رغم أنه يمتلك حزبا سياسيا مؤثرا وأمامه العديد من القنوات الشرعية والصحف، إلا أن رجل الأعمال نجيب ساويرس، فضل الحديث عن وضع الأقباط فى مصر بمؤتمر فى أمريكا نظمته منظمة التحالف القبطى الدولى متهما الحكومة بتعمد إخفاء تعداد الأقباط حتى لا يطلبوا مناصب قيادية، وذلك فى العاصمة الأمريكية واشنطن منذ أيام، كما أعلن فى المؤتمر نفسه دعمه للمرشح المتطرف دونالد ترامب الذى أظهر عداءا واضحا للعرب والمسلمين.
تصريحات ساويرس المثيرة للجدل، تطرح السؤال لماذا فضل الحديث عن الأقباط فى أمريكا وهل يود توجيه رسائل معينة من وراء ذلك؟.
الدكتور مينا بديع عبد الملك، الأستاذ بالجامعة الأمريكية وأحد أراخنة الأقباط، أبدى تعجبه من قبول ساويرس الدعوة للحديث فى هذا المؤتمر الذى اعتبر الأقباط المصريين أقلية، مؤكدا أن رجل الأعمال الشهير لديه الشجاعة الكافية للحديث عن ذلك فى مصر خاصة أن الكلام فى تلك القضية لم يعد مخيفا.
عبد الملك قال لـ"انفراد"، إن الحكومة لا تتعمد إخفاء تعداد الأقباط مثلما ادعى ساويرس، معتبرا أن قضية تعداد الأقباط ليس قضية محورية خاصة أن حكومة محلب عرضت عليه منصب وزير البحث العلمى أثناء تشكيلها عام 2014 ولم يتفقوا على التفاصيل.
واعتبر عبد الملك، أن وزير مسلم يدافع عن حقوق الاقباط ويعمل بضمير وكفاءة أفضل من 10 وزراء مسيحيين، مؤكدا أن الأمر لا علاقة له بالدين بل بالكفاءة فالسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المسيحية تعمل بجد وتحظى باحترام الجميع وتقديرهم.
أما المفكر القبطى كمال زاخر مؤسس التيار المسيحى العلمانى، فرأى أن ساويرس قبل دعوة المؤتمر وتحدث كمواطن رافضًا تحميل كلامه فى أمريكا أية دلالات أو اعتبارات سياسية.
"زاخر" اتفق مع فكرة اخفاء الحكومات المتعاقبة تعداد الأقباط، لكنه فى الوقت نفسه رفض أن يرتبط عددهم بالحصول على مناصب أكبر لأن تلك القاعدة تنفى فكرة المواطنة التى تعلى من شأن الكفاءة على حساب الدين واللون والجنس، كذلك رفض أيضا وصف الأقباط بالأقلية وقال لـ"انفراد"، إن تعداد الأقباط يتراوح ما بين 15 و20% من تعداد السكان بمصر ووصفهم بالأقلية يعنى إنهم أقل من ذلك بكثير.
وتابع : "إذا كان حصول الأقباط على حقوقهم مرتبط بعددهم إذن نحن أمام كارثة، لكننا نحتاج لضبط مصطلح الاقلية"، مؤكدا أن الدولة لا تمارس اضطهادا ممنهجا ضد الأقباط فى مصر بل هناك تمييز ، مضيفا: "بعض الأجهزة تسيطر عليها رؤى دينية فتمارس نوعا من الاضطهاد لكن ليس لدينا نصوص قانونية تنص على استبعاد الاقباط من المناصب أو غيرها".
كان ساويرس قد هاجم الحكومة المصرية ووصف الأقباط بالأقلية، وذلك فى مؤتمر منظمة التحالف القبطى الدولى، كما نشبت خلافات بين منظمى المؤتمر والمشاركين له فاتهمت فاطمة ناعوت المنظمين بالاستقواء بالخارج ومحاولة تشويه صورة مصر فى الخارجية الأمريكية وهو ما نفاه مجدى خليل أحد القائمين على المؤتمر.