج بمؤشرات يتم الإعلان عنها فى وسائل الإعلام المختلفة، على أن يتم إعداد تقرير نهائى فى نهاية هذا الشهر الكريم للخروج بنتائج هذا الرصد والتوصيات.
وستخرج اللجنة أيضا بتحديد أفضل مسلسل تناول صورة المرأة فى دراما رمضان فى احتفالية يقيمها المجلس بحضور عدد كبير من الكتاب وصناع الدراما والمخرجين، والمنتجين والفنانين والإعلاميين.
ومن جانبها قالت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، فى تدوينة لها تعليقا على ما تتناوله إعلانات رمضان: "لا أصدق ما تأتى به الإعلانات فى رمضان".
وأكدت رئيس المجلس القومى للمرأة لـ "انفراد"، أن هذه الإعلانات لا تتناسب مع القيم المصرية وبها انتهاك صارخ للذوق والأخلاق بالشارع المصرى وتشجع على المزيد من الممارسات السلبية ضد المرأة، مؤكدة أن قرار وقف عرض الإعلانات يعتبر سلاحا رادعا لمن تسول له نفسه تقديم المرأة بصورة مسيئة فى الإعلانات.
ومن جانبها قالت دولت سويلم عضو المجلس القومى للمرأة، أن الإعلانات التى يتم بثها فى شهر رمضان مستفزة وتستفز المواطن العادى، مؤكدة: "لسنا فى حاجة لألفاظ ومصطلحات جديدة تستفز وتسىء لمجتمعنا والمرأة المصرية".
وأضافت عضو المجلس القومى للمرأة، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن الإعلانات تتناول لغة متدنية، مشيرة إلى أن دراما رمضان تسىء عرض صورة المرأة فالبعض تناول المرأة كمدمنة وآخرين أظهروا صورة المرأة تمر بحالة نفسية، ولم نجد النماذج الواعد والأم الناجحة والمكافحة.
وأشارت عضو المجلس القومى للمرأة، إلى أن الدراما فى رمضان تعرض قضايا مجتمعية ولكنها تفتقد تقديم الحلول لتلك المشكلات، مشيدة ببعض النماذج الإيجابية فى الإعلانات كإعلان مجدى يعقوب وأهل مصر، لافتة إلى أن اللجنة المشكلة من المجلس القومى للمرأة لمتابعة ورصد صورة المرأة فى الدراما والإعلانات فى رمضان ستكون لها فاعلية على المدى البعيد فى تقديم المقترحات الهادفة الخاصة بقضايا المرأة لتناولها وتقديم الحلول والنماذج المشرفة للمرأة المصرية.
وفى السياق تعكف اللجنة المشكلة للمجلس القومى للطفولة والأمومة على رصد ومتابعة الأعمال الدرامية والبرامجية والإعلانات المعروضة خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام وذلك بهدف تقييم التناول الإعلامى لقضايا الطفولة والأمومة والأسرة وتحليل مدى الالتزام بالضوابط المرتبطة بحقوق الطفل والأسرة.
ويقوم المجلس القومى للطفولة والأمومة بالرصد والتقييم من خلال وحدة التواصل الاجتماعى لخط نجدة الطفل 16000 وإدارة الإعلام وفقاً لمعايير من أهمها: مدى تناول الأعمال الدرامية لقضايا الطفولة والأمومة والأسرة ومدى ووجود أطفال بها وتقييم الحوارات والألفاظ التى تدور بينهم وبين البالغين من الناحية الإيجابية والسلبية، والقيم المتضمنة وانعكاساتها على الأطفال.
ويعمل خط نجدة الطفل 16000 على تلقى بلاغات المواطنين على الخط أو من خلال التواصل الاجتماعى حول تقييمهم للأعمال الدرامية والبرامجية والإعلانية وناشدتهم بالاتصال بخط النجدة 16000 للإبلاغ عن وجود إساءة أو انتهاكات ضد الأطفال فى الدراما أو البرامج والإعلانات.
وفى أول رد فعل للجنة المشكلة لرصد إعلانات ودراما رمضان تلقى خط نجدة الطفل 16000 بعض البلاغات ضد برنامج مقالب شهير يقوم على استخدام النار وهو برنامج رامز جلال وأسلوب العنف بما قد يؤدى إلى ترسيخ العنف بين الأطفال المشاهدين وأقرانهم وتقليد ما يشاهدونه، حيث طالب المجلس بضرورة وقف بث برامج مقالب أخرى تقدم العنف وتجسد نموذج محاكاة فكر داعش العنيف، وبرامج أخرى يستخدم فيها النار والأسود والحيوانات والسباب والضرب والذى يعد خطراً جسيماً فى تربية الأجيال، حيث إن الأطفال هم الأكثر مشاهدة وتأثرا بالرسائل الإعلامية والقيم التى تتضمنها.
ورصدت اللجنة فى الإعلان الخاص بالألبان حواراً بين الأطفال الرضع بطريقة غير لائقة وألفاظاً مبتذلة لا تتناسب مع الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة، كما يروج لأفكار خاطئة حول الرضاعة الطبيعية رغم أن كل التوصيات الصحية تؤكد على أهميتها لنمو الطفل، ويقدم الإعلان معلومات غير دقيقة علميًا قد تضر بصحة الأطفال.
وأشار المجلس القومى للطفولة والأمومة أن الأمر لا يخلو من إيجابيات على سبيل المثال: الإعلان الخاص بالصابون والذى يتضمن تعليم الأطفال أهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدى وتأكيده على الصحة العامة للأطفال، بالإضافة إلى تحديد سن المشاهد لبعض المسلسلات فى بداية التتر، ووضع تحذير بضرورة عدم مشاهدة المسلسل للأطفال فى المرحلة العمرية أقل من 12 سنة.