تعيش جماعة الإخوان، على خطى الشيعة، فى رفع شعار "المظلومية"، فرغم مرور 3 أعوام على عزل محمد مرسى، وفشل جميع مخططاتهم للعودة للمشهد السياسى من جديد، ما زالت الجماعة ترفع شعار "عودة مرسى"، بل وتطالب أنصارها بعدم التخلى عن هذا المطلب.
التنظيم لم يتوقف عند هذا الحد، بل أيضا ما زال يهاجم أى دعوات تخرج من داخله تطلب تجاوز محمد مرسى تماما، بل أن الانسحابات التى تمت فى وقت سابق من تحالف دعم الإخوان، كانت من الأحزاب التى رأت أن تمسك الجماعة بمرسى يزيد الأمور تعقيدا وكان أبرزها أحزاب الوسط والوطن.
وخرجت فى الفترة الأخيرة بعض الدعوات من الجسد الإخوانى تؤكد فيها بضرورة عدم التمسك بمطلب عودة محمد مرسى، وأن الجماعة على يقين بعدم عودتها كان أبزرها تصريحات حمزة زوبع القيادى الإخوانى، وعصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، اللذان اكدوا بضرورة تخطى هذه الخطوة.
إلا أن هذه الدعوات قوبلت بهجوم شديد من قبل ما يتم تسميتهم بـ"صقور الإخوان"، الذين يرفضون الاعتراف بالواقع، وبهزائم جماعة الإخوان، خلال الفترة الحالية، بل أن كل من دعا لذلك تعرض لتجميد العضوية داخل التنظيم.
من جانبه قال مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة ما زالت تبحث عن المظلومية التى تعيش فيها بعد عزل محمد مرسى، وترى أن عزل مرسى أحد مظلومياتها المقبلة، ولكن الجماعة فى الوقت الحالى تعيش أصعب لحظاتها.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن التنظيم يعش فى ظل هذه المظلومية على انقسامات داخلية هائلة، واصرار من قبل جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان على الاستمرار فى القيادة، وهو ما يجعل التنظيم يصر على بقاء هذه المظلومية التى يروجونها عن محمد مرسى.
فيما قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن هناك أصوات بدأت تخرج من جماعة الإخوان، تطالبهم بالاعتراف بالواقع، والخروج من المظلومية التى تعيش فيها الجماعة، موضحا أن بعض قيادات التنظيم يسعون لتكرار تجربة إخوان المغرب وتونس عبر مراجعات إخوانية مع قيادات الخارج.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد" أن سبب عدم ظهور هذه المراجعات إلى النور هو الانقسامات الداخلية، وحالة المزايدة المتبادلة بين اطراف الصراع داخل الإخوان، موضحا أن معظم قيادات التنظيم يشعرون بداخلهم بضرورة الاعتراف بالواقع وعدم التمسك بمحمد مرسى.