- يجب التصدى لفتاوى غير المتخصصين
- كانت هناك اعتراضات على برنامجى فقه المرأة
- أدعو لتكاتف كل المؤسسات لتجديد الخطاب الدينى
استطاعت أن تحتل مكانتها لدى جمهور الإذاعة، بصوتها المميز والرنان، وبرامجها التى تمس الدين والحياة، فلا نكاد نذكر إذاعة القرآن الكريم إلا ويبدر إلى الأذهان سريعا اسم الدكتورة هاجر سعد الدين، الحاصلة على جائزة الأمم المتحدة "رسول السلام" عام 1996 م للدور الذى شاركت به لإعلاء شأن المرأة المصرية وتنمية ثقافتها، وكانت أول سيدة تشغل منصب رئيس شبكة القرآن الكريم المصرية، والتى مازالت تقدم برامجها المميزة عبر الأثير رغم تقاعدها عن العمل الرسمى.
"انفراد" حاور الدكتورة هاجر سعد الدين الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم، داخل بيتها الأول الإذاعة، روت لنا عن ذكرياتها فى شهر رمضان الكريم، ورحلتها المهنية داخل البرنامج العام وانتهاء بالقرآن الكريم، وذكرياتها مع كبار العلماء والمشايخ أمثال عبد الحليم محمود والشيخ محمد متولى الشعراوى.
وإلى نص الحوار...
فى البداية إحكيلنا عن ذكرياتك الجميلة مع شهر رمضان؟
والدى كان من رواد صناعة النسيج فى مصر، وكان يخرج الزكاة فى رمضان على الفقراء من منتجاته من النسيج، وكنت أنا وأخوتى وكنت لا اتعد 6 سنوات نذهب المصنع مع والدى ونوزع الأقمشة على الفقراء، وكنت أكون سعيدة جدا لأنى أرى السعادى فى وجه الناس، وكنا مقيمين فى شبين الكوم بالمنوفية، وكان لرمضان طابع خاص فى بلدتنا، حيث كنا نجد المسحراتى وكنا كأطفال نلعب بالفوانيس.
وكنت أحب الاستماع لإذاعة القرآن الكريم فى رمضان، خاصة برنامج أحسن القصص الذى كان يخرجه يوسف الحطاب وكان موعده وقت السحور، فتعلمت منه الكثير من قصص الأنبياء، خاصة وأنه كان للراديو طابع خاص فى ذلك الوقت، وأيضا كنت أحب اسمع فوازير إسماعيل ياسين، لكنى للأسف لم أسمعها مرة أخرى والإذاعة لم تذعها مرة أخرى.
أما ذكرياتى مع رمضان خلال حياتى العملية، فأول برنامج أقدمه كان فى رمضان عام 1972 وهو برنامج دنيا ودين، وكانت فكرته تقدم لأول مرة فى الإذاعة "البرنامج العام" وكانت عبارة عن آية قرآنية نفسرها دينيا ونستضيف عالم متخصص ليلقى الضوء على الدلالات العلمية فى الآية، وكان البرنامج يذاع قبل الفجر وهو وقت حيوى جدا فى إذاعة القرآن الكريم، ولاقى البرنامج نجاحا واسعا واستمر سنوات عديدة، ومنه توالت نجاحاتى حيث ظللت أقدم برنامج رأى الدين لمدة ما يقرب من 40 عاما ولاقى نجاحا واسعا أيضا وكنا نناقش فيه جميع القضايا المعاصرة من خلال المتخصصين.
ومن أهم ذكرياتى فى رمضان أنه شهد أيضا أول برنامج أقدمه فى إذاعة القرآن الكريم فقه المرأة الذى أثار جدلا واسعا، حيث اعترض عليه البعض كونه لا فرق بين فقه المرأة والرجل لكنه نجح بفضل الله، وانتشر فى جميع القنوات الفضائية والإذاعات بنفس المسمى.
مين أبرز العلماء والمشايخ الذين التقيتيهم خلال عملك؟
التقيت علماء أجلاء كثر، ومن أبرز علماء الدين والمثقفين الذين التقيتهم، فى برنامج أحاديث السهرة فى البرنامج العام، الذى كان يذاع يوميًا ومدته 10 دقائق "زكى نجيب محمود، يحيى حقى، إبراهيم بيومى مدكور رئيس مجمع اللغة العربية السابق، رشدى صالح، محمود حافظ، الدكتور مجدى وهبة، وفى الأحاديث الصباح الدينية الدكتور محمد البهى وزير الأوقاف الأسبق، الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، عبد المنعم خلاف، عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق.
ما هى أبرز ذكرياتك مع هؤلاء العلماء والمشايخ؟
من أبرز المواقف موقف رواه لى الدكتور محمد البهى، أنه أثناء دراسته فى ألمانيا ومعه جنسيات مختلفة، صاحبة البنسيون لاحظت أن ملابس البهى أنظف من ملابس باقى الضيوف، فسألته فقال لها أن دينه يحث على النظافة فأسلمت وقالت أن الدين الذى يحث على النظافة أحق أن يتبع.
وذكرياتى مع الدكتور عبد الحليم محمود، إننى كنت أسجل فى منزله الساعة 6 صباحا فى جسر السويس لأنه كان يفضل أن يؤدى صلاة الفجر ونسجل معه ثم يذهب لعمله.
موقف محرج حدث لى أيضا فى رمضان كان مع الدكتور إبراهيم بدران فى منزله، فبعد أن أخذت موعد بصعوبة ومع بداية التسجيل كان فى مشكلة فنية ولم نسجل الحلقة، لكنه هدأ من روعى وأعطانى موعدا آخر.
هل تذكرين موقفا مع الشيخ الشعراوى؟
التقيت الشيخ محمد متولى الشعراوى، وقت أن كان وزيرا للأوقاف، مرة أو مرتين على الأكثر فى منزله بحى الحسين، وكانت للاتفاق على فكرة برنامج كنت سأقدمه فى الإذاعة يوميا فى رمضان، وكان من المفترض أن يكون الشعرواى ضيفا ثابتا إلا أنه رفض للأسف فى آخر لحظة قبل رمضان بيوم واحد لظروف عمله كوزير أوقاف.
وجدنا مؤخرا المرأة الداعية.. ما رأيك فى هذه الظاهرة؟
لا مانع لكن شرط أن تكون على علم وثقافة لا أن تعتمد فقد على أنها محجبة أو أنها مثقفة ثقافة عابرة، لأن نقل الدين والعلم أمانة، ويجب أن تكون متخصصة فى الدعاية حتى تثرى المستمع أو المتلقى وتنقل له الحل اليقين.
لماذ اتجهتى لإذاعة القرآن الكريم تحديدا؟
منذ التحاقى بإذاعة البرنامج العام، عرضوا عليا العمل فى برنامج أطفال أو منوعات لكنى فضلت البرامج الدينية، وبعدها ترقيتى لمدير عام الأسرة والمجتمع فى إذاعة القرآن الكريم، وتوالت الترقيات حيث أصبحت نائبا لرئيس الشبكة ثم رئيسة للشبكة.
هل تراجعت معدلات الاستماع للإذاعة مع التقدم التكنولوجى وتقدم وسائل الإعلام؟
إطلاقا الإذاعة لم ولن يتراجع دورها فلها أهميتها لدى المستمع، ولها مستميعها لكن يقع على عاتقها زيادة التجويد أكثر، فى ظل التنافسية الشديدة بين وسائل الإعلام، وأنا اعتقد أنه كلما كانت هناك منافسة أكثر كلما كان هناك اهتمام بالكيف لا بالكم أكثر.
وجدنا فى الفترة الأخيرة من يفتى وهو ليس أهلا للفتوى.. ما رأيك فى هذه الظاهرة وكيف نواجهها؟
لا يجوز قطعا أن يفتى بفتوى فى الدين من ليس أهلا لذلك، ويجب على الناس ألا ينساقوا وراء هؤلاء، ويجب أن يكون هناك رقابة على مثل هؤلاء.
مين أكثر القراء الذين تحبين الاستماع إليهم قديما وحديثا؟
أحب الاستماع إلى الشيخ على محمود، ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوى، وأبو العينين شعيشع، ومحمدى إبراهيم، حجاج الهنداوى ومحمود الخشت.
وهل تستمعين إلى الأغانى؟
اسمتع إلى الأغانى الجميلة ذات الكلمات الهادفة، فأحب الاستماع إلى أم كلثوم وليلى مراد، وحاليا ماجدة الرومى.
تجديد الخطاب الدينى.. كيف نحققه؟ وأين دور الإذاعة؟
لابد أن ين يتم وضع خط لتجديد الخطاب الدينى، خط قصيرة المدى وبعيدة المدى ولابد من تضافر كل الجهود وكل أجهزة الدولة من تعليم وإعلام وحتى الأسرة والمؤسسات الدينية على مستوى الأمة الإسلامية لتجديد الخطاب الدينى، وقطعا إذاعة القرآن الكريم ببرامجها لها دور فى ذلك.
أغرب سؤال ورد من مستمع خلال فترة عملك؟
أحد المستمعين من لبنان وسأل هل يجوز أن تجلسى مع الضيف وأنتم فى غرفة مغلقة، فرد عليه الشيخ عطية صقر وقال إنه غير حرام وأننا مش لوحدنا فى الاستديو لأن معنا فنيين وزملاء داخل الاستديو وخلف الزجاج الفاصل.
