شهدت محافظة البحر الأحمر حالة من الطوارئ للتعامل مع بلاغ تقدمت به هيئة المتنزهات البحرية لمكتب المحافظ بالبحر الأحمر، برصدها ظهور سمكة قرش من نوع النمر بالقرب من أحد المواقع بمرسى علم، وتم تشكيل لجنة من الباحثين البيئيين لمراقبة حالة أسماك القرش فى المنطقة.
وشددت وزارة البيئة على ضرورة اجراء رقابة مستمرة للمنطقة، وعمل مسح بحري للمنطقة، لمتابعة سلوك أسماك القرش، وجمع المعلومات ومتابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية على الفور، إضافة للتأكد من عدم إلقاء القوارب أى مخلفات في مياه البحر، إضافة لتسليم هذه المخلفات إلى الأرصفة، وإعداد تقرير لحظى حتى التأكد من استقرار الوضع، مع توقف عدد من الأنشطة البحرية بمنطقة إلفين ستون لمدة أسبوع منها الغوص وصيد الأسماك والغطس وركوب الأمواج.
وفى دراسة عالمية حديثة لباحثين في مدرسة "روزن ستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي" التابعة لجامعة ميامى، فإنه تتأثر مواقع حركة أسماك قرش النمر، بغرب شمال المحيط الأطلسى، بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات الناجمة عن التغيرات المناخية وظاهرة الغازات الدفيئة.
فعلى مدار الأربعين عاما الماضية، كانت خريطة توزيعات أسماك قرش النمر تتجه نحو القطب الشمالى، وفي السنوات الأخيرة بالتوازي مع زيادة درجات حرارة المياه، قبالة شمال شرق الولايات المتحدة، وخلال رحلات تتبع هذا النوع من اسماك قرش النمر وجد أن الهجرات السنوية له امتدت إلى منطقة القطب الشمالى، وشهد القرن الماضى أعلى درجات حرارة المحيطات المسجلة على الإطلاق.
وتعرف سمكة قرش النمر أيضًا باسم بَبْر البحر، وهو من أكبراسماك القرش المفترسة، من ذوات الدم البارد في البحار الاستوائية، مشيرة الى انه أسفرت التغيُّرات في توقيتات حركة ومواقع أسماك قرش النمر، عن هجرة هذا النوع إلى خارج المناطق المحمية، مما جعله أكثر تعرضا للصيد الجائر.
وخلال الأشهر الأكثر دفئا، مقابل كل زيادة درجة مئوية واحدة في درجات حرارة المياه أعلى من المتوسط، تتحرك أسماك قرش النمر نحو القطب الشمالى بمقدار 4 درجات تقريبًا من خط العرض.
وخلال شهر يناير هاجرت إلى المياه قبالة شمال شرق الولايات المتحدة، وان ارتفاع درجة حرارة المحيطات هذه، تسببت في تحويل أسماك قرش النمر، لحركتها خارج المناطق، التي كانت توفر لها الحماية من الصيد، وأصبحت أكثر عرضة للصيد الجارى.
جدير بالذكر أنه يهدد ارتفاع درجة حرارة المحيط الأنواع والنظم البيئية، على مستوى العالم، ويعد تحديد آثار ارتفاع درجة حرارة المحيطات على حركات الحيوانات المفترسة، مثل أسماك القرش الكبيرة، أمر مهم للدور الذى تلعبه لحيوانات المفترسة، في الحفاظ على صحة المحيطات، وإبقاء أعداد الفرائس تحت السيطرة، اضافة لمنع انتشار الأنواع الغازية، وان لها دورا في قمة السلسلة الغذائية، وانه يمكن أن يكون لهذه التغيرات المناخية في حركتها أن تعطل التفاعلات الطبيعية بين المفترس والفريسة، وهو الامر الذى يؤدى في النهاية إلى اختلالات بيئية، علاوة ان الامر سيؤدى الى زيادة معدلات المواجهة بين البشر وهذه الأنواع من الأسماك المفترسة.