"قطب السخاء".. هنا المسجد القديم لحفيدة سيدنا رسول الله السيدة زينب أم العواجيز ورئيسة الديوان.. أول مكان عاشت فيه بعد قدومها من كربلاء.. المبنى يحمل اسم تميم الرصافى والأهالى لا يزالون يطلقون عليه اس

فى 32 حارة السيدة زينب، بمصر القديمة بمحافظة القاهرة، يقع مسجد السيدة القديم، الذى يحمل حاليا اسم مسجد "تميم الرصافى" ولا يزال يعلو المسجد لافتة مدون عليها مسجد السيدة زينب القديم، حيث كثيرا من المصريين لا يدركون أن هناك مسجدين يحملان إسم " السيدة زينب" فى مصر القديمة، ويتوجهون إلى المسجد الشهير بالميدان. وقال العم" حسانين سيد أحمد" 70 عاما مقيم بجوار مسجد السيدة زينب القديم، لـ" انفراد" إنه يعيش بجوار مسجد السيدة القديم من 60 عاما إن جميع معالم المنطقة تغيرت فيما عدا المسجد، الذى يحمل حاليا اسم " تميم الرصافى" ويقع على مساحة 288م2 تابع للآثار الإسلامية، والمسجد فى السابق كان بيتا للسيدة زينب عندما جاءت من كربلاء إلى مصر القديمة، حيث منحها حاكم مصر وقتها منزلًا صغيرًا لتعيش فيه قبل أن يتم بناء منزل كبير لها فى المكان الذى تحول فيما بعد لمسجد السيدة زينب، فيما تحول منزلها القديم إلى مسجد سمى بـ"تميم الرصافي" نسبة لأحد أمراء الحجاز إلا أن الأهإلى لا يزالون يطلقون عليه اسم مسجد السيدة زينب القديم، ويضم مسجد المشيرة من الداخل، مئذنة كبيرة ومن الأعلى دائرة على إزار خشبى منقوش فيه سورة يس لمنارته ثلاثة أدوار منقوش بدائرتها آيات قرآنية وفيها سورة يس وليس به أضرحة. وعرفت السيدة زينب بالعديد من الالقاب منها "صاحبة الشورى" اشتهرت بهذا اللقب لرجوع أبيها على بن أبى طالب وإخوتها "الحسن والحسين" لأخذ رأيها فى الأمور العامة، و"رئيسة الديوان" لما قدمت إلى مصر ترأست ديوان علم بعد استضافتها به، واستمر لسنين وكان يحضره المصريون بدءا من الوالى وحتى المواطنين العاديين، و"أم الآلام" لما شهدته السيدة زينب من آلام فى قتل أخيها الحسين وأبنائها وأعوأنه فى موقعة كربلاء، حيث فاجعة المسلمين الكبرى بقتل سيدنا الحسين وأبنائه ومناصريه، و"أم هاشم- عقيلة بنى هاشم" تردد سببين لوصفها بهذا اللقب، الأول لحملها راية الهاشميين بعد مقتل أخيها سيدنا الحسين فى موقعة "كربلاء"، والثانى لكرمها السخى فكانت تشبه جدها "هاشم" الذى كان يطعم الحجاج، و"أم العواجز" لما قدمت إلى مصر، فتحت دارها للعجزة والضعفاء وكانت مأوى لهم، والسيدة، تعرف زينب بنت على بلقب السيدة، دون غيرها من أهل البيت، توقيرًا وإجلالًا لها، فإذا ذكرت فهو معروف لدى العامة بأنها "زينب". ويحتفل المصريون اليوم، بالليلة الختامية، لمولد رئيسة الديوان، كما يطلقون عليها، وهى السيدة زينب ابنة الإمام على بن ابى طالب، رضى الله عنهما، للعام الثالث على التوإلى حرمت جائحة كورونا المصريين عامة والصوفيين خاصة من احتفالات مولد السيدة زينب رضى الله عنها، والذى يوافق الثلاثاء الأخير من شهر رجب "ذكرى الليلة الختامية لمولدها"، حيث على المستوى الرسمى ألغيت الاحتفالات، فيما يحرص عدد من أتباع الطرق الصوفية على إقامة احتفالات صغيرة فى أنحاء متفرقة فى محيط المسجد الزينبى. وكان مسجد السيدة زينب والمنطقة المحيطة يشهد توافد الآلاف لمدة أسبوع احتفالا بتلك الذكرى العطرة، وعرف عن السيدة زينب رضى الله عنها أنها أكثر نساء آل البيت صبرا وقوة، فهى ابنة الإمام على بن أبى طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله وجدتها خديجة بنت خويلد، وأخويها الحسن والحسين، كما أنها هى بطلة كربلاء، التى حمت السبايا الهاشميات ورعت الغلام المريض على زين العابدين بن الحسين، ولذا كنيت بـ"أم هاشم". ولدت سنة 6 هجرية وسميت بـ زينب على اسم خالتها التى توفيت سنة 2 هجرية، حيث ماتت متأثرة بجراحها فى طريق هجرتها بعد أن طعنها أحد المشركين فى بطنها فماتت هى وجنينها، فسماها النبى صلى الله عليه وسلم على اسم خالتها لتهدئة لوعة الحزن فى قلبه. توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها خمس سنوات، فما مكثت فاطمة بعده حتى لحقت به، تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار، الذى كان عإلى المكانة وعرف بالمروءة والكرم والسماحة ولقبوه بـ"قطب السخاء"، وكان لا يراها أحد فى بيتها إلا من وراء ستار، أما فى محنة كربلاء بعد خروجها من بيتها ورؤية وجهها فقد وصفوها قائلين "ما رأيت مثل وجهها كأنه شقة قمر، وقال الجاحظ فى البيان والتبيين: كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علما وتقى وكان لها مجلس علم للنساء". وتقول كثير من المصادر والمراجع التاريخية المهمة: اختار الإمام على بن أبى طالب، لفتاته حين بلغت مبلغ الزواج، من رآه جديرا بها حسبًا ونسبا، لقد تهافت عليها الطلاب من شباب هاشم وقريش، ذوى الشرف والثراء، فكان "عبد الله بن جعفر" أحق هؤلاء جميعا بزهرة آل البيت وعقيلة بنى هاشم، وأثمر الزواج المبارك، فولدت أربعة بنين: عليا ومحمدًا وعونا الأكبر وعباسًا، كما ولدت له فتاتين، إحداهما أم كلثوم التى أراد معأوية بدهائه السياسى أن يزوجها من ابنه يزيد كسبًا للمعسكر الهاشمى، فترك عبد الله أمر فتاته لخالها الإمام الحسين الذى آثر بها أن عمها القاسم من محمد بن جعفر بن أبى طالب.