إصرار وتحدى وكفاح.. "رائد" سجل حلمه فى مشروع تخرجه.. تحدى إعاقته وحصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف.. يتمنى أن يصبح سفيرا لنشر السعاده لأصحاب الهمم.. وينتظر التكريم من جامعة المنيا ..فيديو وصور

بين الظلام عاش.. كان هدفه المجد.. حتى يحصل على السعادة التى حرم منها بسبب فقدان بصره، فلم تكن طفولته مثل باقى الأطفال إنما ولد مصابا بالمياه الزرقاء التى جعلته يفقد بصره، لكن لم تكن تلك عقبة توقفه عن حلمه، وإنما كانت دافعا له للوصول للهدف الذى دونه فى مشروعات تخرجه وأمنايته التى كتبها ومنها أن تكون لذوى الهمم كوته فى مجلس النواب ليكونوا صوتا لأمثالهم من ذوى الهمم وهذا ما تحقق. قصه كفاح مميزة وإصرار وتحدى كبير من الدكتور رائد رأفت عزيز الحاصل على درجة الدكتوراه فى الإعلام بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنيا، رغم إعاقته البصرية. قال الدكتور رائد رأفت: عانيت منذ ولادتى بتراكم مياه زرقاء على عينى، الأمر الذى سبب لى إصابة العصب البصرى ومن ثم فقدان البصر، والتحقت بالدراسة بمدرسة المكفوفين بمحافظة بنى سويف من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، رغم أن المسافة كانت بعيده لكن لم يكن هناك سوى هذا الطريق لتحقيق الحلم الذى ولد معى منذ الصغر، رغم أنى فى بعض اللحظات كنت أفكر فى التراجع عن استكمال رسالة الدكتوراه إلا أن الأسرة وقفت بجانبى وجعلتنى استمر . وأضاف: تعلمت بطريقة برايل وبعد الثانوية التحقت بكلية الآداب جامعة المنيا قسم الإعلام رغم صعوبة الإعلام بالنسبه لحالتى، إلا أننى استطعت أن أقهر المستحيل وتحديت الصعاب بعد تفوقى بدراستى بمساعدة والدى المهندس رأفت عزيز ذلك الرجل الذى وقف بجانبى وساندنى حتى إنه كان يحول كل الكتب والمذكرات إلى طريقة برايل، كى أستطيع المذاكرة وكان يسهر دائما على راحتى ومرافقا لى فى كل طريق، فلا استطيع أن أوفى قدره مهما تحدثت عنه. واستطرد الدكتور رائد قائلا : تمكنت من الحصول على درجة الماجستير فى 2016، أى بعد 3سنوات من تسجيل الرسالة ثم حصلت على الدكتوراة وجاءت رسالة الدكتوراة بعنوان "معالجة المواقع الإلكترونية للقنوات الفضائية لقضايا الاقتصاد المصرى ودروها فى تشكيل الوعى الاقتصادى لدى الجمهور". وتكونت لجنة المناقشة والإشراف من الدكتور حسن على عميد كلية الإعلام بجامعة السويس سابقا والدكتورة هالة نوفل عميد كلية الإعلام والتكنولوجيا والاتصال بجامعة جنوب الوادى سابقا والدكتورة سلوى ابو العلا رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنيا والدكتورة أسماء الجيوشى الاستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنصورة. وأوصت الدراسة بعدة توصيات هامه جاءت فى خمس مجالات هى : التصنيع والتخطيط والإصلاح الاقتصادى والزراعة والسياحة بعد دراسه ميدانية شملت 400 مفردة من سن 18 حتى 54 سنة . وقال الدكتور رائد رأفت: أناشد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور مصطفى عبد النبى رئيس جامعة المنيا بتعيينى ضمن أعضاء هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة المنيا، خاصة أننى أنفقت كل ما أملك على الرسالة وهذا التعيين بالنسبة لى يعد التكريم الذى أنشده فى ظل اهتمام الدولة بذوى الهمم والاحتياجات الخاصة . وأوضح، أن الأمر لم يكن سهلا على مثل حالتى وإعاقة البصر واحدة من الصعوبات والتحديات الكبرى التى يواجهها أى إنسان فى حياته، ولكن بفضل الله تمكنت من تحدى تلك الصعوبات ووفقنى الله، هذا إلى جانب أن ذلك كان بالنسبه لى حلم وتنمى، فقد دونت فى مشروع التخرج الخاص بى وكان يسمى من حقنا كل أمنياتى وكان من بينها الحصول على الدكتوراه،وأتمنى الآن أن أكون سفيرا لنشر السعادة على كل من هم مثلى من ذوى الهمم، وأقول لهم لا تتوقفوا، قدموا وسوف تجنوا ثمار ما تقدمون.