أحدثت وثيقة "الاعتراف بالفشل" الذى روجتها كوادر إخوانية، صداما جديدا بين جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وجبهة اللجنة الإدارية العليا للجماعة، بعدما اتهمت الأخيرة، القائم بأعمال المرشد بإسقاط الدعوة، وأعلنت عدم اعترافها بالوثيقة.
ونشر قيادات إخوانية، وثيقة اعترفت فيها جماعة الإخوان بقيام قواعدها باستخدام العمل النوعى، وأن القواعد الإخوانية تعتقد أن الإكثار من الأعمال النوعية سيوفر أمان لهذه القواعد، وهو أن هناك ضعف كبير تشهده تحركات الإخوان خلال الفترة الأخيرة.
وكشفت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان، تفاصيل هذه الوثيقة، مشيرة إلى أنه تم تداولها منذ مارس الماضى فى 5 مكاتب ادارية، معظمها من المكاتب الادارية بالدلتا ومحافظة القاهرة، باعتبار أنها ما زالت فى أيدى محمود عزت ويستطيع أن يروج لها بين القواعد.
وأضافت المصادر فى تصريحات لـ"انفراد" أن هذه الوثيقة تم التعديل عليها من جانب مكتب الإخوان فى لندن برئاسة إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للجماعة، وإخوان أمريكا، بعد مخاوف اعتبارهما منظمتان إرهابيتان فى كلتا الدولتين، حيث تم الإضافة بضرورة فصل جميع القيادات التى ترأس اللجان النوعية للإخوان خلال الفترة الماضية فى محاولة من الجماعة لتجميل صورتها أمام حكومتى بريطانيا وواشنطن.
وأوضحت المصادر، أن الإخوان يسعون لأخذ توقيعات من قبل كوادر إخوانية عديدة عليها، لإرسالها إلى مكتبى إخوان لندن، وقواعد الإخوان فى أمريكا لعرضها على المسئولين البريطانيين والأمريكيين هناك.
من جانبه قال عز الدين دويدار القيادى الإخوانى، أحد من نشروه الوثيقة، إن ما نشره جزء من وثيقة تعترف فيها الجماعة بالعنف ، وتم نشر هذه الوثيقة على مستويات قيادية بالمكاتب الادارية بالمحافظات التى تسيطر عليها جبهة القائم بأعمال مرشد الإخوان، وتعترف فيها بفشل التحركات الإخوانية.
وأضاف "دويدار"، فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"الوثيقة تحاول لصق صفة العنف، وتستهدف الوثيقة إقناع المستويات القيادية بمحافظات جبهة محمود عزت وتهيئتهم لخيار المطالبة بما أسماه "المصالحة" ، ويعدد الأسباب التى تدفع للتخلى عن تحركات الإخوان الداخلية والخارجية.
وتابع القيادى الإخوانى:"هناك مساع أخرى تجرى لصياغة مخرج للإخوان، من قبل الجماعة من خلال مبادرات ومشروعات حل ستنطلق بعد 30 يونيو القادم، من قبل دول خارجية وشخصيات مقربة من الإخوان، وكل هذه التحركات مجتمعة على فكرة عدم التسامح مع مؤيدى العنف من قبل جماعة الإخوان".
فيما أوضحت عبير إبراهيم، أحد كوادر الإخوان معلقة على المنشور الداخلى :"انا مش مستغربة ، بس اللى باقى على الدعوة يشيل الغشاوة من على عنيه و يعترف اننا لبسنا فى حيطة، أكبر مقلب شربته الدعوة".
فيما زعم أحمد رامى، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، والقيادى بجماعة الإخوان، أن الجماعة لا تفكر فى وقف تحركاتها، وأن الحديث عن مصالحة لا يشغل الجماعة، فهذه الأمور لا تلتفت لها – على حد قوله .
بدوره طالب حمزة زوبع، القيادى البارز بجماعة الإخوان، والمحسوب على جبهة اللجنة الإدارية العليا، فى مقال له نشره على أحد المواقع التابعة للجماعة، قيادات التنظيم بالتغيير واختيار قادة جدد، مشيرا إلى أنهم لا يقبلون التغيير.
وقال زوبع فى مقاله :"الجماعات لا تقبل فكرة التغيير، فحين تطرح كلمة التغيير تواجه بقذائف التخوين وصواريخ التفسيق، وراجمات التبديع (من البدعة) وتصبح حديث المدينة إذا ما تجرأت يوما وقلت لمن حولك أو من فوقك كلمة واحدة عن ضرورة التغيير".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم انقسم لمجموعتين، مجموعة تريد الاستمرار فى العنف ، وممارسة العمليات النوعية ضد مؤسسات الدولة، وهو الفريق الذى يمثله قيادات لجماعة فى الداخل المتمثلة فى اللجنة الادارية العليا.
وأضاف لـ"انفراد" أن فريق محمود عزت، يريد ترك العنف كمحاولة للتقرب من الغرب فقط، وليس ابتعادا عن العنف ذاته، فى ظل مطالبات دول غربية لهم بمعاقبة القيادات التى تتبنى العمليات النوعية وهو ما دعا ابراهيم منير لتجميد عضوية قيادات فى الفترة الأخيرة.