شن قيادات الجماعة الإسلامية، هجوما عنيفا على الإخوان وقياداتها الحالية، بعدما استمرت الأخيرة فى دعوات التمسك بـ"محمد مرسى"، واصفين تمسك الإخوان بأهدافهم بالبدعة التى تشبه بدعة الروافض.
فى البداية قال عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن إعادة مرسى إلى منصبه واجب شرعى لكنه يسقط بالعجز كغيره من الواجبات، والغلو فى هذا الأمر وجعله مناط الولاء بدعة تشبه بدعة الروافض القائلين بإمامة رجل يزعمون أنه دخل سردابا وينتظرونه منذ أكثر من اثنى عشر قرنا ويجعلون الإيمان به وبوجوده وخروجه وأحقيته بالإمامة ركنا لا يصح الإسلام إلا به.
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"أما تكرار الحديث عن عودته وإعادته دون الإعداد لتحقيق ذلك بل دون وجود رؤية لكيفية حدوث ذلك فلو أحسنا الظن (جدا جدا) بفاعليه لقلنا إنهم دراويش، وهناك احتمال آخر وهو أنهم لا يسعون أصلا لإعادة الرجل سواء لتيقنهم بالعجز أو خوفهم من زيادة التضحيات أو غير ذلك ولكنهم يرفعون (قميص) مرسي لأهداف حزبية ضيقة،
بحثت فلم أهتد لاحتمال ثالث، فلا تكن (بهلولا) من (البهاليل) وتحدثنى عن التوكل والثقة مع عدم الأخذ بالسبب".
واستطرد :"في أكثر من مناسبة وباستخدام أكثر من وسيلة حاولت أن أدلى بدلوي في كيفية التعامل مع مشكلة ضعف وعجز الأمة، وهناك حالة تربص شديدة لدى قطاع من هؤلاء الاسلاميين بأي فكرة أو مقترح أو خطة أو حتى نصيحة ، لا يتوقف الأمر عند رفض الأخذ بمشورة ما بل يتعداه لمحاولة تشويه الفكرة ذاتها ثم يتخطى كل الحدود والآداب العامة والأخلاق والأعراف والدين ذاته ليتحول إلى هجوم على القائل وتشويهه وما اتهامات العمالة والخيانة التي امتلأت بها أدبيات بعض الصغار إلا ترجمة لما أقول".
وفى السياق ذاته، طالب سمير العركى، القيادى بالجماعة الاسلامية، وعضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، الإخوان بالاعتراف بالفشل، وإجراء حركة مراجعات شاملة قائلا:"رغم كل ما قيل عن المؤامرات التى حيكت بمهارة من أجل إفشال تجربة الحركة الإسلامية، إلا أنها لا تعفى عموم الإسلاميين من تحمل مسؤولية الفشل، مهما حاول البعض تجاوز هذه الحقيقة بحجج مختلفة، أو طمسها بدعوى أن ما حدث جزءا من بلاء دائم ومستدام كتب على الحركة الإسلامية أن يستمر معها ويلازمها!".
وأضاف العركى فى مقال لهن أن هذا الفشل يستوجب إجراء حركة مراجعات ضخمة داخل الحركة ليس من أجل خلع ملابسها قطعة قطعة، بل لتصويب وتصحيح مسيرتها ، كما أنها تتجاوز الصخب الدائر حول ثنائية الدعوي والحزبي والفصل بينهما ، لتصل إلى البنية الفكرية التي حكمت رؤى الإسلاميين على مدار عقود مضت.
وأوضح أن الحركة الإسلامية أحوج ما تكون إلى ثورة فكرية تنسف مفاهيم الخطاب السياسى المؤول والمبدل الذى ساد لعقود، وتعمل على إحياء مفاهيم الخطاب السياسى الشرعى وفى موازاة ذلك عليها أن تمتلك الشجاعة لتتبرأ أمام الأجيال الحالية والقادمة من أخطاء رموز وقيادات.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن كل حلفاء الإخوان و بعد مرور و قت ليس بالقصير أدركوا أنهم كانوا ضحايا خداع التنظيم لهم خاصة خيرت الشاطر الذى أقنعهم بأن الإخوان يدافعون عن الإسلام و المشروع الإسلامى و الآن كل هذه الشخصيات و القيادات استفاقت من غفلتها و أيقنت أن الإخوان تنظيم انتهازى لا يعمل إلا لحساب نفسه فقط أما هؤلاء الحلفاء فكانوا مثل المحلل كى لا يبدو للناس أن تنظيم الإخوان وحده فى المعركة.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أنه كان متوقعاً أن يقفز حلفاء الإخوان من سفينتهم البالية الغارقة بعدما اكتشفوا زيف و خداع الإخوان لهم.