أجرى وزير الدفاع البريطانى بن والاس ونظيره الروسى سيرجى شويجو اجتماعا اليوم وسط تصاعد التوترات حولأوكرانيا، وتأتى زياة والاس بعد يوم من زيارة وزيرة خارجية بريطانيا لموسكو حيث اجتمعت مع نظيرها الروسى سيرجى لافروف لمناقشة التطورات.
أخبر وزير الدفاع البريطانى بن والاس نظيره الروسى أنه يأمل فى أن تسود الدبلوماسية وسط مواجهة بشأن أوكرانيا، لكنه أقر بأن العلاقات بين لندن وموسكو فى اسوأ حالاتها حاليًا.
وفى حديثه بعد المحادثات فى موسكو، قال والاس: "آمل أنه من خلال التحدث اليوم وبدء تلك العلاقة، التى كانت بنسبة 0 فى المائة، يمكننا حل عدد من القضايا التى أثارتها... من خلال الدبلوماسية، من خلال أخرى ومن خلال إجراءات بناء الثقة ".
وأضاف: "يجب ألا نصل إلى مرحلة من سوء الفهم وخطأ الحسابات"
قال وزير الدفاع بن والاس إنه "لم يكن هناك أى صمم أو عمى على الإطلاق" فى محادثاته مع نظيره الروسى سيرجى شويجو، واصفا إياها بالمناقشات "البناءة والصريحة" التى يأمل أن تخلق أجواء أفضل بين الجانبين.
وردا على سؤال حول وصف وزير الخارجية سيرجى لافروف لقائه مع ليز تروس بأنه محادثة بين "الصم والبكم"، قال والاس: "أعتقد أن الوزير لافروف بارع فى هذه الأنواع من الارتباطات وإبداء تلك الأنواع من التعليقات"
وقال والاس: "فى مناقشتنا لم يكن هناك أى صمم أو عمى على الإطلاق، نحن كوزراء دفاع نتحمل مسؤولية عواقب ما يحدث فى النزاع نحن نتعامل مع الحقائق ونتعامل مع القضايا التى لدينا لأنه من مصلحتنا حل ذلك"
وأضاف: "أعتقد أننا أجرينا مناقشة بناءة وصريحة وآمل أن تكون قد ساهمت فى خلق جو أفضل ولكن أيضًا فى خفض التصعيد، ولكن لا يزال هناك طريق كبير يجب أن نقطعه بيننا".
ورد وزير الدفاع البريطانى على ارسال عدد من الأسلحة الة أوكرانيا مشيرا إلى انها "غير خطيرة"، وقال: "الأسحلة التى أرسلناها لأوكرانيا دفاعية وقصيرة المدى ولا تشكل بأى حال خطرا على أى دولة.. كمت أن لقوات التى أرسلناها إلى أوكرانيا لغايات تدريبية ستعود قريبا"
وحاول والاس إزالة التساؤلات الروسية عن خطط بريطانيا وموقفها من التوترات فى المنطقة قائلا: " لا خطط لإرسال 600 عنصر من قواتنا الخاصة إلى أوكرانيا"
من جانبه اكدوزير الدفاع الروسيسيرجى شويجو خلال محادثاته مع نظيره البريطانى بن والاس، على أن موسكو ليست من يتحمل المسؤولية عن تفاقم الوضع الأمنى فى أوروبا
وقال شويجو، خلال استقباله والاس اليوم الجمعة: "الوضع السياسى العسكرى فى أوروبا يزداد توترا أكثر فأكثر ليس بسببنا إطلاقا. لا نفهم فى بعض الأحوال سبب تصعيد هذه التوترات لكننا نرى أنها تتصاعد"..
وأكد شويجو أنه يرغب خصوصا فى مناقشة مبادرة الضمانات الأمنية التى تقدمت بها روسيا إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو فى ديسمبر الماضى،مرجحا أن ترد موسكو قريبا على الوثائق التى تلقتها من الغرب ردا على اقتراحاتها.
واقترح وزير الدفاع الروسى على الغرب "الإسهام فى خفض هذه التوترات والكف عن ضخ أسلحة إلى أوكرانيا"، مشيرا إلى أن صادرات الأسلحة إلى هذا البلد "تأتى علنا ومن جميع الأطراف".
وتابع: "لا نفهم ما هو الهدف من وراء ذلك، وبودنا أيضا إدراك هدف إرسال بريطانيا قوات خاصة إلى أوكرانيا وكم من الوقت سيتسمر تواجدها هناك؟".
وذكّر شويجو نظيره البريطانى بـ"التجربة المؤسفة لضخ أسلحة إلى بعض الدول"، مشيرا إلى أن حلف الناتو خلال انسحابه من أفغانستان العام الماضى خلف هناك أسلحة ومعدات عسكرية تصل قيمتها 80 مليار دولار تقريبا.
وحذر الوزير من أن هذه الأسلحة، منها صواريخ مضادة للدبابات والجو، تشكل اليوم دون أدنى شك خطرا، فى ظل ارتفاع عدد عناصر "داعش" فى أفغانستان بضعفين فى الآونة الأخيرة.
وبدوره اقر شويجو بأن مستوى التعاون بين روسيا وبريطانيا تدهور بشكل حاد فى السنوات الأخيرة ويقترب من نقطة الصفر، مبديا أسف موسكو بهذا الشأن.
وقال: "لا نرغب فى ذلك، ولهذا السبب آمل فى مناقشة الملفات الأكثر إلحاحا معكم دون المزيد من تأجيج التوترات ورفع درجة الحرارة فى العلاقات بين روسيا ودول حلف الناتو وخصوصا بريطانيا نظرا لتجربة تعاوننا القتالى التاريخية".
وأشار وزير الدفاع إلى أن الغرب فى تصريحاته العلنية يركز أكثر فأكثر على المسائل التى "يمكن تسويتها بشكل هادئ ضمن الحوار بين جميع الدول ودون التهديد بفرض عقوبات".
يرى الغرب أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف عسكرى عند حدود أوكرانيا تمهيدا لغزو هذا البلد، مطالبا موسكو بسحب هذه القوات عن حدود أوكرانيا.