إقليم جنوب الصعيد الثقافى ينتهى من تطوير المرحلة الأولى لقرية حسن فتحى بالاقصر.. ترميم المسجد والخان والمسرح والسوق.. وزيرة الثقافة تحضر الافتتاح غدا.. وهذا ما فعله شيخ المعماريين بمدينة القرنة .. صور

أنهى إقليم جنوب الصعيد الثقافى ومحافظة الأقصر، التجهيزات النهائية لافتتاح المرحلة الأولى من تطوير وترميم قرية المهندس حسن فتحى التاريخية بمدينة القرنة بالبر الغربي، والمقرريوم غداً الخميس 23 ديسمبر الجارى، وذلك بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، وقيادات منظمة اليونيسكو والشركة المكلفة بالتطوير وقيادات وزارة الثقافة ومحافظة الأقصر، حيث تمت عمليات التطوير والترميمات على قدم وساق داخل القرية، والتى حصلت على دعم كبير لمواصلة أعمال تطويرها ورفع كفاءة المباني التاريخية داخله من مسجد القرية ومسرحها والمباني والغرف القديمة التراثية. ومن جانبه أكد المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن عملية الترميم في المرحلة الأولي استغرقت ما يقرب من 24 شهرا وفق معاير دقيقة للوصل الي الشكل الحالي بعد تاثر وانهيار المباني الذي دام لسنوات طويلة، مضيفاً أن جهاز التنسيق الحضاري بالتعاون مع محافظة الأقصر وضع رؤيه بصرية لتطوير المنطقة المحيطة للتناسب مع القيمة المعمارية للقرية، حيث يأتى ذلك الإفتتاح فى إنجاز جديد للدولة المصرية فى حماية التراث المصرى، حيث نجحت وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو فى ترميمات المرحلة الأولى لتطوير مبانى قرية المهندس حسن فتحى التاريخية بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، وإنتهت أعمال تطوير المسجد والخان والمسرح فى القرية. وفى هذا الصدد يرصد "انفراد" قبل افتتاح الترميم بالقرية تاريخ المعمارى الكبير حسن فتحى المعروف بمهندس الفقراء، والذى ارتبط اسمه بـ قرية القرنة في الأقصر، والذي ولد فى 23 مارس من عام 1900، وتوفى 30 نوفمبر 1989، ويعتبر فن المعمار والبناء بأساليب وطرازات عالمية أمور ليست بالهينة أبداً، فهى تحتاج عباقرة ورجال مميزين امتزجت عقولهم بقلوبهم والبيئة المحيطة بهم فأخرجوا لنا مثل تلك الصروح والمبانى والمعابد والقرى والمنازل التى ليس لها مثيل فى العالم أجمع ويتعلم ويدرس منها آلاف المهندسين الجدد فى مصر والعالم بأكمله، حيث سار المهندس العالمى حسن فتحى على خطى (أمنحتب بن حابو) المعمارى الفرعونى الأسطورى الذى بنى غالبية معابد وتماثيل محافظة الأقصر، حيث أن المهندس المعمارى العالمى حسن فتحى صاحب أشهر فلسفة حديثة فى البناء الحديث الذى يحاكى الحداثة والأصالة وتأثر بالريف والفلاحين فى أعماله. وولد المهندس المعمارى (حسن فتحى) فى محافظة الإسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، وانتقل فى الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوب القاهرة، وعاش طول حياته فى منزل بدرب اللبانة بحى القلعة بمدينة القاهرة، كان له أخان اثنان الأكبر محمد الذى التحق بمدرسة الحقوق - كلية الحقوق - ثم عمل بالسلك القضائى، لكن غلبت عليه موهبته الفنية التى ترك من أجلها العمل بالقضاء، أخوه الآخر على تخرج من كلية الهندسة وعمل بالتعليم الجامعى حتى أصبح عميد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وتأثر المهندس حسن فتحى بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته له وهو فى سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندس زراعى، لكنه لم يستطع الإجابة فى امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة - كلية الهندسة حالياً - بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا - فى عام 1926، وعمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية (المجالس المحلية حالياً)، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفيه أو كما كان يسميها عمارة الفقرا، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحى تدخله واستقال من العمل فى عام 1930. وعاد حسن فتحى إلى القاهرة وقابل ناظر مدرسة الفنون الجميلة - كان فرنسى الجنسية - فقبله كأول عضو مصرى فى هيئة التدريس، ولم يقم بتدريس العمارة الريفية طوال فترة تدريسة نظراً لانتشار العمارة الكلاسيكية فى هذا الوقت حتى عام 1946، ثم كُلّف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة بالأقصر، عام 1946، وتم تعيينه رئيس إدارة المبانى المدرسية بوزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليًا) من عام 1949 حتى 1952، فى أثناء هذه الفترة عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين. ثم عاد للعمل بمدرسة الفنون الجميلة من عام 1935 إلى غاية عام 1957 الذى تزوج فيه من السيدة عزيزة حسنين شقيقة أحمد حسنين باشا الرحالة والمستكشف المصرى، وغادر مصر عام 1959 للعمل لدى مؤسسة دوكسياريس للتصميم والإنشاء بأثينا، اليونان، لمدة عامين ثم عاد لمصر مرة أخرى. كان سبب تركه لمصر روتين النظام الحكومى وفشله فى إقامة العديد من المشروعات. ترأس فى الفترة المُمتدة ما بين عامى 1963 و1965 مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب تابع لوزارة البحث العلمى المصرية. فى 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة فى مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية. عمل كخبير بمعهد أدلاى أستفسون بجامعة شيكاغو بين عامى 1975 و1977. توفى حسن فتحى وهو فى 89 من عمره فى 30 نوفمبر 1989. ومن أهم ما قام ببنائه المعمارى حسن فتحى هى "قرية القرنة الجديدة" بغرب مدينة الأقصر فى مصر، والتى تستعد للافتتاح للمرحلة الأولى للترميم داخلها، والتى بدأ فيها المهندس حسن فتحى العمل عام 1946م، وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربى لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخرى بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم. وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضى الزراعية، وبدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، واعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية. كانت للقباب تصميمها الفريد والتى أستخدمت بدلا من الأسقف التى تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة، وتم تخصيص باب إضافى فى المنازل للماشية، التى يقتنيها سكان المنطقة، كنوع من أنواع العزل الصحى، حفاظًا على سلامة الأفراد. وشيدت ثلاث مدارس بالقرية الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التى أشتهرت بها منطقة القرنة، مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ على روح الإبداع الفرعونية فى الأجيال الجديدة، ومثلما أهتم فتحى بالجانب التعليمى لم يغفل الجانب الدينى الذى يميز أهل القرية، أو الجانب الترفيهى لتعويضهم عن منازلهم التى تم تهجيرهم منها عنوة، حيث عمل فتحى على إنشاء مسجد كبير فى مدخل القرية حمل أجمل النقوش المعمارية فى تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعمارى الطولونى ممتزجا مع الفن الإسلامى فى العهد الفاطمى، إلا أن المسجد عانى كثيرا من تحرش وزارة الأوقاف به وتدميرها للشكل المعمارى الإسلامى، وفيما يخص الجانب الترفيهى قام فتحى بإنشاء قصر ثقافة حمل اسمه، ومسرح مبنى على الطراز الرومانى، إلى جانب حمام سباحة. ومن أبرز مقولات وكلمات المهندس المعمارى حسن فتحى مايلي:- (هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن هؤلاء هم زبائني)، و(كمهندس طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمداً).
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;