كشفت قيادات إخوانية عن عقد قيادات الجماعة فى الخارج أول انتخابات داخلية علنية لجماعة الإخوان فى تركيا، لانتخاب أعضاء مجلس شورى جدد فى إسطنبول، خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما حضر اجتماع جمعية عمومية قيادات الجماعة، المحسوبين على الجبهة الجديدة.
وأثار عقد الجمعية العمومية وإجراء انتخابات لشورى الإخوان بإسطنبول علامات استفهام واسعة، حول مدى قدرة اللجنة الإدارية العليا داخل مصر على عقد انتخابات داخلية للإخوان لتغيير مكتب الإرشاد ومجلس شورى التنظيم بكامل أعضائه، استجابة لدعوات قيادات جبهة القيادة الجديدة، خاصة فى ظل دعوات البعض بتكرار سيناريو انتخابات شورى إسطنبول فى مصر، بينما أعلن بعض قيادات إخوان مصر رفضهم تلك الانتخابات، وتأكيدهم على التمسك بالقيادات الحالية.
وكشف عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، أن جماعة الإخوان وقياداتها فى تركيا عقدوا، مساء أمس الأحد، اجتماعاً للجمعية العمومية، وتم انتخاب مجلس شورى جديد لـ"إخوان تركيا" فى محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية للتنظيم.
وطالب "دويدار"، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، إخوان مصر باتباع نفس الخطوة واختيار مجلس شورى جديد للتنظيم.
من جانبه رفض القيادى الإخوانى الدفراوى ناصف، المحسوب على جبهة "محمود عزت"، انتخابات شورى التنظيم فى تركيا، مؤكداً أنه لن يتم إجراء انتخابات داخلية فى إخوان مصر، وقال فى تدوينة على صفحته بـ"فيس بوك"، "المتابع لما يفعله أفراد اللجنة الإدارية المنتهية مدتها والمجهولة الأفراد، منذ نشأتها وحتى اليوم، يجد أن شغلها الشاغل هو البحث عن منصة لتتحدث من خلالها وتصدر بيانات، فعندما نشأت اللجنة الأولى وتم اعتمادها وأصبحت لهم منصة شرعية يتحدثون من خلالها لم يكتفوا بذلك، فإن منصاتهم مطاطة تسعى لتشمل الجماعة كلها فى الداخل والخارج".
وأضاف "الدفراوى"، "قاموا بفكرة إنشاء مكتب أزمة بالخارج ليتحمل الملفات المهمة ليكون هو منصتهم فى الخارج، ورويدا رويدا يصبح بديلا عن الرابطة العالمية للإخوان، فى إشارة إلى التنظيم الدولى للجماعة، ويصبح لهم منصة فى الداخل وأخرى فى الخارج، وبشكل يأخذ صورة شرعية، فعندما فطنت الجماعة بأن المجموعة التى حملتها أمانة لتؤديها، انحرفت بها عن المسار، بل وبدأت تعمل على أن تستحوذ على الأمانة بكل مكوناتها وكياناتها ومقدراتها، فقامت الجماعة بتحمل مسؤوليتها وقام مجلس شورى يونيو 2015 بحل هذه اللجنة الأولى، كما صدر قرار بحل مكتب الأزمة، وبذلك يكونوا قد فقدوا منصتهم فى الداخل والخارج".
وتابع القيادى الإخوانى، "بعد أن فشلوا فى خطف الجماعة، ذهبوا إلى خطف الحزب، لكن الجماعة أعلنت متحدثين رسميين للحزب كسابقة هزت الأرض من تحت أقدامهم، فكانت دعوات فصل الدعوى عن السياسى، فعندما لفظ الإخوان الفكرة منذ عرضها ذهبوا ليقولوا نقصد فصل الدعوى عن الحزبى، وهم اليوم يحاولون خطف الجماعة من جديد".
وعن الجمعية العمومية للإخوان فى تركيا، قال الدفراوى ناصف، "شغلوا أدواتهم فى تركيا لعمل جمعية عمومية مزعومة لإخوان تركيا حضرها من 40 إلى 60 شخصا على الأكثر ثم أعلنوا انتخابات، لعمل كيانات موازية لشورى تركيا ومكتب إدارى من نفس الأفراد الداعين للانتخابات والذين منهم الموقوف ومنهم المجمد ومنهم من فصل نفسه بنفسه، وبذلك يكون لديهم منصة يتحدثون منها وهى كيان مواز لمجلس شورى تركيا ومكتب تركيا، ويصدرون بيانات باسمه كما تفعل اللجنة المنحلة ثم المنتهية مدتها مع الجماعة الأم، لكن سيكون الفشل حليفهم".
وتأتى انتخابات مكتب شورى تركيا بعد أيام قليلة من بيان الأمين العام للجنة الإدارية العليا، الذى لم تعلن الجماعة اسمه الحقيقى حتى الآن، والذى قال فيه، إن اللجنة مصرة على إجراء انتخابات شاملة للإخوان خلال الأيام المقبلة.
ويبقى السؤال هل الإخوان قادرة على تكرار ما قامت به من انتخابات داخلية فى تركيا داخل مصر، لتغيير القيادات الحالية، وقال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن عقد إخوان تركيا جمعية عمومية واختيار مكتب شورى جديد محاولة للهروب من الواقع، موضحاً أن إخوان إسطنبول يحاولون الهروب إلى الأمام و يتغافلون عن أزمتهم الحقيقية.
وأضاف "البشبيشى"، فى تصريح لـ"انفراد"، أن التنظيم لن يستطيع عقد انتخابات داخلية مماثلة فى مصر، حيث يعانى التنظيم من الفشل وفقدان أى أمل فى العودة للمشهد، وكذلك الضربات الأمنية والقضائية المتلاحقة، موضحاً أنه بهذه الإجراءات التى يتعمدون تصديرها للإعلام يوهمون المتابعين أنهم مازالوا بكامل قوتهم ويقومون بإجراءات تنظيمية وانتخابات.
وأشار "البشبيشى" إلى أن قيمة أن تجرى انتخابات أو إجراءات تنظيمية فى الخارج ولا تستطيع إجراءها فى الداخل، أن التنظيم يعيش فى حالة من التيه والشتات، ومصر الآن تطوى صفحة الإخوان، وهذه الإجراءات التنظيمية تمثل حالة من الهروب من أزمة التنظيم الحقيقية".
وفى نفس السياق قال طارق أبو السعد، الخبير بالحركات الإسلامية، إن فرصة الإخوان فى عقد انتخابات داخلية فى مصر، حتى لو عن طريق التمرير ، ستظل صعبة للغاية، خاصة فى ظل وجود طرف قوى داخل الإخوان يرفض تلك الانتخابات.
وأضاف "أبو السعد"، أن التنظيم سيكتفى بعقد انتخابات فى بعض الأقطار والدول التى يتواجد فيها فى الوقت الحالى، ولكن لن يتمكن من تكراره فى مصر.