قالت صحيفة الكوريو الإسبانية، إن علاقة تركيا وتنظيم داعش الإرهابى تشوبها الكثير من الغموض، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضى سوريا والعراق الملاصقة لتركيا، ووجه الغرب اتهامات لأنقرة بصرف النظر عن المسلحين الذى يعبرون حدودها للالتحاق بصفوف داعش.
تعتبر تركيا فى بؤرة الصراع فى الشرق الأوسط وتحيط بها الجيران فى أقصى توتر من الجماعات الإرهابية الدولية، والهجوم على مطار أسطنبول يكشف نية داعش لزعزعة الحكومة الإسلامية فى المنطقة، فتركيا تعتبر مصدر الصداع للغرب فى هذا الوقت، كما أنها جغرافيا وسياسيا تعتبر فى وسط متاهة أمام داعش من قبل النظام السورى بشار الأسد، والعراق، والصراع بين إيران والممكلة العربية السعودية والتدخل الروسى فى المنطقة.
فقد أصبحت تركيا بوابة أوروبا ، وعلاوة على ذلك فى الآونة الأخيرة قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد 6 سنوات من الأزمة بين البلدين وهو الاتفاق الذى رعته الولايات المتحدة، وكل هذا ينبأ بمشاكل كبيرة والمتمثلة فى تنظيم داعش ، وغيرها من الجماعات العنيفة المقتنعة تماما بأنه لابد من زعزعة استقرار للدولة .
تركيا وداعش
على الرغم من وجود اتهامات للرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالتربح من بيع النفط المسروق من قبل داعش فى سوريا ، وتعاون تركيا مع الولايات المتحدة لتسمح للإرهابيين الدوليين الذين انضموا إلى صفوف الإرهابيين الذين مروا عبر الأراضى التركية مع الإفلات من العقاب وعبروا الحدود السورية، إلا أن داعش لديها استراتيجية معقدة تجاه تركيا يمكن تلخيصها ف 4 أبعاد أساسية:
حسب عقيدة داعش فإن تركيا دولة علمانية وتعتبر أردوغان "الشيطان" على الرغم من أن 99% من المواطنين الأتراك يدينون بالديانة الإسلامية إلا أن نظام تركيا العلمانى الديمقراطى جعلها عرضة لهجمات داعش العدائية حيث تصور داعش تركيا عبر وسائلها الإعلامية على أنها مرتدة ويجب القضاء على ساستها.
تركيا إحدى الدول الفاعلة فى التحالف الدولى لمحاربة داعش، كما أن تركيا وضعت داعش على قائمة المنظمات الإرهابية المحظوؤة فى 2013 ،ولكن تركيا لم تنضم إلى التحالف الدولى إلا فى أغسطس 2015 بعد تعرضها لهجمات من التنظيم 10 مرات ، ومنذ انضمامها إلى التحالف.
انضمام تركيا للحرب فى العراق وسوريا بشكل مباشر ،واعتقاد داعش بأن تركيا ستمثل حاضنة شعبية وموقعا استيراتيجا مهما له، حيث يعتقد داعش بأن الكثير من المواطنين الأتراك يرغبون فى الانضمام إليه، ولكن الظلم الذى تمارسه الحكومة التركية عليهم يحول دون ذلك حسب ما تدعيه عبر قنواتها الإعلامية، لذلك تدعو إلى استهداف تركيا.
تركيا والغرب
وأعربت جميع البلدان الأوروبية فى ثوانى تضامنا مع حكومة أردوغان ، فتركيا الآن محبوبة من الدول الغربية بسبب عدة عوامل ، والأكثر أهمية هو الهجرة ، حيث أن على الأراضى التركية مليون لاجئ، معظمهم من سوريا وأفغانستان ، الذين ينتظرون دخول أوروبا بشكل متزايد هزت سياسيا الاتحاد الأوروبى ، وجعلت بروكسل تنفق 3000 مليون يورو لنظام أردوغان لمواجهة تدفقات الهجرة.