أكد وزير الإعلام اللبناني زياد مكارى، الثلاثاء، عقب انتهاء مجلس الوزراء، أنه تقرر تكليف الجيش اللبناني بإجراء تحقيق شفاف حول حادث زورق طرابلس تحت إشراف القضاء العسكرى، مشيراً إلى أنّ قائد الجيش اللبناني وضع نفسه تحت خدمة التحقيق، لافتا لتكليف وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية للتواصل مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة لذوي ضحايا حادثة زورق.
وبحث مجلس الوزراء اللبنانية، في جلسة استثنائية عقدت قبل ظهر اليوم الثلاثاء، في قصر بعبدا، الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية، وفي قضية غرق "زورق الموت" في طرابلس وتداعياته، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، وبحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، واستُهِلّت الحكومة اجتماعها بالوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا الزورق.
وفي مستهلّ الجلسة، قدّم الرئيس اللبناني ميشال عون العزاء الى أهل الضحايا متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى الناجين، وآملاً بمعرفة مصير باقي الركاب الذين لا يزال البحث جاريا عنهم، وقال عون: "ما حصل في طرابلس آلمنا جميعاً، ولا بد من معالجته من كل النواحي، وتولي القضاء التحقيق في غرق الزورق وسط وجود روايات متضاربة، وذلك بهدف جلاء الحقيقة ووضع حدّ لأي اجتهادات أو تفسيرات متناقضة".
كما قدّم قائد الجيش اللبناني ومدير المخابرات وقائد القوات البحرية، الذين حضروا جلسة مجلس الوزراء، عرضاً مفصلاً لوقائع ما حصل مع الزورق معززاً بالوثائق والصور.
على صعيد آخر، أعلن وزير الإعلام اللبناني تشكيل لجنة وزارية مهمتها إعداد مشروع قانون يرمي إلى إنشاء مجلس لتنمية الشمال وعرضه على مجلس الوزراء اللبناني.
من جهة ثانية، دان مجلس الوزراء اللبناني الاعتداء على وزير الطاقة وليد فياض و"طلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة الفاعلين وإنزال العقوبات في حقّهم".
إلى ذلك، دعا مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، أبناء طرابلس والشمال وعكار بلبنان إلى الهدوء والتروى لحين إجراء التحقيق الشفاف من قبل قيادة الجيش اللبنانى والقضاء المختص، لكشف ملابسات حادث غرق مركب طرابلس، موضحا أن الحادث لا يمكن أن يمر دون المحاسبة ومعاقبة كل من تسبب بهذه الجريمة النكراء التي أدت إلى سقوط الضحايا من الرجال والنساء والأطفال.
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية - في تصريح صحفى، أن ضحايا مركب طرابلس هم ضحايا كل لبنان، محملا الدولة مسئولية ما وصفه بتردي الوضع الخطير الذي وصل إليه المواطن مما جعله يحاول أن يغادر بلده إلى المجهول بأي طريقة، لتأمين سبل العيش الكريم بسبب المعاناة المعيشية التي تلاحقه يوميا.
وأضاف أن أغلبية الشعب اللبناني وبخاصة أبناء طرابلس والشمال يعانون تحت وطأة الجوع والفقر والبطالة والإهمال والحرمان، موضحا أنه لا بديل عن الدولة ومؤسساتها لسد هذا الفراغ االذي وصفه بالقاتل.
وعبر مفتي لبنان عن أسفه لما وصفه بغياب الدولة عن ممارسة دورها وعدم احتضان أبناءها بالشكل المطلوب، بما يشكل خطرا حقيقيا على السلم الأهلي والأمن الاجتماعي، مشددا على متابعة ملف هذه القضية مع الجهات المعنية لتبيان حقيقة الأمور ولتتحمل كل جهة مسؤولياتها.
كان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن الحداد الرسمي أمس الاثنين على ضحايا المركب المنكوب والذي كان يقل أكثر من 84 شخصا، حيث تم إنقاذ 48 شخصا وانتشال حوالي ثمان جثث، فيما لا يزال البحث جاريا عن المفقودين.