يشهد الشرق الليبى حالة من الاستنفار الكامل فى الساعات الأخيرة عقب تقدم عدد كبير جدا من الميليشيات المتطرفة التى يقودها زياد بلعم أحد أبرز المتطرفين الهاربين من مدينة بنغازى جراء استهداف الجيش الليبى لعناصر الميليشيات المتطرفة له، ما دفعه للخروج إلى الغرب الليبى تجاه مدينة مصراتة وحشد أكبر عدد ممكن من الإرهابيين والتوجه بهم ناحية الشرق الليبى حيث باغت قوات الجيش الليبى المتمركزة فى إجدابيا وشن عليها هجوما من جنوب المدينة.
ويعد التحرك الأخير من قبل المتطرف زياد بلعم والقوات التابعة لها أحد أخطر التطورات التى وقعت فى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة الماضية حيث تمكن المتطرفين من الحصول على أحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الكتائب والميليشيات التابعة لمدينة مصراتة والتى تختلف كليا مع الجيش الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، وهو ما ساعد العناصر المتطرفة التابعة لزياد بلعم من السيطرة على أحد المعسكرات فى مدينة إجدابيا قبيل تمكن الجيش الليبى من طردهم مساء أمس السبت وذلك باستهدافهم بسلاح الجو.
وفى تحرك سريع من قبل الشرق الليبى، قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبى عبد الله بليحق، إن رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح عيسى بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية أعلن حالة النفير العام فى البلاد، مؤكدا أنه كلف رئيس الأركان العامة للجيش الليبى اللواء عبد الرازق الناظورى حاكما عسكريا للمنطقة الممتدة من مدينة درنة شرقا وحتى بن جواد غربا، موضحا أن القرار بمثابة إعلان حالة الحرب فى البلاد وذلك تزامنا مع الحرب القائمة فى مدن بنغازى ودرنة وإجدابيا والبريقة والمناطق النفطية بالكامل.
أكد بليحق فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" صباح الأحد أن خلفية القرار جاء بسبب هجوم مجموعة كبيرة من عناصر تنظيم داعش على قوات الجيش الليبى فى إجدابيا وسيطرتهم على أحد المعسكرات التابعة لقوات الجيش الليبى، موضحا أن عناصر من التنظيم المتطرف خرجت من بنغازى متوجهة نحو مصراتة بقيادة "زياد بلعم" قائد الدواعش ببنغازى وآمر كتيبة عمر المختار الذى شكل قوة من الفارين من بنغازى تم دعمها بالسلاح من قبل مصراتة.
وأوضح بليحق أن العناصر المتطرفة اتجهت لمدينة الجفرة وتمكنت فجر أمس من دخول إجدابيا من الجنوب واشتبكوا مع عناصر الجيش الليبى، مشيرا لتعاون ما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار إجدابيا" مع العناصر المتطرفة التى جاءت من مصراتة، مؤكدا وقوع اشتباكات بين الجيش الليبى والعناصر المتطرفة ويتم التعامل بالأسلحة الثقيلة والطيران، مشددا على أن ما يجرى تطورا خطيرا لأن عناصر القوات المتقدمة عددها كبير جدا، ما دفع رئيس البرلمان الليبى لتعيين حاكم عسكرى تعمل كافة الجهات معه وتأخذ القرارات منه بشكل مباشر خلال الفترة الحالية.
وفى أول تعليق رسمى من قبل المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطني الليبية عن إدانته الشديدة، للهجوم الذى شنته ما وصفها بمليشيات مارقة خارجة عن شرعية الدولة، على مقرات وتمركزات قوات الجيش الليبى فى إجدابيا، مؤكدا أن هذه المليشيات جاءت لنجدة فلول الإرهابيين من تنظيم داعش، فى مدينتى إجدابيا وبنغازى، اللذين تلاشت قواهم بعد ضربات الجيش.
وحمل المجلس الرئاسى الليبى فى بيان صحفى -جاء لدغدغة مشاعر الجيش الليبى- قادة تلك المليشيات ومن يأتمر بأمرهم، كامل المسئولية عن ما يحدث فى مدينة إجدابيا من عمل إرهابى، داعيا قوات الجيش إلى الضرب بيد من حديد على هذه العصابات التى تسعى إلى إعادة تمكين قوى الإرهاب من الشرق الحبيب، مؤكدا على المجلس كافة إمكانياته للعمل من أجل القضاء على هذه الزمرة ودحرها، على حد تعبير البيان.
يشار إلى أن المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج لم تحصل على الشرعية المطلوبة لممارسة عملها وذلك بموافقة ثلثى أعضاء مجلس النواب على تمرير الحكومة، وهو ما دفع القوات المسلحة الليبية فى الشرق الليبى لعدم التعامل مع المجلس ورفض الانصياع له لحين تمرير الحكومة من تحت قبة مجلس النواب، فيما ترفض قادة الكتائب المسلحة فى الغرب الليبى قيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الليبى.
وعين المجلس الرئاسى الليبى لحكومة الوفاق الوطنى العقيد المهدى البرغثى وزيرا للدفاع فى الحكومة، فيما تسعى العديد من الدول الغربية لإبعاد الفريق أول ركن خليفة حفتر عن المشهد العسكرى فى ليبيا، وقد نجا القائد العام للجيش الليبى من عمليات اغتيال ممنهجة من قبل التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الثلاث الماضية.