"شفت فى عينيكى المداين".. السواقى معلم تراثى ريفى بمحافظات مصر.. حكاية 350 ساقية شاهدة على كفاح وصبر الفلاحين فى مركز أولاد صقر بالشرقية.. منها رويت أراضيهم وبجوراها قصوا حكاياتهم ورددوا موواليهم.. صو

"شفت فى عينيكى المداين، والبيوت أم الجناين والغيطان أم السواقى والولاد امات طواقى والشطوط أم النخيل، شباكين ع النيل عينيكي".. بهذه الكلمات غنى الراحل" محمد قنديل" من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، للسواقي، كما غنت أم كلثوم وعبد الوهاب وشادية لها. السواقى من أهم معالم التراث الريفى بمحافظات مصر، لما لها من ذكريات محفورة فى الأذهان، فعند السواقى غنى الأجداد والآباء أغانى الصبر والفرح والحزن، وجميع قصص الحب قديما كانت الساقية شاهدة عليها، وترجمت ذلك المطربة الشعبية " خضراء محمد" فى أغنيتها " عند السواقى يا أمة قاعد حبيبى يغزل طواقي". الساقية وسيلة محورية فى حياة الفلاح وزراعته، وأهم معالم التراث الريفى شاهدة على مواويل صبر الأجداد والآباء، وشجن ليالى المشقة الطويلة فى رى الحقول، فصوتها يثير الشجن فى النفوس ويطرب له الفلاح ويحلو له الجلوس على الخشبة التى تلف بها الماشية لتدوير الساقية، ويردد مواويل جميلة عن الصبر، كما أن مدار الساقية كان مجلسا طيبا للفلاحين، ومصلى هادئ على حافة الحقول، وبجوارها يأخذ قسطا من الراحة أثناء قيلولة الظهيرة، ومكان لتناول الطعام الجماعى للأنفار، واستخدمت السواقى لرفع المياه من الآبار مباشرة، كانت قديما تدور الساقية بالطنبور وتطورت إلى الساقية بالماشية. ولا تزال السواقى تزين حقول مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، وقال محمد أحمد عمر رئيس الرابطة الثالثة على ترع قرية الصوفية: مركز أولاد صقر وتحديدا قرية الصوفية المسافات به متباعدة وكان يتم قديما الرى بالسواقى القديمة من خلال استخدام الماشية، ومنذ 20 عاما تم استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الرى من خلال الديزل، ما أسفر عن زيادة الإنتاج، حيث يستغرق رى الفدان ساعة واحدة، عكس ما كان يحدث قديما حيث كان يروى الفدان فى ليلة كاملة"، موضحا أن القائمين على عملية الرى بالشرقية، متعاونون مع الفلاحين فى موسم الزراعات، وتم توفير المياه فى الأوقات المناسبة للزراعة. فيما قال "منصور الحسينى منصور" مهندس زراعى بالمعاش، إن مركز أولاد صقر به 350 ساقية عبارة عن مجموعات تدور باستخدام السولار، وكل مجموعة من الفلاحين مشتركون فى مجموعة لرى حقولهم. وقال السيد أحمد الشربيني، إن السواقى إرث القرية، فقد كانت سواقى "هدير" ثم تطورت إلى سواقى المواشي، وكل ساقية مخصصة لرى فدان أو فدانين على الأكثر وكانت تستغرق 24 ساعة لرى الفدان الواحد، لكن حاليا تم تطوير السواقى وكبر حجمها وأصبحت تروى ما بين 50 إلى 150 فدانا حسب اشتراك كل مجموعة من الفلاحين ، مضيفا" يوميا تروى 20 فدانا بالترتيب والتعاون مع الفلاحين، والجميع يشارك والفلاح المتواجد يروى للغائب فى جو من التعاون والحب، والساقية تعمل بالسولار"، مطالبا القائمين على عملية الرى تشغيل الماكينة بالكهرباء ما يساهم فى زيادة الإنتاج ويوفر الوقت والجهد. وقال المهندس على لاشين وكيل مديرية الزراعة بالشرقية، إن أراضى مركز أولاد صقر طينية صفراء خفيفة تصلح لزراعة المحاصيل الحقلية" القمح والفول البلدى والكتان والبنجر والشعير والبرسيم" ، ويرجع تاريخ السواقى بها إلى فترة الملك فاروق، حيث كانت للأسرة الحاكمة مساحات من الأراضى" وسية" بالعديد من قرى المركز، وكان لكل وسية لها ساقية مخصصة للرى، وفى الثمانينات قررت مجموعات من الفلاحين الاشتراك فى صناعة ساقية ومن هنا انتشرت سريعا فكرة سواقى الرى بمركز أولاد صقر.












































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;