للصيام أنواع فى مملكة الحيوانات.. الدببة لا تأكل فى البيات الشتوى 130 يوما.. الأسود والثعابين تمتنع عن الطعام 24 ساعة فى الأسبوع للحفاظ على صحتها.. والبطريق يتناول السحور 3 أشهر.. والحزن يدفع الكلاب ل

"للصيام أنواع فى مملكة الحيوانات".. الدببة لا تأكل فى البيات الشتوى لمدة 130 يوما.. الأسود والثعابين تمتنع عن الطعام 24 ساعة فى الأسبوع للحفاظ على صحتها.. والبطريق يتناول السحور 3 أشهر ويصوم 120 يوما.. والحزن يدفع الكلاب لرفض الأكل هل فكرت يوما، إن كان الصيام فريضة أو عمل يقوم به الإنسان فقط؟ أم أن هناك كائنات أخرى تصوم؟ كشف الدكتور عاطف محمد كامل أحمد مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وخبير الحياة البرية، أن الصيام ممارسة شائعة فى عالم الحيوانات والطيور والحشرات على حد سواء، وهى الممارسة التي تكون إما لمواجهة ظروف طارئة كالمرض أو الإصابة بجروح مثلا، أو غريزية كما في حالات البيات بنوعيه الشتوي والصيفي، أو حتى خلال فترة ما بعد المولد مباشرة، مؤكدا أنه كما يصوم الإنسان هناك كائنات أخري تصوم ولفترات طويله يعجز عنها الإنسان وقد تمتد لشهورعديدة. وأوضح الدكتور عاطف فى تصريحات لـ"انفراد"، أن للصيام أنواع لدى الحيوانات فهناك من يصوم حـزنا أو عند المرض، فالحصان المريض يصوم ويمتنع عن الطعام، الكلاب إذا ما أصيبت بكسر في عظامها فإنها تصوم فترة قد تمتد إلى عشرين يوم، كما أنها تصوم حزنا على فقد صاحبها، وبعض الحيوانات البرية كالغزال والطيور غير الداجنة، تصوم إذا وقعت فى الأسر تعبيراً عن الأسى والحزن، مشيرا إلى أن الكثير من الحيوانات يتم عمل نظام غذائي لها خوفاً علي صحتها ومنها الاسود والثعابين، حيث تصوم الاسود يوماً كاملاً أسبوعيا، قائلا: إن ملك الغابة يجب عليه الصيام يوماً فى الأسبوع للتخلص من حمض البوليك السام المضر علي جسمه والذى قد يسبب له مرض النقرس. والفئران أيضا تصوم، يقول الدكتور عاطف: إن الجرذان النوامة عندما تنخفض درجة الحرارة فى بداية فصل الشتاء، فانها تنوى الصيام وتدخل في بيات شتوي، فيعتريها الخمول والكسل، وتدخل في شبه غيبوبة، حتي أنها لا تكاد تحس بما حولها، وربما ذلك بسبب كمية الدهن المخزنة في اجسامها، ويتم استهلاك هذا الدهن خلال فترة الصيام بانقضاء فصل الشتاء وحلول الدفء، فان هذه الجرذان تستيقظ من نومها وتفتح عيونها ثم تتحرك بحذر منهيه صيامها بتناول ما يصادفها من طعام، لافتا إلى أن الدببة تصوم فى البيات الشتوى لمدة 130 يوماً فى المتوسط بدون حركة، ثم تعود قوية في بداية الربيع بلا أى ضعف فى عضلاتها، من خلال إعاده تدوير النيتروجين من البول واستخدامه لإنتاج بروتينات للعضلات تحل محل الخلايا العضلية التالفة. وأشار إلى أنه تلاحظ أن بعض أنواع الحيوانات تلجأ غريزيا إلى الصيام عند إصابتها بجروح غائرة أو نزيف داخلى أو كسور في العظام، إلى درجة أن بعضها يمتد صيامه إلى أكثر من أسبوع إلى أن تندمل الإصابة، ويعتقد خبراء في هذا المجال أن هذا النوع من الصيام يساعد مناعة الكائن الحي ووظائفه الحيوية على أن تركز كل طاقتها على تحقيق الشفاء الذاتي من الإصابة، قائلا: ويأخذ الصيام الغريزي شكلا آخر خلال أحد أطوار دورة حياة بعض الكائنات، وهي مرحلة "التحول" التى تمر بها بعض أنواع الحشرات، والبرمائيات، والرخويات، والقشريات، واللاسعات، وشوكيات الجلد وفي الحشرات مثلا، يمكننا ملاحظة طور التحول عندما تتشرنق دودة القز "الحرير" على سبيل المثال وتكمن كـ"عذراء" في حال يشبه السُّبات داخل شرنقتها ثم تخرج منها على شكل فراشة لتواصل فترة صيامها الغريزي كى تكمل دورة حياتها بأن تضع بيضها. وتابع: والجمل له قدرة عجيبة على تحمل ظروف الحياة فى الصحراء من قلة الماء والطعام بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، وهو يشتهر بالكتلة الدهنية الموجودة أعلى ظهره، والتي تعرف بـ"السنام" يقوم الجمل بتخزين الدهون في السنام، ثم يقوم بحرقها خلال عملية التنفس، حيث تتحول الدهون إلى طاقة تمدة باحتياجاته في فترة الحرمان من الطعام (الدهون تحتوى على طاقة أعلى بكثير من الطاقة المخزونة في الكربوهيدرات في صورة نشا أو جليكوجين) ويستطيع الجمل تحمل العطش بسبب قدرته على تحمل نقص الماء في أنسجة جسمه، ومن خلال ذلك، لا يفقد الماء من سائله الدموى إلا بنسبة ضئيلة للغاية كما أنه يتحمل فقد الماء حتى 30% فى حين أن باقى الكائنات الحية تهلك إذا زاد فقد الماء من أجسامها عن 20%، وعندما يمتلئ السنام بالدهن، فإن الجمل تقل رغبته في تناول الطعام إلى حد الامتناع تماما عن الأكل، ويدخل الجمل في حالة من الصيام الحقيقى، وتستمر فترة الصيام حتى يستهلك قدرا كبيرا من هذا المخزون. واستطرد: وطيور الزينة تصوم عندما تنقلها من قفص الي قفص أخر جديد، والسبب هو تغير المكان عليه وحزنه علي قفصه وبيته القديم، ومع الوقت يبدأ الطير بالتغريد ويوقف الصيام ويبدأ بالافطار، أما الضفدع من الحيوانات البرمائية، يكون دمه باردا، وبسبب ذلك تعيش في فصلي الربيع والصيف، ولكن فى الشتاء فإنها تختزن طعاماً هائلا في معدتها فيصبح وزنها ثلاث أضعاف لكي يكون مخزونها الوافرفي هذا الفصل، تكون في حاله من السبات لدرجة التجمد مثلها مثل الجليد حتي ينتهي فصل الشتاء، فتبدأ بسريان الدم والتدفق في جسمها المتجمد، فتخرج من السبات الي الحياة، والسناجب أيضا تأكل بنهم زائد خلال فصل الخريف، حتى أنها تسمن بصورة ملحوظة، وعندما يأتى فصل الشتاء فإنها تدخل فى نوع عجيب من الصيام، حيث لا تستطيع أن تمارس الحركة أو النشاط، فتتخذ لأنفسها مخابئ مريحة ومناسبة داخل الكهوف أو الاخشاب المجوفة وتنام نوماً عميقاً، وتتكور علي نفسها، فلا توقظها الأصوات المرتفعة أو الهزات العنيفة، ويحدث بطئ فى العمليات الحيوية، وتنفس ببطء شديد وتريح عضلاتها، وتستريح أيضاً امعاؤها ومعدتها. أما الصيام لدى البطاريق، فقال الدكتور عاطف: تصوم طيور البطريق خلال فترات التزاوج، والرقود علي البيض كذلك، حيث تتناول طيور البطريق السحور مثل الإنسان ولكن لمدة تستمر 3 أشهر لتخزين الدهون تحت الجلد،عدا البطريق الامبراطور، الذي يرقد فيه الذكر علي البيضة وتذهب الانثي شهرين للتغذية من البحر علي الأسماك والصيام يختلف حسب نوع البطريق والجنس ونوع الصيا،! فالبطريق الملك يصوم 120 يوماً سنوياً، أما أفراخ البطريق الملك، فتصوم 150 يوماً سنوياً، بينما البطريق الامبراطور يصوم 115 يوماً سنوياً، مضيفا: وتصوم العناكـب أثناء فترة وضع البيض وحضانته، وهناك أنواع من العناكب تصنع خيمة من الحرير اثناء فترة وضع البيض لكي تضع البيض فيها، وتكون قائمة عليها وترعاها في الخيمة، ولا تغادرها طوال تلك الفترة وهي صائمة، حتى تفقس، فتصبح الأم ضعيفه وهزيلة، لكى تجهز السوائل اللازمة لتغذية صغارها عن طريق نشاط بعض الغدد الخاصة في فتره وضع البيض. ولفت إلى أن كلب البحر، فى نهاية شهر أغسطس من كل عام، تهرع الى الشاطئ، حيث تكون علي وشك التزاوج، فتعسكر علي الشاطئ عدة أشهر، وتقوم الذكور باختيار الاناث، وقد يستحوذ الذكر الواحد علي نحو ثلاثين انثى، وعندئذ يدخل في نوع خاص من الصيام يطلق عليه صيام التكاثر يمتد هذا الصيام عده اسابيع، تظل فيها الذكور الصائمة ساهره علي حراسة الاناث الشابة، اما الاناث المسنة، فانها تكون حوامل وتضع صغارها في غضون ايام قلائل تظل الصغار تحظي برعاية الامهات لها، فيكسي جسمها بفراء صوفي اسود تترسب اسفله طبقه دهنية سميكة، وعلي الحيوان الصغير ان يستبدل هذا الفراء بسترة جديدة تناسب حياه الماء عندما يعود اليه يلزم الحيوان ان ينسلخ من هذا الجلد القديم، فينفصل عن امه، ويدخل في مرحلة من الصيام لا يشرب فيها ماء ولا يذوق طعاماً، بل يظل مستلقياً علي الشاطئ تستمر فتره الصيام ستة اسابيع كاملة، تنتهي بحلول شهر يناير، وهنالك يحين موعد فطرها قد تبدل جلدها الصوفي بجلد يناسب حياة الماء، فتنزل الي الماء معلنه انقضاء الصيام، فتقبل علي الطعام والشراب بشهية ونهم، فلا تلبث اجسامها ان تكتنز بالدهن فتبدو ممتلئة الاجسام تقضي الشتاء كله علي هذا الحال، حتي اذا ما ولي الشتاء وانقضي، ودعت حياه البحر لتاخذ حمامات شمسيه علي الشاطئ، وحينئذ تكون قد بلغت حد النضج الجنسي فتتزاوج وتتكاثر، وتصوم وتفطر من جديد.