علقت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية على التفجير الانتحارى الذى وقع فى مطار اسطنبول بتركيا، ووصفته بأنه هجوم رمزى فى قلب المدينة.
وذكرت الشبكة أنه لو كان تنظيم داعش وراء هذا الهجوم، حسبما تقول الولايات المتحدة وتركيا، فإنه سيكون بمثابة إعلان الحرب، وسيكون انتقام تركيا أشبه بأمطار من الجحيم.
و تجنبت تركيا حتى الآن الدخول مع داعش فى حرب كاملة، وجعلت أولوياتها بدلا من ذلك المعركة ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد ومنع تقدم الأكراد السوريين. لكن بالنسبة لتركيا، فإن محاربة داعش فى معركة لها الأولوية، سيكون أمرا لا مفر منه الآن.
وذهبت "سى إن إن" إلى القول بأن داعش نفذت فى الماضى هجمات فى تركيا، إلا أن هذا الهجوم كبير فى مداه، فقد سبق أن استهدف التنظيم الإرهابى السائحين، لكن فى هذه المرة ذهب إلى قلب تركيا، وفى هجوم جرئ أسفر عن مقتل عدد من الضحايا أكبر من الذين سقطوا فى هجمات داعش السابقة.
ولفتت الشبكة إلى أن مطار أتاتورك فى اسطنبول يمثل نقطة الدول الرئيسية لأغلبية 30 مليون شخص يزورون تركيا كل عام، كما أنه أيضا مركز الخطوط الجوية التركية، وهى العلامة التجارية الدولية الوحيدة للبلاد، وبوابة الأعمال التجارية فى اسطنبول.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن السؤال كان دوما متى وليس هل، سيضرب داعش تركيا وينفذ مثل هذه الهجمات. فعلى مدار وقت طويل، كانت العلاقة بين داعش وتركيا أشبه بالحرب الباردة، وكان الطرفان يتجنبان أن يقاتلا بعضهما البعض.
على سبيل المثال، عندما سبق وأعلنت تركيا أنها لن تخوض حربا برية ضد داعش، وتجنبت الانضمام للولايات المتحدة فى حربها على التنظيم، ثم تطورت هذه العلاقة إلى ما شبه الحرب المحدودة عندما قررت تركيا العام الماضى مساعدة الولايات المتحدة فى محاربة داعش، وفى نفس الوقت، نفذ داعش عدد من الهجمات الصغيرة فى المدينة القديمة باسطنبول، وقتل ضحايا أغلبهم أجانب. ولو كان داعش وراء الهجوم الأخير الذى وقع أمس الأربعاء، فإن سيمثل بذلك تصعيد كبير نحو تركيا.
وتوقعت "سى إن إن" أن تواصل تركيا حملتها على داعش، وأن تزيد تعاونها مع المخابرات الأمريكية والغربية ضد التنظيم. ومن جانبه، سيواصل داعش لعبته بخلق بيئة من الشكوك والضباب عبر الهجمات فى تركيا. ومن المرجح أن يتبنى التنظيم مسئولية هجوم مطار اسطنبول وإن كان لم يفعل فى الهجمات السابقة.
تنظيم داعش يريد أن يخلق حالة من الشكوك فى السياسة التركية. فتنظيم القاعدة فى العراق الذى انبثق منه داعش نفذ هجمات انتحارية فى العراق عام 2005، لكن لم يعلن التنظيم مسئوليته عنها. وهو ما أدى إلى حالة من الشك تبادل فيها السنة والشيعة فى العراق الاتهامات حول الهجمات، وأسفر عن بداية لهجمات انتقامية، بعدها انزلقت العراق لحرب أهلية.
وبعدم إعلان مسئوليته عن هجماته فى تركيا، يريد داعش أن يفعل الأمر نفسه، ويثير العداوت الاجتماعية بين أنصار ومعارضى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واليسار واليمين، الأتراك والأكراد، العلمانيين والمحافظين.