موهبة عظيمة رزقت منذ طفولتها بالصم وضعف السمع ولم تقف عند هذا الأمر أو تستسلم لحالتها، وقررت التحدى لكل الظروف بمعاونة والدتها التى التى ساعدتها فى الوصول للنجومية فى المجتمع الأقصرى، تلك الموهبة من ذوى الاحتياجات الخاصة بمحافظة الأقصر، هى الفتاة الأقصرية "رحاب أبو الحجاج محمد" البالغة من العمر 19 سنة، والتى تعتبر مشروع فنانة ورسامة عظيمة فى المستقبل.
"رحاب أبو الحجاج محمد" 19 سنة من الصم وضعاف السمع، طالبة فى الصف الثالث الثانوى بمدرسه طه حسين للصم وضعاف السمع، والتى تعيلها والدتها برفقة شقيقتها الأخرى من ضعاف السمع والصم بعد وفاة والدها منذ سنوات، والتى تعتبر مشروع فنانة عظيمة فهى تعشق الرسم، ولها رسومات ولوحات كتيره ومختلفة بجانب حبها للتكنولوجيا والعمل على الحاسب الآلي.
وفى هذا الصدد قالت رحاب أبو الحجاج، لـ"انفراد"، إنها تعشق الرسم وعمل لوحات بورترية مختلفة، حيث قامت بعمل لوحات عديد خلال الفترة الماضية وتشمل أبرزها مايلي:- (صورة الرئيس السيسى – الدكتور أحمد الطيب – مدير أمن الأقصر – وزيرات مصر – توت عنخ امون – بطلات الكارتون – ميكى ماوس)، وغيرها من اللوحات التى أعجبت أصدقاؤها فى وسائل التواصل الاجتماعى، وكذلك تم تكريمها من اللواء خالد عبد الحميد مدير أمن الأقصر، بعد إهداؤها لوحة له بيديها، وكل حلمها أن يتم دعم موهبتها فى الرسم وتعليم لغة الإشارة للجميع، ومقابلة رئيس الجمهورية لتقديم هدية له عبارة عن لوحة رسمتها بأيديها للتعبير عن حبها له.
فيما قالت هبة رمضان عبد الرسول، والدة الطالبة رحاب أبو الحجاج، أن ابنتها كانت تحلم بالالتحاق بقسم الحاسب الآلى بدلًا من قسم الملابس بالمدرسة، ولكن القسم لم يفتح لقلة عدد الطلاب، ولكنها قررت التحدى وتنمية مهاراتها فى الكمبيوتر والرسم، موضحةً أنها ساعدتها فى تلقى دروس فى الحاسب الآلى لتعليمها ما تحبه وتثقل موهبتها، كما أنها موهوبة فى مجالات أخرى مثل "الحرف اليدوية" فى صناعة الإكسسوارات ومنتجات جلدية بجانب حبها إلى الفن وأنها ضمن أعضاء فرقة استعراضية لذوى الإعاقة ولها عروض كثيرة ومختلفة.
وأضافت والدة رحاب لـ"انفراد"، أن ابنتها متميزة أيضًا فى الجانب الرياضى فهى تلعب رياضة "الكاراتيه"، وحاصلة على حزام برتقالى، وكذلك أحد أعضاء فريق السلة للصم فى الأقصر، بجانب أنها شاركت فى مسابقات كشافة تابعة لوزارة الشباب والرياضة وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية، ولها أنشطة تطوعية كثيرة فهى ضمن فريق عمل مبادرة "إسمعنى بعينك" لذوى الإعاقة وحاصلة على مركز سابع على مستوى الجمهورية، وهى عضو مؤسس فى مبادرة "نفهم بعض" لذوى الإعاقة والحاصلة على المركز الأول على مستوى الجمهورية، ولها فيديوهات كثيرة توعوية لأهمية التبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم الإقليمى، وتوعية عن فيروس كورونا بالتعاون مع مؤسسة مشكاة نور، وفيديوهات تعليم لغة الإشارة بالتعاون مع قصر ثقافة الأقصر، وهى أصغر مدرب لغة إشارة ونفذت تدريبات كثيرة لتعليم لغة الإشارة منها فى هيئات والمؤسسات الحكومية مثل (البريد - بنك ناصر - السكك الحديد - السجل المدنى - كلية الألسن).
وأكدت هبة رمضان، والدة الموهوبة رحاب، أنها حصلت على العديد من شهادات الشكر والتقدير فى عدة فعاليات بالأقصر وخارجها، وتشمل مايلي:- (شكر وتقدير للمشاركة الفعالة فى المهرجان الكشفى الإرشادى الثانى (انا قادر بشكل ) - شكر وتقدير لحضور دورة تدريبية فى المشغولات اليدوية من الهيئة العامة لقصور الثقافة - شكر وتقدير من شركة مصر للصوت والضوء للتعاون فى المجهودات المبذولة فى نجاح احتفالية ختام عام ذوى الإعاقة - شكر وتقدير من الشباب والرياضة فى المجهودات المبذولة فى المجال الرياضى - شكر وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة لاجتياز التدريب بنجاح فى ورشة تدوير المخلفات البيئية لذوى الاحتياجات الخاصة - شكر وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ورشة عمل تدريبية للتمكين الثقافى لذوى الاحتياجات الخاصة - شهادة تقدير من الصحافة والإعلام التربوى بمحافظة الأقصر للتميز بأعمال الصحافة بالتربية الخاصة - شهادة شكر من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى الأسبوع الثقافى أنا مبدع - الاتحاد المصرى للكاراتية على الحزام الاصفر 9 كيلو - الاتحاد المصرى للكاراتية على الحزام الاصفر 10 كيلو - شهادة شكر وتقدير فى الدورة الصيفية لحفظ القران الكريم - شهادة شكر وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المشاركة ليوم ذوى الاحتياجات الخاصة 2014 - شهادة تقدير من مدرسة طه حسين للصم وضعاف السمع للفوز بمسابقة مكتبة المدرسة - شهادة شكر وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المشاركة ليوم ذوى الاحتياجات الخاصة 2015 - شهادة شكر وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مهرجان المبدع الصغير أداء حركى - شهادة تقدير على التفوق والتميز فى العمل الفنى من قصور الثقافة - شهاد تقدير فى العمل (المشغولات اليدوية والإكسسوارات من مديرية الشئون الاجتماعية ) - شهادة شكر وتقدير من مديرية الشئون الاجتماعية على التميز خلال العام الدراسى 2015/2016 - شهادة تقدير من توجيه الصحافة المدرسية بمديرية الأقصر التعليمية للفوز بالمركز الاول فى مجال التربية الخاصة 2013 - شهادة شكر وتقدير فى المرحلة الابتدائية بمدرسة طه حسين).
وعن ابنتها الثانية قالت هبة رمضان ابنة محافظة الأقصر، أن ابنتيها ولدتا توأم وكانتا ضعاف بدنيًا وكانت لديهم سخونية مستمرة، وبعد حوالى 4 شهور ظهرت عليهما مشكلة ضعف النظر وكانت لديهم مشكلة فى السمع، وقررت السفر بهم للقاهرة لعلاجهما حيث إنه لا توجد تلك التخصصات فى الأقصر، وتكبدت مصروفات كثيرة فى السفر للقاهرة، وقررت بعد فترة العودة بهما لمستشفى سوهاج الجامعى لكون المسافة قريبة وتستطيع السفر والعودة بهما فى نفس اليوم، مضيفةً أن ابنتيها دخلتا المدرسة فى مدرسة الزناقطة وكانت تذهب بهما يوميًا للمدرسة، وقررت دعمهم بكورسات تخاطب وبعد فترة تعلمت التخاطب وكيفية دعمهم لتوفير المبالغ الكبيرة فى تلك الكورسات، وبعد فترة قررت أن تشركهما فى المجتمع وقررت العيش معهم بالتطوع والعمل فى قصور الثقافة والشباب والرياضة لدعمهم وتتعلم معهم كيفية مساعدتهم ومساندتهم لعدم المكوث بالمنزل ومواجهة كلام الناس وأزمتهم الصحية.
وأكدت أم رحاب ودعاء، أنها بعد فترة من إصابة زوجها بورم وتلقيه العلاج توفى منذ سنوات، ودخلت مرحلة جديدة من دعم ابنتيها فى حياتهم المقبلة وشاركت معهم فى عدد من المبادرات بجانب التعليم لدمجهم بالمجتمع، وأطلقوا مبادرة بعنوان "نفهم بعض" والتى تدعم ضعاف السمع والصم وحصلوا بها على المركز الأول على الجمهورية، مؤكدةً على أنهما يخططان لمشروع كبير لدعم السياحة بالأقصر ومصر بالترويج لها فى فئات ضعاف السمع عبر فيديوهات فى المعابد والمقابر الفرعونية وترجمتها للغات الإشارة لجذب سياحة ذوى الاحتياجات الخاصة، ويحلمون بدعمهم من وزارة السياحة والآثار لمواصلة مشروعهم.
واختتمت الأم هبة رمضان عبد الرسول، حديثها لـ"انفراد"، أنها أرملة وأم لـ3 بنات بينهم 2 توأم رحاب ودعاء 19 سنة من ذوى الإعاقة صم ودعاء عندها ضمور فى شبكية، وهما فى 2 ثانوى بمدرسة طه حسين للصم وضعاف السمع، حيث أن زوجها توفى من 4 سنوات، وكانت حاصلة على دبلوم سياحة وفنادق، ثم أكملت دراستها وحصلت على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبه جامعة جنوب الوادى، وحاليا تقوم بعمل ماجستير مهنى بقسم اقتصاد كلية تجارة جامعة جنوب الوادى، قائلة: "كنت بدرس ومتطوعة فى كذا مكان لخدمة بناتى وبشتغل عشان أنا العائل الوحيد لبناتى، ومتطوعة فى مكتب الإعاقة مديرية الشباب والرياضة، وعضو مجلس إدارة فى جمعية اللؤلؤ المكنون للتنمية وخدمة ذوى الإعاقة، وعضو مجلس إدارة فى نادى الإرادة والتحدى لذوى الإعاقة، وعضو فى اتحاد معاقى الأقصر، وليا أنشطة كتيره فى مجال ذوى الإعاقة، وكل هدفى وأملى فى الحياة أن بناتى يندمحوا فى مجتمع ويأخذوا كل حقوقهم اللى القانون والدولة أعطتها ليهم، ويعتمدوا على نفسهم فى كل حاجه أنا اشتغلت فى مجتمع المدنى من سنين علشان خاطر بناتى، وبدأت مرحلة شغل بناتى من كذا سنة وهما متطوعين فى كذا مكان وليهم كذا نشاط".