قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال إن زيارة وزير الخارجية العراقية الدكتور إبراهيم الجعفرى للقاهرة مؤخرا جاءت لإطلاع القيادة المصرية على مستجدات الأوضاع والجهود التى تبذلها الحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب.
وأكد أن مصر حليف أساسى ورئيسى للعراق فى مسألة التصدى للإرهاب وخاصة أن الدولة المصرية أصبحت مستهدفة فى الفترة الأخيرة من التنظيمات المتطرفة التى تتعاون وتنسق مع تنظيم داعش، مشيرا إلى أن القاهرة معنية بمحاربة وتصدى العراق للإرهاب ولابد من إطلاعها على جهود الحكومة العراقية للتصدى للإرهاب والقضاء عليه، على حد تعبيره.
وأكد جمال فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من العراق، مساء الأربعاء، أن وزير الخارجية العراقية قام بزيارات مهمة حاملا رسالة من رئيس الوزراء العراقى للقادة فى مصر والأردن ولبنان للتباحث حول مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية وتنسيق المواقف مع تلك الدول.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية الأنباء التى تناقلتها وسائل الإعلام حول استدعاء الجزائر لسفير بغداد لديها، مؤكدا أن الخارجية الجزائرية لم تستدع السفير العراقى لديها وأن ما يروج يأتى فى إطار حملة إعلامية مفبركة تحاول استهداف سفارة العراق لدى جمهورية الجزائر، مؤكدا أن السفارات العراقية على مستوى العالم لا تنشر التشيع أو أى مذهب أو توجه دينى.
وأوضح أن سفارات بغداد بالخارج معنية بالعلاقات الدبلوماسية والقنصلية ولتطوير العلاقات الثنائية مع دول العالم، وأنها ترتبط بالخارجية العراقية التى تمثل النهج العام للدولة العراقية بكل مكوناتها وطوائفها.
وأشار لوجود محاولات غير مبررة تقف خلفها أطراف معينة تزيد التأثير على العلاقات العراقية الجزائرية التى وصلت إلى درجة كبيرة من النضوج، موضحا أن هناك بعض الإعلانات التى تنشرها سفارات العراق بالخارج بخصوص تقديم تسهيلات للمواطنين الجزائريين أو غيرهم ممن يرغبون فى زيارة العتبات المقدسة فى العراق وأن الأمر ليس له أى علاقة بنشر أى مذهب سواء سنى أو شيعى، موضحا أن العراق يسعى لتعزيز الجانب السياحى للعراق لاسيما السياحة الدينية مع العرب، مشيرا إلى أن الإعلان المنشور لتسهيل الدخول لزيارة المناطق الدينية تعنى كل المناطق المتواجدة فى العراق سواء لأصحاب المذهب السنى أو الشيعى.
وبسؤاله حول التقارير الإخبارية التى تتحدث عن تورط الحشد الشعبى فى جرائم بحق السنة، أوضح أن "الحشد الشعبى" يعد جزءا من منظومة الدفاع الوطنى العراقى ولا تعتبر ميليشيات، واصفا إياه بالهيئة التى ترتبط بقانون الدولة وتأتمر بأوامر رئيس الوزراء العراقى وميزانيتها تعتمد من الحكومة العراقية وفق ما أقره مجلس النواب العراقى، موضحا أن بعض وسائل الإعلام تحاول لصق تهمة الطائفية بالحشد الشعبى، موضحا أن قوات الحشد هبت لاستعادة الأراضى من تنظيم داعش وتعد ظهيرا وسندا قويا للقوات العراقية، مشيرا إلى أن مهمة الحشد الشعبى فى الفلوجة كانت منحصرة فى المناطق الخارجية أو الشريط المحيط بالمدينة، مؤكدا أن الحشد الشعبى لم يشارك فى اقتحام مركز المدينة فجاهز لمكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية هى التى اقتحمت وتبقى بعض الجيوب الضيقة التى يتم التعامل معها.
وأوضح أن السفير السعودى لدى العراق قام ببعض الأمور التى تخرج عن سياق المهام الموكلة لعمل البعثات الدبلوماسية والسفراء وأنه ليس من شأن أى سفير أن يبدى رأيه فى الأمور الداخلية للدولة المستضيف، مشيرا إلى أن تصريحاته لوسائل الإعلام السعودى وعلى صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى تعد تدخلا خطيرا، مؤكدا أن العراق بلد له سيادة ويرفض التدخل فى الشئون الداخلية وأن الخصومات بين البلدين لابد أن تحل بعيدا ولن تسمح أن يكون العراق ساحة للتراشق الاتهامات وتفعيل الخصومات بين دول المنطقة.
وبسؤاله عن سبب تواجد قاسم سليمانى فى العراق رد قائلا: "يوجد المئات من المستشارين العسكريين الذين استعان بهم العراق فى حربه ضد الإرهاب منهم امريكان وكنديين وروس وإيرانيين"، مؤكدا أن إيران دولة وقفت إلى جانب الحكومة العراقية للتصدى للإرهاب وساندت حكومة بغداد فى محاربة "داعش" ومن الطبيعى وجود عدد من المستشارين مع القوات الأمنية العراقية، وأن تواجد المستشارين يتم بالتنسيق والموافقة من الحكومة العراقية التى يحق لها أن تستعين بمن تشاء من المستشارين، مطالبا الدول التى ترفض تواجد مستشارين عسكريين فى العراق أن تساهم فى التصدى للإرهاب بشكل فعال.