"دود" بيكسب دهب.. "خالد وابنه" عملا مشروعا وأرباحه مضمونة.. بدأ بـ100 دودة وأصبح لديهما مزرعة كبيرة بالمنزل.. يؤكد: أنتجنا سمادا عضويا بمستوى عالى من الجودة ومفيد للنباتات والحيوانات.. ويطالب بتعميم ا

تعد تربية "الدود" لإنتاج سماد عضوى من خلال الغذاء على المخلفات العضوية من المهن الغريبة من نوعها والتى لم تحظ بانتشار واسع لعدم معرفة الكثير بها وكيفية تنفيذها رغم سهولتها وتكاليفها القليلة ونتائجها المذهلة. وفى محافظة الغربية وتحديدا بمدينة المحلة الكبرى كان لخالد حلاوة مدرس لغة فرنسية رأى آخر، بعدما قرر أن يخوض تجربة تربية دود الـ ريد ويجلر والذى يشبه دود الأرض وينتج منه سماد عضوى على مستوى عالى من الجودة ومفيد للنباتات والزراعات المختلفة، حيث يتغذى فقط على المخلفات العضوية وبواقى الطعام ويستطيع أن يحولها لسماد عضوى بكميات كبيرة. وأجرى "حلاوة" التجربة فى تسميد بعض الزراعات المنزلية وحققت نتائج مذهلة، كما أن الكيلو من السماد يكفى لمساحة فدان من الزراعات. وقال خالد حلاوة لـ"انفراد" أنه يعمل مدرس لغة فرنسية، وكان يخرج كل جمعة مع اصدقائه فى رحلة صيد الأسماك، وبدأت فكرة المشروع عام 2015عندما خرج فى رحلة صيد هو ومجموعة من أصدقائه وتوجهوا لأحد محلات بيع دود الصيد فلم يجدوا طلبهم، فاتجهوا لفكرة تربية الدود البلدى، فقاموا بشراء كمية من الدود من محافظة كفر الشيخ لتربيته، ثم بحثوا على شبكة الانترنت عن طريقة إطعام الدود، واكتشفوا عن طلب وزارة الزراعة 2كيلو دود من استراليا لمركز المناخ الزراعى، وتواصلنا مع المختصين بالمركز. وأضاف أن الباحثين بالمركز أجروا أبحاثا على الدود استمرت 4سنوات، وحضرنا دورة تدريبية فى المركز عام 2015، وبعد نجاح التجربة، قمت بشراء كمية صغيرة من الدود وبدأت فى رحلة التربية. وأشار إلى أن هذه النوعية من الدود تتغذى على المخلفات العضوية مثل بواقى الطعام والورق وغيره من المخلفات العضوية، مشيرا إلى أنه يقوم بتجميع كراتين البيض الفارغة، وكراتين الشيبسى والجرائد والكراسات، ويضعها فى حوض مملوء بالمياه ونقلها لماكينة فرم لتحويلها لعجين، ووضعه للدود ليتغذى عليه، بالإضافة إلى بواقى الفواكه والخضروات وأوراق الشجر، ويتم فرمها وتحويلها لعجين ووضعها أيضا للدود، بالإضافة لنشارة الخشب وروث الأرانب والدواجن والبط، وكل أنواع المخلفات العضوية، ويتم فرمها وتقديمها كغذاء للدود، ويحولها لسماد عضوى. وأوضح أن المشروع بدأ بـ 100دودة وتكاثرت هذه الكمية وأصبح لديه أعداد كبيرة من الدود والتى تنتج السماد العضوى، وتتكاثر بشكل مستمر، موضحا أن هذا النوع من الدود عندما يتعرض للضوء، يفرز مادة من جسمه تبين بعد ذلك أنها مادة مطهرة، وتستخدم فى انجلترا فى علاج الجروح التى يُصعب علاجها، كما تستخدم فى تحضير مستحضرات التجميل فى ألمانيا، وهناك أبحاث علمية حول ذلك فى كل دول العالم. وأوضح الفرق بين دود الصيد ودودRed Wigglers، حيث يتغذى دود الصيد على الطين و10% من المواد العضوية، بينما دود الـRed Wigglersيتغذى على المواد العضوية فقط بنسبة 100%. وأوضح "حلاوة" طريقة التربية والاستفادة من المشروع، حيث تبدأ خطوات التربية فى وضع كمية من الدود فى أقفاص بلاستيكية، بكمية صغيرة بغرض التكاثر وتضاف على الكرتون نوع معين من البكتريا والطحالب لزيادة الإنتاج، ويمكن أيضا تربية الدود فى شكائر، وبعد أن ينتهى الدود من الغذاء على الأوراق والكرتون يتجمع الدود فى مكان واحد نقوم بعد ذلك بنقله فى شكائر أخرى وتبدأ دورة انتاج جديدة. وتابع أن الدود يعتبر مصنع يعمل طوال الوقت، وتأكل الدودة نصف وزنها يوميا، وكل كيلو دود ينتج نصف كيلو سماد يوميا، وحقق السماد نتائج مذهلة على الزراعات من خصوبة الأرض ويستخدم فى تغذية وزيادة الإنتاج من الطيور والحيوانات. وأشار إلى أن الكيلو الواحد من السماد العضوى يستطيع أن يغطى فدان من الأراضى الزراعية، حيث يتم إذابته فى 10لتر مياه، وإضافة ربع كيلو عسل، ووضع ماتور حوض سمك فى المحلول بحيث نضمن وصول الاكسجين للمحلول وبعد 3أيام يتم وضع الخليط فى مواتير الرش الخاصة بالمزارع ويتم رش الأرض، ويمكن استخدامه بطريقة أخرى وهى رش السماد على الأرض يدويا، وريها بماكينات الرى، مؤكدا أن السماد حقق نتائج مذهلة فى المحاصيل الزراعية المختلفة. وأضاف أن لجنة من جهاز شئون البيئة بالدقهلية عاينت المزرعة على أرض الواقع والنتائج التى توصل إليها من تربية الدود وعرض عليهم نتائج التجارب التى أجراها على إحدى الزراعات المنزلية وما انتجته من كميات كبيرة من جذور مفيدة للنبات. وأوضح أن المشروع غير مكلف اطلاقا ويمكن لأى شاب البدء به ولا يحتاج سوى كمية صغيرة من الدود والمخلفات العضوية، ودعا المواطنين بتطبيق هذه الفكرة فى المنازل خاصة وأن هناك كميات كبيرة من بواقى الطعام والمخلفات العضوية تلقى فى القمامة بشكل يومى، ويمكن الاستفادة منها بوضع كمية من الدود داخل كيس القمامة وترك الدودة تقوم بعملها وتحولها لسماد عضوي.