لا حديث يعلو فوق قضية حادث الشيخ زايد، لا سيما بعد تنازل أسر الضحايا عن القضية، في مفاجأة من العيار الثقيل، وهو ما غير مسار القضية قانونيا.
أسئلة كثيرة قفزت على السطح، بعد إعلان الأسر بالتنازل، من نوعية: ماذا حدث؟ ولماذا تنازلوا؟ وكم حصلوا من الأموال؟
"انفراد"، حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة، من خلال التواصل مع الأسر والمقربين منهم، حيث تبين أنه تم عقد عدة جلسات للصلح مع أسر الضحايا كلًا على حدة، بحضور رجل الأعمال محمد الهوارى والد "كريم" وعدد من أقاربه، وفى وجود بعض المشايخ.
الجلسات، وفقا لمقربين من الأسر في تصريحات لـ"انفراد"، شهدت فى بداية الأمر رفض من قبل الأسر للتصالح، خاصة مع ما جاء فى التحقيقات بشأن تعاطى المتهم مواد مخدرة وكحولية أثناء الحادث، وهو ما دفع الأسر للتعامل مع الأمر على أنه حادث قتل عمد، لكن عدد من المشايخ تدخلوا، وأبدوا الرأى الشرعى للأسر، وأكدوا أن ما حدث "قتل خطأ"، يستوجب الكفارة والدية، وأن هذا هو الشرع، الذى أقره الله فى القرأن.
محمد الهوارى والد المتهم التقى عدة مرات مع أسر الضحايا، وأبدى خلال تلك اللقاءات استعداده لدفع الدية المقررة شرعًا، دون مغالاة، وقال، أنه يرغب فى ملاقاة ربه دون أن يكون فى رقبته شيئ.
بناءً على تلك الجلسات، وبيان الرأى الشرعى، بدأت أسر الضحايا فى تغير موقفها، وأقرت أسر سعيد وعبد الله وعمر التصالح، وتبقى موقف أسرة يوسف.
أسرة "يوسف" آخر من أقر التصالح وتنازلت عن القضية، بعدما رفضت فى بداية الأمر كل مساعى الصلح، إلا أن موقفهم بات أكثر مرونة خاصة مع تنازل باقى الأسر.
هذا التصالح، تم توثيقه فى الشهر العقارى، وتقديم ما يفيد التنازل عن الدعوى المدنية والجنائية للمحكمة خلال جلسة المرافعة التى عقدت أمس 7 مايو، وأقر المدعين بالحق المدنى فى قضية حادث تصادم الشيخ زايد التنازل عن الدعوى المدنية والجنائية، والتصالح مع المتهم "كريم الهوارى".
بدورها، قالت والدة أحد ضحايا حادث تصادم "الشيخ زايد"، أنهم كانوا غير مدركين فى بداية الأمر لطبيعة قضية "حادث تصادم الشيخ زايد "، وتفكيرهم مشوش، وهل القضية قتل خطأ، خاصة مع ملابسات الحادث.
وتابعت: "إحنا سألنا أهل الذكر، والقتل الخطأ حكمه الكفارة والدية وده شرع ربنا، وده منهجنا، مش حكم الجاهلية، وده مافيهوش ظلم، لأنه حكم ربنا وشرعه، وفيه الخير.
وأضافت: "محمد الهوارى فى بداية الأمر كان حريص على تطبيق شرع ربنا، وقال أنا عايز أدفع الدية علشان أقابل ربنا مافيش فى رقبتي حاجة" .
وتابعت: "أولادنا مش هيوفيهم ملايين الدنيا ولكن إحنا نزلنا لشرع ربنا، وبنشكر الناس اللى تعاطفت معانا، وربنا يتقبل ابنائنا من الشهداء، وبنطالب اللى بيزايد وبيقول خدنا 30 مليون وغيره، أنه يتحرى شرع الله.
وقال والد عبد الله أحد ضحايا حادث الشيخ زايد بعد تنازله عن الدعوى المدنية والجنائية فى القضية،: أنا قفلت كلام فى الموضوع ده، وتابع والد "عبد الله" فى تصريحات لـ"انفراد"، أنا خلصت الموضوع وبالنسبالى الموضوع انتهى وشكرًا، فيما قال والد عمر أحد ضحايا حادث الشيخ زايد بعد تنازله عن الدعوى المدنية والجنائية فى القضية، أنه لا يريد الحديث فى ذلك الموضوع مرة أخرى.
وحاول "انفراد" التواصل مع أسرة "سعيد" و"يوسف"، ولكنهما رفضا الحديث، وقال مقربون من أسرة "يوسف"، أنهم لا يرغبون فى الحديث عن القضية، وأن الأمر بالنسبة لهم انتهى، خاصة بعد تنازلهم عن الدعوى المدنية والجنائية.
وشرعا تتلقى الأسرة الواحدة نحو 35 كيلو فضة، ما يعني حصول الأسر على 140 كيلو فضة، حيث يصل سعر الكيلو الواحد 13271 جنيها، ما يعني حصول الضحايا على 1857940 جنيها.
وأقر المدعون بالحق المدنى فى قضية حادث تصادم الشيخ زايد التنازل عن الدعوى المدنية والجنائية، والتصالح مع المتهم "كريم الهوارى".
وكانت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعسكر الأمن المركزى قررت حجز الحكم على كريم الهوارى المتهم فى حادث تصادم الشيخ زايد لجلسة 4 يونيه المقبل.