شراب حريمى، و آخر رجالى وقطع من القطن أو قش الأرز، تلك الأدوات المستخدمة فى تصنيع الكرة الشراب، التى أذابت أصابع الكثير من الأطفال والشباب الذين نظموا بها دورات وبطولات فى شوارع وحوارى مصر، فهى الوحيدة التى لم تفرق بين القرية والريف، إذ تركت بصمتها بين قوالب الطوب الذى صمم به الأطفال هيكلا للمرمى.
مزيج من الشرابات القديمة مع ربطة محكمة من الأعلى كانت سببًا فى صنع كثير من أبطال الكرة فى مصر، فكانت دائمًا الكرة الشراب صانعة البدايات، التى بدأت أن تختفى من الشوارع المصرية بالتدريج، إلا أن بعض القرى كان تمسكها بالكرة الشراب أقوى من الزمن مثل قرية كوم حمادة بالبحيرة التى ظل أطفالها محافظون على التراث الكروى.
ويحكى زياد أحمد عن طريقة عمل الكرة الشراب لـ "انفراد" ويقول: "الكرة الشراب دلوقتى مبقتش موجودة كتير، وده طبعًا عشان انتشار الكور البلاستيك والكفر، لكن الكرة الشراب تعتبر من الحاجات اللى بتنمى مهارات الطفل، لأنها بتعتمد على استخدام مكونات بسيطة فى كل بيت لعمل لعبة مفيدة ومسلية،إذ تحتاج الكرة الشراب إلى شراب حريمى يتم حشوه بالقش أو القطن ، ثم تربط بشكل محكم، ويتم لف الشراب عليها، ثم يتم تلبيسها فى شراب ثانى سميك، ويتم ربطه بشكل محكم، ولف الشراب مرة أخرى حتى لا تتواجد أى زوائد تعطل عن اللعب".
وعن تواجد الكرة الشراب حاليًا، يقول زياد: "دلوقتى مبقاش فى حد بيلعب بيها خالص، كله بيجرى على الكور الكَفر عشان ناشفة وبتساعد على اللعب، بالرغم من أن الكرة الشراب أصل لعب الكرة، وهى اللى طلعت نجوم كتير زى محمود الخطيب، وحسن شحاتة، وغيرهم كتير".
وأضاف: "يمكن دلوقتى مبقاش فيه ناس بتلعب بالكورة الشراب فى القاهرة لكن القرى الريفية لسة فيها أطفال بيعملوها ويلعبوا بيها، أنا شخصياً اللى علمنى إنى أعملها أخويا وكان دايمًا يقولى إنها آمان عن أى نوع كورة تانية لأنها لو جت فى وش حد ولا فى جسمه عمرها ما هتسببله ضرر، والخبطة بيها متعملش إصابة على عكس الكور الحالية".
وعن الاستعدادات التى تسبق عمل الكرة الشراب يحكى زياد "كنا بنقسم مين اللى هيجيب الشرابات، وطبعاً كنت بفضل اتحايل على ماما تدينى شرابات وهى كانت بتشيلنا الشرابات القديمة والهدوم اللى قدمت عشان نحشى بيها الشراب بدل القطن أو القش، واللى كان بيبقى عامل الكرة طبعاً لازم يلعب فى الماتش وهو اللى ممكن يوقف اللعب".
حكايات كثيرة موجودة داخل خيوط الكرة الشراب التى شهدت ذكريات أجمل سنين العمر لكثير من الأطفال والشباب، لم تفرق خلالها بين غنى أو فقير فكان اللعب والمتعة هو الهدف الأوحد.