بالصور.. مفاجأة.. مستشفى ختان السويس المغلق يستقبل المرضى ويتحدى قرارات وزير الصحة والمحافظ.. "انفراد" يرصد تحدى إجراء عمليات الختان.. ومدير الصحة بالسويس: تشكيل لجنة للفحص

قام "انفراد" بجولة مفاجئة، أمس الاثنين، لمستشفى خاص بالسويس صادر لها قرارات من وزير الصحة ومحافظ السويس بإغلاقها عقب وفاة ميار محمد موسى ضحية ختان الإناث، التى أجرت العملية بالمستشفى، وخلال تواجدنا على مدى 5 ساعات كاملة تبين أن المستشفى يعمل ويستقبل مرضى على عكس تصريحات المسئولين بالسويس أنه مفلق.

وفور دخول "انفراد" للمستشفى الخاص تلاحظ أنه ممنوع الاقتراب من السلم الخاص بالمستشفى لأن مسئولى الطب الحر قاموا بإغلاقه عقب قرار وزير الصحة، لكن فوجئنا أن الأسانسير يعمل ويصعد من خلاله المرضى إلى الدور الثالث موقع الاستقبال بالمستشفى، كما أن الإضاءة فى كل مكان متوفرة.

وتلاحظ خلال تواجدنا بمدخل المستشفى أنه لا توجد لافتة معلقة تشير إلى أنه صادر قرار بإغلاق المستشفى، على العكس تماما فإن كل شىء يسير بشكل طبيعى، ولا تبدو أى ملامح لوجود قرار إغلاق، بالرغم من صدور قرار من وزير الصحة وقرار من محافظ السويس اللواء أحمد الهياتمى بالإغلاق والذى أعلن أنه لن يتراجع عن قراره.

وبصعودنا إلى الدور الثالث فوجئنا بثلاثة موظفات استقبال يعملن بشكل طبيعى، ويوجد ثلاثة مرضى متواجدين باستراحة الاستقبال، بجانب وجود اثنين من الأطباء واثنين من عاملات النظافة الذين كانوا يجمعون المخلفات من المستشفى، وهى مخلفات يوم عمل كامل داخل المستشفى الخاص التى كان من المفترض أن يكون مغلق بقرار وزير الصحة.

كما رصد "انفراد" قيام إدارة المستشفى بوضع أسماء الأطباء المتعاقدين معهم للكشف الطبى على المواطنين بشكل طبيعى أمام الاستقبال بالمستشفى، ومن بينهم المقيمين من خارج السويس ويأتون إلى المستشفى لإجراء الكشف الطبى على المرضى، ومن يدخل المستشفى سيلاحظ التوتر على وجوه العاملين فور رؤيتهم لأى شخص غير معروف لهم ويقومون على الفور بسؤاله "لماذا أنت هنا؟" بطريقة عصبية خشية أن يكون الشخص من العاملين بوسائل الإعلام كما حدث معنا.

وقالت مريضة طلبت عدم ذكر اسمها إنها قامت بحجز كشف طبى بالمستشفى بـ150 جنيها لدى طبيب قلب يأتى كل أسبوع مرتين بالمستشفى، وقام العاملون بالاستقبال بأخذ ثمن الكشف ومحدش قالنا مفيش كشف عن الدكتور.

ويؤكد عبد الحميد سيد مريض "إننى جئت للحجز لدى طبيب، لكنى لم أكن أعلم أن المستشفى متهم بإجراء عمليات ختان إناث، والتى توفيت داخله فتاة بالسويس خلال الأيام الماضية بسبب عملية ختان.

وكانت والدة "ميار محمد مرسى" ضحية ختان الإناث بالسويس قامت بالإدلاء بأقوال جديدة كاملة أمام النيابة العامة بالسويس، كشفت من خلالها تفاصيل قيام المستشفى الخاص التى أجريت بها العملية بمحاولة التخلص بأى طريقة من الفتاة ميار عقب وفاتها وإخراجها من المستشفى، ومحاولة مسئولى المستشفى التأثير على مفتش الصحة بالسويس من أجل الموافقة على دفن الفتاة.

وأكدت الأم فى اعترافتها أنه بالرغم من أن إدارة المستشفى حررت تذكرة دخول واحدة لابنتى ميار التى توفيت، لكن قامت شقيقة ميار بإجراء عملية جراحية فى نفس يوم وفاة ميار وبنفس التذكرة بالمستشفى.

وأكد مصدر بالنيابة العامة بالسويس أن المسئولين بالمستشفى الخاص قالوا خلال التحقيقات إنهم قاموا بإجراء عملية لميار فقط، ولم يذكروا شقيقتها وأكدوا أنه تم تحرير تذكرة واحدة خاصة بإزالة كيس دهنى لـ"ميار" ضحية الختان.

من جانبه قال الدكتور لطفى عبد السميع مدير الصحة فى السويس إن المستشفى الخاص الصادر له قرار من وزير الصحة والنيابة العامة بالغلق بعد إجراء عملية ختان لا يزال مغلق امتثالا للقرار.

وأوضح د.لطفى عبد السميع أنه أوفد لجنة طبية برئاسة د.يوسف خليفة مدير إدارة الطب الحر بالمديرية وضمت عضو بالتفتيش وآخر بالشئون القانونية وتوجهوا للمستشفى وتبينوا أنه ما زال مغلقا تنفيذا لقرار وزير الصحة فى 31 مايو الماضى، ولا صحة لما تردد عن عمل المستشفى سرا.

وأضاف وكيل وزارة الصحة أن مدير المستشفى قدم أوراق تفيد أنه تلافى المخالفات والسلبيات والقصور فى أقسام المستشفى، والتى كشفها تقرير متابعة لإدارة العلاج الحر قبل واقعة الختان بثلاث أسابيع، وصدر قرار بغلقها إلا أن مدير الشئون القانونية فى المديرية تقاعس عن تنفيذه، وتمت إحالته للشئون القانونية بالمحافظة للتحقيق معه.

كانت النيابة العامة فى السويس قد قررت فى 31 مايو الماضى غلق المستشفى بعد وفاة الطفلة ميار 17 سنة، عقب إجراء عملية ختان لها بحسب ما أفاد التقرير الطبى الذى أعده د.صدقى سيدهم مفتش الصحة فى السويس، واتهمت النيابة والدة الطفلة بإحداث جرح أفضى إلى موت والقتل الخطأ، كما وجهت تهمة إصابة أفضت إلى موت لطبيب التخدير، والطبيبة التى أجرت العملية وهى هاربة.

وكشف د.عبد السميع أنه سيشكل لجنة برئاسته لفحص المستشفى الأسبوع المقبل، لإعادة تقييمها، يعقب ذلك عرض مذكرة شارحة لوزير الصحة ومحافظ السويس وإدارة العلاج الحر بالوزارة، لإبداء رأيهم فى فتح المستشفى مرة أخرى من عدمه.