رسائل كثيرة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى معرض مصر الدولى للبترول «إيجبس»، تتعلق بالتنمية والطاقة ومستقبل العالم وأهمية اتخاذ خطوات جادة من دول العالم لمواجهة التغير المناخى، خاصة أنها لم تعد قضية هامشية لكونها تتعلق بحياة البشر وحاضرهم ومستقبلهم.
وسبق وأكد الرئيس أمام قمة المناخ الـ26، أهمية أن تلتزم الدول الصناعية بتعهداتها تجاه تحسين المناخ، من خلال سداد 100 مليار دولار لعلاج تحولات المناخ فى العالم، والتى تدفع ثمنها قارة أفريقيا بشكل أساسى، وأمام مؤتمر البترول أكد الرئيس أن أفريقيا لأسباب تاريخية تأخرت، ولا تزال تدفع ثمن المراحل الاستعمارية، عندما تم استغلال مواردها لعقود طويلة، والقارة فى الوقت الراهن أقل قارات العالم تقدما وفى مستوى الدخل، واتساع الفقر والتخلف والجهل، ومن أبرز الملفات التى تعكس هذه المعاناة ملف الطاقة، حيث يعيش نصف سكان أفريقيا من دون طاقة، ويموت 400 ألف سنويا بسبب استخدام المواد الأولية فى الإشعال، وبالتالى لا يمكنهم فى هذه الحالة أن ينتقلوا إلى الطاقة المتجددة، وهنا تحتاج دول أفريقيا إلى الكثير حتى يمكنها الاستفادة من الطاقة، ويقول الرئيس إن أكثر من 50 دولة أفريقية تحتاج إلى تنفيذ متطلبات الطاقة الجديدة والمتجددة خلال 20 - 30 سنة مقبلة، وتساءل: هل هذه الدول جاهزة لذلك؟، مشيرا إلى أن هذا النقص فى التنمية ينعكس على عدم الاستقرار، وتنامى الإرهاب والتطرف بسبب الفقر ومحدودية القدرات، داعيا الشركات الكبرى للطاقة باعتبار هذه الرسالة أخلاقية وسياسية فى الأساس.
وهنا تبرز تحركات مصر فى قمة جلاسكو وأيضا فى إعلان تنظيم قمة المناخ الـ27، حيث إن أفريقيا نسبة الانبعاثات منها لا تتجاوز 2%، بينما تدفع ثمن التلوث والتغير المناخى، وفى قمم سابقة تعهدت الدول الصناعية بتقديم 100 مليار دولار لمساعدة الدول النامية والفقيرة فى تخطى تأثيرات التغيرات المناخية والتلوث والانبعاث الحرارى، ولم تلتزم الدول الصناعية الكبرى بتعهداتها السابقة، وهذه المبالغ يمكن أن تساعد دول أفريقيا فى الاتجاه إلى بناء بنية أساسية للطاقة الجديدة والمتجددة، أو الطاقة التى تمكنها من التنمية والتصنيع واستغلال ثرواتها، وتعد قمة المناخ فى مصر فرصة لطرح قضية تغير المناخ، ومواجهتها بجدية، من خلال وفاء الدول المسؤولة بتعهداتها تجاه إصلاح ما تسببت فيه.
ويقول الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مؤتمر المناخ المقبل فى مصر يحتاج إلى صدور قرارات موضوعية ومتوازنة وعادلة، حتى لا تدفع شعوب القارة الأفريقية الثمن مرتين للظروف التى مروا بها، وهنا فإن مصر تواصل طرح قضية وصوت أفريقيا، التى دفعت ثمن الاستعمار والنهب الاستعمارى على مدى عقود، وتدفع الآن ثمن التلوث الناتج عن أنشطة وتنمية الدول الصناعية.
وضرب الرئيس مثلا بتجربة مصر التى أنفقت مليارات على البنية الأساسية من أجل تحسين جودة الحياة ورضا المواطن، ووجه رسالة إلى العالم المتقدم، أن أفريقيا تحتاج إلى أن تحصل على حقها فى التنمية، وأن القارة تمثل سوقا من مليار ونصف المليار، لكنهم يحتاجون إلى الكثير، وعلى الدول الصناعية أن تسدد التزاماتها تجاه القارة، فيما يتعلق بتحسين المناخ ومواجهة التغيرات والتلوث، واعتبر هذا الأمر رسالة أخلاقية وإنسانية، فضلا عن أنها اقتصادية وسياسية، ومراعاة أن القارة الأفريقية تحتاج إلى بنية أساسية وتنمية، ومرحلة انتقالية للانتقال إلى حالة أخرى وتقدم وتطور، حتى يمكن لشعوب القارة أن تعيش وتستغل ثرواتها مثلما تعيش الدول الكبرى.. وهذه رسالة مؤتمر المناخ المقبل فى نوفمبر.