بفكرة اقتصادية مميزة.. طارق صلاح يبتكر طريقة جديدة للتجارة في المنصورة.. خاطب جميع الفئات بعربة يد وأطباق فاكهة بـ5 جنيهات.. ترك عمله في الغزل والنسيج واستقل بمشروع خاص يكمل به مسيرة العمل والكفاح.. ص

بمجرد أن تزور شارع قناة السويس بمدينة المنصورة، سيجذبك مشهد بديع يتجلى فيه أجمل معاني الحب والرضا، يعبق برائحة الطيبة والخير والعطاء، تتعالى فيه ضحكات الأطفال وهم يحلقون حول عربة يد متنقلة تنعم بأطباق من الفاكهة الطازجة بخمس جنيهات، قائدها رجل خمسيني مشرق بروح أنيقة، أحب الحياة فغمرته ومنحته السعادة الأبدية. "لو أن كل إنسان فعل ما بوسعه لتجميل رقعة الأرض الصغيرة التي يعيش فوقها بالحب والتفاهم ولمسات الجمال لصار كوكبنا فتنة للأنظار".. بلمسة جمال استطاع طارق صلاح ابن محافظة الدقهلية، بفكرة مميزة ومختلفة أن يبتكر طريقة جديدة للتجارة في مدينة المنصورة، بعد أن اهتدى لبيع أطباق من الفواكه المشكلة بـ5 جنيهات فقط على عربة يد متنقلة، تاركا عمله الذي امتهنه منذ شبابه في مجال الغزل والنسيج، معلنا بمشروعه المبتكر عن مسيرة كفاحه وصموده بحثا عن التميز والنجاح. وقال طارق صلاح صاحب الـ55 عاما، لـ"انفراد"، إن فكرة المشروع لم تكن وليدة اللحظة، بل هو حلم عزيز ظل يراوده لفترة طويلة منذ أن كان يعمل في مجال الغزل والنسيج الذي عمل فيه منذ طفولته، حيث أراد الاستقلال بذاته بالعمل في مشروع خاص ومميز وغير تقليدي، يحسن من خلاله مستواه المعيشي، فاهتدى لبيع أطباق مغلفة من الفواكه المشكلة بـ5 جنيهات فقط، ليتيح الفرصة لأي شخص مهما كان مستواه الاجتماعي أن يتناول كل ما يشتهيه من فاكهة وبأقل الأسعار، ويوفر للأطفال وجبة شهية ومفيدة صحيا. "اتولدت في مصانع الغزل والنسيج.. وتركت المجال بعد أن تغير السوق.. ورزقي مكتوبلي في أي مكان".. فيضيف طارق أنه عمل لسنوات طويلة في مجال الغزل والنسيج حتى استطاع أن يتميز ويصنع لنفسه اسما بارزا فيه، وترك المجال بعد أن تغيرت طبيعة السوق وازدادت مبيعات الأطعمة والمشروبات مقارنة بالغزل والنسيج. وتابع أنه اعتمد سعر الخمس جنيهات لأطباق الفاكهة، كونها أصبحت أقل مصروف لأي طفل، فبدلا من أن يشتري بها أطعمة ومشروبات غير صحية، بإمكانه أن يشتري ما يشتهيه من فاكهة بخمس جنيهات فقط، مشيرا إلى أن المشروع يعد فكرة مميزة ومختلفة واقتصادية لم يعتاد عليها الناس، حيث استطاع أن يتيح الفرصة لهم لشراء أنواع مختلفة من الفاكهة دون تبذير في الشراء وبتكلفة بسيطة جدا. "قالولي انت فاشل ومش بدور غير على الفشل".. بهذه الكلمات تابع طارق حديثه، فقال إنه واجه صعوبات كثيرة في بداية تنفيذ الفكرة، كان أهمها رفض أسرته للفكرة، واستنكارهم الشديد لتركه عمله في مجال الغزل والنسيج والتحول لمجال آخر بعيدا كل البعد عن مجال الصناعة، مشيرا إلى أنهم لم يقتنعوا بالأمر في بدايته واتهموه بالفشل والعجز عن تحقيق النجاح، مضيفا أنهم اقتنعوا بأنه كان على حق بعد أن لامسوا النجاح الباهر الذي استطاع أن يحققه في غضون 8 أيام فقط من افتتاحه للمشروع، وقدرته على استقطاب عدد كبير جدا من أبناء المحافظة من الكبار والشباب والأطفال، الذين بهروا بالفكرة وتميزها. "المشروع أكبر من إنه يتوصف".. فأوضح طارق أنه نجح في افتتاح أكثر من فرع لمشروعه في أنحاء مدينة المنصورة، متيحا الفرصة لعدد كبير من الشباب بالعمل، سواء بالبيع على العربات المتنقلة، أو القيام بتغليف الفاكهة وتجهيزها وتعبئتها في مغسلة ومستودع تخزين الفاكهة، حيث أنهم يعملون على مدار 24 ساعة بنظام الورديات مشيرا إلى أن العربة الواحدة قد يعمل عليها أكثر من خمس شباب، فالمشروع بدأ بفكرة بسيطة ومميزة وبأقل التكاليف وفي غضون أيام معدودة أصبح للمشروع بصمة وذكرى مميزة في كل منزل بمدينة المنصورة، مؤكدا أنه سيسعى نحو تحقيق المزيد من التفوق والنجاح؛ ليكون له فروع في جميع محافظات مصر. وقالت سحر أمين زوجة طارق، إنها تفاجأت عندما عرض عليها زوجها فكرة تركه لمجال الغزل والنسيج ورغبته في العمل على عربة يد متنقلة لبيع الفاكهة، مشيرة إلا أن اعتراضها كان سببه أن المشروع غير مربح والفكرة جديدة وغريبة بعض الشيء على الطبيعة الشرائية لأهالي المنصورة، مضيفة أن برغم اعتراضها في بداية افتتاح المشروع إلا أنها سعيدة وفخورة اليوم بعد النجاح الذي حققه طارق في مشروعه البسيط الذي استطاع من خلاله أن يخاطب جميع الفئات مدخلا البهجة والسعادة على قلوب جميع الناس. وعبر أحمد محمود أحد الشباب العاملين مع عم طارق في المشروع عن سعادته البالغة لما حققه المشروع من نجاح كبير في مدينة المنصورة، مشيرا إلى أنه كان يعمل في أحد مخازن الأدوية وعندما رأى عم طارق يقف على العربة ويبيع أطباق الفاكهة بخمس جنيهات فقط، نالت الفكرة إعجابه وقرر أن يترك عمله في المخزن ويعمل مع عم طارق. وتابع أن عم طارق، يحاول من خلال المشروع أن يخاطب جميع الفئات ويستقطبهم لشراء الفاكهة دون عناء، كما أنه يشجع جميع الشباب على العمل معه بعد أن نجح في تكبير المشروع وافتتاح أكثر من فرع بعربات يد متنقلة على الطراز الحديث تنعم بأطباق الفاكهة بكل أنواعها بخمس جنيهات فقط في عدة مناطق متفرقة بمدينة المنصورة.