أحدث اعتذار إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، للجماعة الإسلامية، عن وصفها بالعنف وإلصاق الإرهاب بها داخل مجلس العموم البريطانى حالة من الغضب داخل الجماعة الإسلامية، حيث وصف البعض الاعتذار بأنه باهت، فيما طالب الشيخ أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية قواعد الجماعة الإسلامية بما أسماه الانصاف وعدم التجريح.
وقال أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، معلقا على الاعتذار، قائلا:"علينا أن نتثبت أولا من نسبة الكلام إلى صحته ومن نص الكلام، وألا نسارع فى الرد حتى نتفهم جيدا كلام الناقد مع عدم إغفال سيرة الناقد وأخلاقه فهى تساعد على فهم مقصده ونيته، وأن نقف فى الرد عند ظاهر الكلام ولا ندخل فى النوايا والمقاصد حتى وإن كنت تظن سوء نيته فمن السهل أن يعترض عليك بأن النيه لا يعلمها إلا الله".
تابع حافظ، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "قواعد الجماعة بالالتزام بالتجرد والإنصاف وعدم التجريح والإساءة لأحد، مراعاة عدم إعطاء موضوع الرد أكبر من حجمه لأننا لدينا أمور أعظم وهموم أكبر من همِّ الرد عن أنفسنا".
وتابع موجها رسالته لقواعد الجماعة :"لا تعكر الماء، بمعنى لا تسهل للآخرين الاصطياد فى الماء العكر، واستدعِ فى هذا الباب كل قواعد الدعوة فأنت داعية أولا، وأن نتحلى بالهدوء ونترك التعصب حتى نصيب فى الرد ولا ننحرف، أن نكون صرحاء مع انفسنا فإن كان النقد فى محله قبلناه من كائن من كان".
فى المقابل طالب قيادى بالجماعة الإسلامية، أمين التنظيم الدولى للإخوان إبراهيم منير، بتقديم اعتذار علنى إلى الجماعة الإسلامية عبر فضائيات الإخوان التى تذاع من تركيا.
وقال أحمد طه، القيادى بالجماعة الإسلامية فى بيان له عبر صفحته على "فيس بوك":"اعتذار إبراهيم منير، افضحنى فى ميدان وصالحنى فى حارة، متابعا:"جاءت رسالة اعتذار إبراهيم منير نائب المرشد لجماعة الإخوان بعد حديثه المعلن لمجلس العموم البريطانى بتحميل الجماعة الإسلامية مسئولية العنف أيام مبارك وأنهم أى الإخوان رفضوا الاشتراك فى العنف رغم محاولة الدفع بهم بدعوى قرب سقوط نظام مبارك لكن الإخوان وكعادتهم انحازوا إلى مبادئهم!! ورفضوا الاشتراك فى العنف رغم ظلم مبارك لهم".
وأضاف :"والآن أرسل إبراهيم منير رسالة اعتذار دون تقديم الاعتذار العلنى فى فضائيات الإخوان وصحفهم مواقعهم الالكترونية، كما كان إلصاق التهمة بالجماعة الإسلامية علنى مكافأة لها على ما قدمته من بذل وعطاء وإيثار وتضحية فقدت فيها أعز وأغلى ما تملك من خيرة القادة لاسيما رئيس مجلس شورتها".
من جانبه قال سلطان المهدى، القيادى بالجماعة الإسلامية :"لا أقبل اعتذار إبراهيم منير، فهو اعتذار باهت بارد لا روح فيه يا منير، فقد عرضت حضرتك بإخوان لك فى الله ولم تنظر إلا لمصلحة تنظيمك ويا ليتك فعلت دون الإضرار بغيرهم ولو قلت يومها عن جماعة الإخوان أنها لم تمارس عنفا فى أيام مبارك لما لامك أحد ولأديت الغرض ولكنك ــ عن عمد وقصد ـــ قمت بزج اسم الجماعة الإسلامية وليس ذلك فحسب بل وصرحت بأنها من بدأت بالعنف".
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"حقيقة يا إبراهيم منير إن اعتذارا كهذا لا يمسح المرارة من النفوس ونحن فى شهر كريم نعفو فيه عن حقنا ولكن يسؤنا ما يسوء إخواننا فليس أقل من اعتذار على كل القنوات الممثلة للإخوان مع إزالة كل الآثار المترتبة على كلامكم من الافتراء على الجماعة بأنها من بدأت العنف فإن كان الاعتذار صادقا فلتبلغ الجهة التى تكلمت حضرتك أمامها تكلم حضرتك أمام مجلس العموم أو أى جهة أخرى، ولتقل: "إن الجماعة الاسلامية ليست جماعة إرهابية".
بدوره قال أبو بصير الحسانى القيادى بالجماعة الإسلامية، معلقا على اعتذار إبراهيم منير:"اعتذار مقبول ومشكور، لكن هذا لا يمنع من مراجعة جدوى التحالف مع الإخوان ومآلاته، خاصة وأنه قد وضحت تماما الصورة الذهنية لدى الإخوان عن الجماعة الإسلامية ،العلاقات السليمة تقوم على ركنين :(الثقة، والاحترام المتبادل )، وأزعم أن نظرة الإخوان للجماعة تفتقر لهذين الركنين."
وكان إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الاخوان وأمين عام التنظيم الدولى، أعتذر للجماعة الإسلامية، بسبب إشارته أثناء حديثه أمام مجلس العموم البريطانى حول تورطهم فى العنف، حيث بعث ببيان اعتذار إلى الجماعة الإسلامية اعترف فيه بأنه أخطا فى كلمت، مشيرا إلى أنه يعتذر لمن أسماهم بـ"رفاق الطريق".
وقال منير فى بيانه:"لعله كان من الواجب الإشارة إلى أن الأمر بالنسبة للجماعة الاسلامية قد حدث بعد اغتيال المتحدث الاعلامى باسمها الدكتور علاء محيى الدين عام 1990 وقبل المراجعة الشرعية التى قامت بها الجماعة الاسلامية وإعلانها نبذ أى مظاهر للعنف ثم مشاركتها العمل السياسى بعد 2011 من خلال حزب سياسى قانونى ".