ابتسامتها أصفى من السماء رغم فقرها وسوء حالتها، إلا أنها راضية ولم تجزع.. تساقطت أسنانها وظهر عليها سنها الذى تجاوز 60 عامًا، تعيش فى منزل أشبه بعشة الفراخ.. منزل جدرانه مهدمة لا يتجاوز 25 مترًا ولا يوجد بداخله مياه أو كهرباء أو دورة للمياه عندما تحتاج دورة المياه تذهب إلى المسجد المجاور لها، وبداخل المنزل 10 أرغفة شامى وقلة مياه ومروحة سقف لا تعمل، لأنه لا يوجد كهرباء بالمنزل تم وضعها عندما كان زوجها مريضًا، وقام أهل الخير بتوصيل سلك من الخارج، وعندما توفى زوجها تم رفع السلك عن المروحة.
فى قرية السوبى التابعة لمركز سمالوط تسكن الحاجة كرم خلف رمضان، التى تبلغ من العمر 70 سنة توفى عنها زوجها منذ 4 سنوات، وترك لها منزلاً مكونًا من طابق واحد مبنى بالطوب اللبن تساقطت عنه جدرانه.. عبارة عن حجرة واحدة مسقوفة بالبوص، والحجرة الثانية بها سلك ممتد عليه جلبًا واحد لها و10 أرغفة خبز شامى وقلة مياه وحصيرة ترقد عليها "كرم".
تقول الحاجة كرم، إن زوجى صلاح محمد كان يعمل فلاحًا وحالتنا سيئة جدًا، بدأت أصنع الطوب وبنيت الحجرة اللى أنا بنام فيها، ومع مرور الزمن أكلت المياه والأملاح الحوائط وسقط الطوب.. ولاد الحلال وضعوا فوقها شوية بوص علشان تحمينا من الشمس والمطر.
وأضافت "كرم": مرض زوجى وكانت الأيام حر، ولاد الحلال جابوا مروحة وعلقوها فى السقف ووصلوها بسلك من الشارع، وبعد وفاته خلعوا السلك.
وتابعت: "أنا قاعدة فى عشة الفران مترضاش تعيش فيها"، ولفتت كرم لأنها تتقاضى 200 جنيه معاش السادات، وربنا بيكرمنى بربع كيلو لحم كل شهر أو شهرين من ولاد الحلال، اللى بيعطفوا عليا وأحيانًا مش بشوفوا.
واستطردت الحاجة كرم، قائلة أشتريت حصيرة النساء يأخذوها يخبزوا عليها ويتركوا لى شوية عيش أكلهم وأفرشها وأنام عليها، وقالت عندما أريد أن أدخل الحمام أذهب إلى المسجد المجاور لبيتى، بس فى الليل بيكون المسجد مقفول.. وناشدت "كرم" رئاسة الجمهورية بأن يبنوا لها بيتًا.