وزير خارجية السودان فى حضرة دبلوماسيين وسياسين مصريين: حلايب لن تحل إلا بالحوار ومن لديه أسماء إخوان موجودن لدينا يقدماها لنا ويحاسبنا تأكدنا من سلامة سد النهضة رصدنا محاولات إيرانية لنشر التشيع

حل مشكلة حلايب لن يكون إلا بالحوار.. ومن لديه أسماء أخوان موجودن فى السودان فليقدماها لنا ويحاسبنا بعد ذلك.. وسد النهضة فى مصلحتنا وتأكدنا من سلامته..ورصدنا محاولات إيرانية لنشر التشيع فى بلدنا وأفريقيا.. تلك كانت الرسائل الأربعة التى خرج بها الدبلوماسيين والسياسيين والصحفيين الذين التقوا الدكتور إبراهيم غندور وزير خارجية السودان فى لقاء نظمه سفير الخرطوم بالقاهرة عبد الحليم على المحمود بمنزله مساء أمس السبت.

اللقاء الذى حضرته انفراد، حضره عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ونبيل فهمى وزير الخارجية السابق، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الاسبق، والدكتور مصطفى الفقى، ومكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، والدكتور سيد بدوى، رئيس حزب الوفد، ويحيى قلاش نقيب الصحفيين، والدكتور ماجد الشربينى وعماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق. عتاب مصرى على السودان وشهد اللقاء عتاباً مصرياً من جانب الحضور على السودان وعدم وقوفها بجانب مصر، فى عدد من الأزمات من بينها سد النهضة، وبدأ اللقاء إبراهيم غندور بالحديث عن علاقته بمصر والتأكيد على جذوره المصرية، وأنه يكن لمصر حباً وله بها ذكريات وأنه كان يزورها تقريباً شهرياً، وهذه هى المرة الأولى التى يأتيها كوزيراً لخارجية السودان بدعوة من نظيره المصرى سامح شكرى للتباحث حول كيفية تجهيز عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسا البلدين والتى ستعقد فى الربع الأول من الشهر الجارى، أى قبل نهاية مارس المقبل، مؤكداً على العلاقات التاريخية والأزلية بين القاهرة والخرطوم، وقال " دائماً العلاقة ستظل فى المكان الصحيح لأنها مبنية على قاعدة شعبية".

وأشار غندور إلى أن مباحثاته مع الوزير سامح شكرى أتسمت بالعمق والشفافية الكبيرة، حيث تناولت كل ما يتعلق بالعلاقات بين مصر والسودان، لافتاً إلى أنه شهد توافقاً فى وجهات النظر فى الموضوعات التى كانت محل تباحث، التى بدأت بالمعابر الحدودية وأوضاع السودانيين فى مصر، وكل الأمور الآخرى، وقال " تحدثنا ونحن نضع نصب أعيننا أن العلاقات تمضى لأحفاد أحفادنا، لأن السودان ومصر سيظلا مرتبطان، لأن السودان القوى مهم لمصر، كما أن مصر القوية سند للسودان وقوتها، وهذا هو المخرج الرئيسى الذى تحدثنا به، كما ناقشنا الوضع فى اليمن وليبيا وسوريا والخليج العربى، وقضية السعودية وإيران، وأتفقنا على أن نمضى ونذهب لمسافات أكبر فى العلاقة".

850 مليون دولار حجم التبادل بين مصر والسودان وأضاف غندور " نتمنى أن تسمح الظروف الأمنية بالبلدين بأنسياب الحركة بين البلدين، كما أتمنى أن يرتفع حجم التبادل التجارى، لأن 850 مليون دولار الحجم الحالى للتبادل تجعلنا فى حاجة للتوارى خجلاً، لانه يجب أن يكون المبلغ متضاعف أكثر من ذلك بكثير ".

وأشار غندور إلى أن السودان الأن أمن، وقال " نتطلع ليكون السودان قوياً فى محيطه، لأنه محاط بدول بها اشكالات، فجنوب السودان بها حرب منذ 15 ديسمبر 2014، والسودان شريك فى عملية السلام بالجنوب، كما أن مصر شريك أيضاً فى وضع تنفيذ اتفاقية السلام محل تنفيذ، ونحن فى الخرطوم نعتبر جنوب السودان هام جداً لنا، ولدينا مسئولية أخلاقية تجاه السلام فى الجنوب، وبالاضافة إلى جنوب السودان فهناك قضية ليبيا التى تشغلنا، وكما هو معروف فبعد انهيار النظام السابق تسلل السلاح لدول الجوار، ومصر قد أصابها رذاذ من هذا، وعملت السودان على حراسة الحدود لأن ليبيا يمكن أن تكون مهدد أمنى كبير جداً فى ظل الظروف التى نعيشها ".

السودان يلعب دور فى العالم العربى والشرق الأوسط وبعد مقدمة وزير الخارجية السودانى بدأ الحضور فى توجيه بعض التعليقات، وكانت البداية من عمرو موسى، الذى استهل حديثه بالتأكيد على وجود تطوراً كبيراً فى السياسة الخارجية السودانية، وقال " تعاملت مع الدبلوماسية السودانية وأعلم مدى انضباطها وكفاءتها، ومن يتابع الدبلوماسية السودانية يرى استدارة كبيرة فى السياسة الخارجية السودانية فى صلاتها بالمنطقة، وموضوع سد النهضة الذى يشهد عمل كبير نتمنى أن ينتهى لما نتوخاه من مصالح مشتركة".

وأشار موسى إلى أن السودان يلعب دور فى العالم العربى والشرق الأوسط، كما أن دوره فى عاصفة الحزم باليمن كرد فعل لحركة أقليمية حديثة بها تهديدات كثيرة، كما أن هناك دور نشط للسودان ليس فى الجوار المباشر فقط وأنما على مستوى أوسع، وكذلك فيما يتعلق بالحركة السائدة فى الشرق الأوسط منذ نشوب النزاعات المفتعلة بالمنطقة بين عناصر كبيرة وعلى رأسها أزمة السنة والشيعة، وقال موسى " لا يصح أن يستمر الصراع بهذا الشكل أبداً، لأننا لا نستطيع إدارته لأن الادارة فى يد آخرى، لذلك فان التفاهم لابد أن يحدث، كما لا أرى سبب أو مبرر لخلاف مصرى سودانى، وقد سبق أن وجه لى سؤالاً عن الخطوط والحدود فقلت أن حدود مصر فى الجنوب هى إثيوبيا، وحدود السودان فى الشمال هى الإسكندرية، فنحن شعب واحد، ويجب أن نثبت بأن وجودنا يشكل إضافة لأن البلدان جسد واحد".

مسئولية الإعلام فى تنشيط العلاقات المصرية السودانية وتحدث الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد عن مسئولية الأعلام فى تنشيط العلاقات المصرية السودانية، وقال " لى رسالة من مواطن مصرى من شمال الوادى إلى زملائه وأخوانه أبناء مصر من الاعلاميين أن يراعوا العلاقات الخاصة بين مصر والسودان، والاعلام المصرى وطنى وواعى لكن هناك بعض الأمور الصغيرة التى تسئ أساءة بالغة لأخواننا فى السودان، ونحن نعلم أن شعب السودان من أطيب شعوب الأرض وأكثرهم خلقاً وثقافة، ولديه حساسية شديدة فى كل كلمة توجه اليه خاصة من أشقائه فى مصر، والحمد لله أن فى مصر إعلام واعى يدافع عن العلاقات وإن كانت هناك بعض الأخطاء التى تحدث"، وأضاف البدوى"نحن شعب واحد ونيل ووطن واحد، وقوتنا لبعضنا البعض".

الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق تسائل من جانبه عن الأسباب التى عطلت كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين منذ عدة سنوات، ومنها على سبيل المثال ما تم توقيعه حينما كان رئيساً للحكومة المصرية بعد 25 يناير، وقال شرف " مش فاهم أيه اللى معطل التعاون بين البلدين على الأرض، يجب أن تكون هناك نقطة بداية"، لافتا إلى أنه فى سبتمبر 2015 تم الحديث عن أهداف التنمية المستدامة فى الأمم المتحدة، التى بها الكثير من المحاور يمكن بناء عليها التعاون بين مصر والسودان تحت مظلة عالمية. السفير نبيل فهمى وزير الخارجية السابق، قال أن وجود وزير خارجية السودان بالقاهرة له معنى وأهمية خاصة، لافتاً إلى أن أول زيارة له خارج القاهرة عقب توليه حقيبة الخارجية بعد ثورة 30 يونيو كانت للخرطوم، وهى كانت رسالة للسودانيين والمصريين على حد سواء.

حلايب وشلاتين مشكلة يمكن حلها الدكتور مصطفى الفقى كان الأكثر حدة فى حديثه، وقال " احنا جيل نشأ على شعارات وحدة وادى النيل، والآن نكرر نفس الكلام عن التؤأمة لكننا لم نتجاوز هذه الشعارات لخطوات عملية تزيل الحساسيات، وكنا نتصور على سبيل المثال أنه حتى لو رأى السودان فى سد النهضة ملا يضره، إلا أنه من موقع الضرر الذى سيلحق بمصر كنا نتوقع من السودان أن يأخذ موقفاً أكثر دعماً للمفاوض المصرى"، مشيراً إلى أنه أحياناً يطفو على السطح مشكلة حلايب وشلاتين، وهى مشكلة يمكن حلها على حد قول الفقى الذى أضاف "نظل حبايب حبايب إلى أن تظهر حلايب"، مؤكداً على ضرورة البحث فى كل المشاكل التى تظهر بين البلدين، مشيراً إلى ما نشر بشأن استهداف بعض السودانيين فى مصر، وقال الفقى" لا يمكن أن يستهدف السودانى فى مصر أطلاقاً، ونحن نحتاج لأحاديث صريحة وأن ندرك وجود مصلحة مشتركة، لأن الحياة تبادل منافع وليست شعارات، فربط بعضنا البعض بشبكة مصالح قائمة على التبادل سوف يحل الكثير من المشاكل ".

الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد تحدث عن العلاقات التاريخية وأسهامها فى حل الخلافات، وقال " ليس خيالا أن نتحدث من جديد عن وحدة وادى النيل، لأن هذا الحديث هو الذى سيحل كل المشاكل، من بينها حلايب وشلاتين، لكن ما أراه كمراقب أن هناك خلافات منها سد النهضة، فاذا كان من مصلحة السودان سد النهضة، وأنه سيحمى السودان من الفيضان، لكن السودان متضرر مثل مصر، نحن نريد التأكد أن هذا السد به اجراءات سلامة فى بنيانه تحميه، فهل السودان تلقى من إثيوبيا ما يفيد بأن موضوع سلامة السد مؤكد وفقاً للدراسات".

وأشار مكرم محمد أحمد إلى أن القلق المصرى من سد النهضة لا يقتصر على الرئيس عبد الفتاح السيسى وحده، لكنه قلق لدى 90 مليون مصرى، وقال " فى المقابل أشعر أن هناك مراوحة سياسية فى السودان تجاه هذا الأمر ".

السودن ضلع فى مثلث يضم أيضاً مصر وإثيوبيا الغندور رد على ما قيل، وبدأ بالحديث عن سد النهضة، وقال " قرأت كثيراً مما كتب فى مصر عن السد، وكان هناك أعتقاد بأن السودان وسيط بين مصر وإثيوبيا، لكن الحقيقة أن السودن ضلع فى مثلث يضم أيضاً مصر وإثيوبيا، ونتأثر بكل ما يتأثر به نهر النيل ونحن أيضاً أصحاب مصلحة، وفى إطار مصلحتنا الوطنية فأننا نضع نصب أعيننا مصلحة مصر، وهى قضية واضحة جداً بالنسبة لنا، ولعل كثير مما يكتب عن السد يجانبه الصواب تماماً، فكثير من الاحيان أسمع وأشاهد من الإعلام المصرى ومن شخصيات –للأسف- يطلقون عليهم لقب خبراء أحاديث أخرها أن هذا السد يقام على أراضى سودانية، كما قرأت تقارير تتحدث عن سلامة السد، لكنى فى المقابل أؤكد وأقول لكم أننا مطمئنون لسلامة السد، خاصة أن الشركة التى تقوم ببناءه سبق أن بنت أكثر من 20 سد على مستوى العالم، كما لا أعتقد أن إثيوبيا تنفق 7 مليار دولار على أنشاء سد يمكن أن ينهار ".

وأكد غندور أن " السودان لا يمكن أن يغامر بدعم السد مكايدة لمصر وللإضرار بها، لكن السودان له مصلحة فى قيام السد، كما أننا نؤمن أيضاً بأن مصر هبة النيل، وأن الأمن المائى المصرى هو الأمن المائى السودانى ونتمنى أن تصل النخب المصرية للإيمان بأن السودان القوى مهم لمصر، فنحن السند لمصر فى الجنوب ويمكن أن تلجأ مصر اذا أرادت أن تتمدد للجنوب"، مشيراً إلى أن ما يدور داخل الغرف المغلقة فى المفاوضات الخاصة بالسد بين الدول الثلاثة "تشهد حوار صريح جداً ووصلنا فيه إلى قناعة بأنه لا يمكن أن نضحى بأمن بلد على حساب بلد أخر". السودان تنفى وجود اخوان لديها وأشار غندور إلى أن لقائه مع الوزير سامح شكرى شهد الحديث عن قضية حلايب وشلاتين ووجود المعارضة السودانية بمصر، نافياً وجود أى من عناصر أخوانية مصرية بالسودان، وقال " قولوا لنا من هو الاخوانى المصرى الموجود فى السودان وحاسبونا بعدها"، وعاد وقال " لا يوجد لدينا اخوان مسلمين تسللوا للسودان حتى الان، والسودان لن يضر بأمن مصر مهما كانت الاسباب، ونحن قلنا منذ البداية أن ما يحدث فى مصر هو شأن داخلى مصرى، وأياً كان خيار الشعب المصرى فنحن ندعمه ونسانده ونتعاون معه"، مشيراً إلى وجود أجهزة كثيرة، لم يسمها، تلعب على عدم تصويب العلاقات بين البلدين، وقال " أريد للعلاقات أن تمضى فى إطارها الصحيح، والان لدينا 7 قطاعات تجمع العلاقات بين البلدين، من بينها القطاع الامنى والسياسى والعسكرى يناقش كل القضايا".

وتحدث غندور عن حلايب وشلاتين وقال " لا يمكن أن تظل علاقات البلدين بكل تاريخها رهينة منطقة مختلف عليها، وقضية حلايب لا سبيل لحلها إلا بالحوار بين مصر والسودان، لأن كل مصرى يؤمن أن حلايب مصرية وفى نفس الوقت كل سودانى يؤمن أن حلايب سودانية، والقضية لن تحل إلا بالحوار بين البلدين " وكشف الدكتور إبراهيم غندور عن أسباب إغلاق مكتب حزب المؤتمر الوطنى السودانى بالقاهرة، وقال" وصلنا طلب منذ سنوات من جهات مصرية نافذة طلبت غلق المكتب، وحينها كنت مساعد رئيس السودان ومسئول العلاقات الخارجية للحزب بالخرطوم، فقررت الاستجابة للطلب المصرى وطلبت من الدكتور وليد سيد مدير المكتب وقتها غلق المكتب "، وتابع "غندور": " نتمنى أن تغلق القاهرة مكاتب المعارضة السودانية بالقاهرة تحقيقا للشفافية".

وتحدث غندور عن قضية الاعتداء على بعض السودانيين بالقاهرة، وقال أن " الاعتداء على السودانيين كان محدود، وعندما ذهبت للبرلمان السودانى قدمت تقرير متوازن جداً رغم الزخم الاعلامى، وفى اللجنة التى ناقشت الوضع كان هناك 25 نائب من أصل 27 مع غلق القضية وأن العلاقات المصرية السودانية أقوى من أى شئ، وأعتقد أن سحب الصيف لن تؤثر ". وحول علاقات السودان بإيران، قال غندور أن " السودان بدأ باغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، بعدما لاحظنا ورصدنا النشاط الإيرانى فى نشر المذهب الشيعى فى بلدان أفريقية كثيرة، وشعرنا أن بعض شبابنا بدأ تجنيده للشيعة"، لافتاً إلى أن قرار قطع العلاقات بين الخرطوم وطهران فى أعقاب الاعتداء على السفارة السعودية بإيران هو رسالة لتصحيح الأوضاع وإيقاف التمدد غير المبرر من جانب إيران، وقال " نحن ننظر للأمر على أنه تدخل فى شئون دولنا وليس حرباً سنية شيعية"، مؤكداً على أنه ليس فى نية إيران الدخول فى حرب مع السعودية، وقال " لا اعتقد أن لديه نيه فى الحرب، لأنها خارجة من حصار اقتصادى لازالت تعيشه، كما أنها أنهكت فى حربها مع العراق "



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;