سجلت دفاتر أقسام الشرطة انخفاضا ملحوظا فى نسبة الجرائم خاصة الجنائية فى شهر رمضان، عن باقى أشهر السنة، وربما يكون ذلك بسبب روحانيات الشهر الكريم، الذى يعزف فيه المتهمون عن ارتكاب الجرائم، وإن كانت توجد بعض الجرائم لكنها بنسبة أقل عن باقى أشهر العام.
ولم تسجل دفاتر أقسام الشرطة سوى عدداً قليلاً من جرائم الاغتصاب والآداب، وشهدت جرائم السرقات والقتل انخفاضاً ملحوظاً، فيما قفزت على السطح المشاجرات حيث زاد عددها فى شهر رمضان، خاصة فى الوقت ما بعد العصر حتى قبل أذان المغرب بوقت قليل، وظهرت المشاجرات بكثرة فى المناطق الشعبية والأماكن الأكثر زحاماً، بسبب ارتفاع درجة الحرارة مع الصوم وعدم قدرة البعض على ضبط النفس.
ويرى الخبراء أن الجو الروحانى لشهر رمضان وإقامة الشعائر الدينية من صلاة وقيام وقراءة القرآن، وإيقاظ الضمير الإنسانى بداخل كل إنسان تدفع الخارجين عن القانون إلى الامتناع عن ارتكاب الجريمة، كما أن نهار رمضان يؤدى إلى هبوط النشاط الشخصى وزيادة الوازع الدينى لدى الإنسان، وهو الأمر الذى يعمل على تدنى مستوى الجريمة، إلا بعض الاستثناءات الطفيفة، والمتمثلة فى هؤلاء الذين يسرقون فى السحور من الليل ويقتتلون قبل أذان المغرب بدقائق لارتفاع المشاجرات فى هذا الوقت تحديدا.
وأوضح الخبراء أن المتهم يجد المحيط حوله يدعوه للصلاة والصوم، وربما كان المجرم لا يصوم ولا يصلى فى رمضان، إلا أنه لا يسرق، فى حين أن عودته للإجرام بعد شهر رمضان تكون ممكنه لأن تأثير الجو المحيط به يقل، ومن ثم يمكن القول بأن المجرم إذا تمت تهيئته فى بيئة سليمة يعيش بها ويساعده المحيطون به على التخلى عن السلوكيات السلبية، سوف يعود مرة أخرى إنسانا صالحا ينفع مجتمعه ويؤدى دوره فى مساعدة الآخرين.
ويقول اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن وزارة الداخلية تعلن فى شهر رمضان حالة الاستنفار الأمنى الكامل، فضلاً عن انتشار رجال الشرطة فى الشوارع بشكل كبير، ووجود حملات مرورية مستمرة، الأمر الذى يقلل من نسبة الجريمة ويمنعها.
وتقول مروة درديرى باحثة فى علم الاجتماع، إن شهر رمضان يجعل بين الناس أُلفة ومحبة تمنع الاقتتال والتشاجر فيما بينهم، تجعلهم لا ينزحون للجرائم بقدر نزوحهم على العبادات، كما أن المواطن الذى يصلى القيام ويلتقى بجيرانه وأبناء منطقته لا يمكن بحال من الأحوال أن يفكر فى التشاجر معه أو اقتتاله.
وأضافت "درديرى" لـ"انفراد"، أن الصوم ليس امتناعا عن الأكل والشرب فقط، وإنما هو امتناع عن المعاصى والجرائم وتهذيب للنفس، ويخلق بيئة اجتماعية صالحة لا تعرف الجرائم.